يحب الأطفال الاستماع إلى القصص القصيرة، وخاصة قبل النوم، التي تحتوي على موعظة وعظة تعلمهم الكثير من الدروس. هناك العديد من القصص التي تساعد الأطفال على استكشاف فضائل الأخلاق، وتعلم المواعظ والفطنة، وهذا ما يحتاجه المجتمع في الوقت الحاضر.
قصص للأطفال من 9 إلى 14 سنة
هناك عدة معايير يجب الالتزام بها في قصص الأطفال. وأهمها أن تكون الكلمات سهلة الفهم والأفكار بسيطة والمعاني قيمة لأنها تنقل للطفل القيم والمثل التي تبني شخصيته بشكل جيد.
القصة الأولى: القنفذ الصغير
كان هناك قنفذ يعيش في صخرة كبيرة مع والديه وعائلته. كان القنفذ يقضي وقتاً ممتعاً كل يوم في الغابة الواسعة، وفي أحد الأيام وجد مجموعة من الناس يلعبون تحت التل، فأراد أن يلعب معهم، لكنه كان يخشى ألا يقبلوه أو يرفضوا اللعب معه.
وفي اليوم التالي ذهب القنفذ خلف هضبة عالية تطل على المكان الذي كانت تلعب فيه الحيوانات الأخرى وفكر في لعبهم ومتعتهم على الهضبة لرؤية الحيوانات تلعب.
وفي أحد الأيام لاحظه سنجاب صغير وفاجأه، ولكن عندما عاد في اليوم التالي، بدأت تتحدث معه وطلبت منه أن يلعب معهم، لكنه خاف وأخبرها أن الآخرين لن يقبلوه.
أخبرته أنثى السنجاب أنها ستساعده. ذهبت أنثى السنجاب إلى شجرة بلوط طويلة، وأحضرت العديد من ثمار الجوز المجوفة ووضعتها على أشواك القنفذ. ولكن بمجرد تحركه، سقطت جميع الثمار على الأرض، فحاولت أنثى السنجاب العثور على الشيء الحلو دون جدوى.
أخبرها القنفذ أنها لن تجد حلاً فعاد إلى منزله حزيناً، وعندما سألته أمه عن السبب، أخبرها فقالت له: يجب أن يحبك الناس، ليس لأنك مثلهم، بل لأنك تختلف. منهم بأشياء ليست فيهم، كما يختلفون عنهم بأشياء ليست فيك.
وعلم القنفذ أن عليه أن يتقبل أشواكه حتى يشعر الآخرون بجماله ونبله ويتذكر أن أنثى السنجاب لم تكن تخاف منه أو تتركه بمفرده، بل بحثت عن طرق أخرى لمشاهدته وهو يلعب عندما تساعده الحيوانات الأخرى، علم القنفذ أنه أفضل صديق.
القصة الثانية : الدجاجة الذهبية
بين عمر 9 و14 عامًا، كان لدى المزارع دجاجة كان يحبها ويعتني بها. وفي أحد الأيام وضعت له الدجاجة بيضة ذهبية وانتظرت اليوم الثاني لترى هل ستبيض له بيضة ذهبية أخرى أم لا.
وفي اليوم التالي أعطت الدجاجة للمزارع بيضة ذهبية جديدة. ذهب المزارع إلى السوق، فباع البيضتين وحصل على مبلغ كبير من المال.
قرر المزارع أن يفتح معدة الدجاجة ليحصل على كل البيض دفعة واحدة، لكن المحزن هو أن الدجاجة لم تحمل أي بيض في أمعائها. حزن المزارع جداً وتمنى لو لم يشق بطن الدجاجة ويحصل منها على بيضتين كل يوم.
القصة الثالثة: الحسن والاختبار
حسن طفل يبلغ من العمر 12 عامًا. كان في بداية البلوغ وأحس بأنه قد كبر. كلما طلبت منه والدته أن يفعل شيئاً بحجة أن الأطفال هم من سيفعلونه، مرت عدة أيام وبدأت مواعيد الامتحانات، فقالت له والدته استعد له.
لكنه أخبرها أنه ليس عليه أن يدرس وأنه سينجح في الامتحان دون أن يدرس. وفي يوم الامتحان تفاجأ حسن بأن الامتحان صعب ولا يستطيع حله دون مذاكرة. كان متوتراً جداً، فأخبره صديقه أنه سيساعده في حل الامتحان. ومع ذلك، تذكر حسن أنه أخبر والدته أنه حصل على درجات جيدة دون الحاجة إلى الدراسة.
قرر حسن أن يخون صديقه، وفي هذه الأثناء وقفت المعلمة أمامه ونظرت إليه بنظرات مخيفة ومحتقرة. كان حسن متوترًا للغاية ولم يعرف كيف يتصرف. أخرجه من الفصل وذهب إلى مدير المدرسة الذي وبخه بشدة وطلب منه إحضار والديه مبكرًا وإلا فسيتم معاقبته.
كان حسن خائفًا جدًا، لكن كان عليه أن يخبر والديه حتى لا يتعرض للعقاب. وعندما عاد إلى المنزل نظرت إليه بعتاب وقالت له إنها حذرته من عواقب الخيانة في وقت سابق، فلماذا لجأ إليها؟ أخبرها أنه يريد أن يثبت له أنه يمكن أن يكون ناجحًا دون الدراسة. أخبرته والدته أنها لا تريده أن ينجح في الامتحان إلا بجهده الخاص.
واعتذر حسن لوالدته ووعدها بأنه لن يفعل نفس الشيء مرة أخرى. في اليوم التالي، ذهبت الأم إلى المدرسة مع حسن واعتذرت للمدير بأنه لن يفعل هذا الفعل مرة أخرى. لقد كان حسن دائمًا طفلًا مهذبًا يستمع إلى كلام والدته ويثق بها.
القصة الرابعة: قبعة الرجل الأعمى
جلس رجل أعمى على جانب الطريق وطلب من الناس أن يعطوه مالاً أو طعاماً. لقد وضع قبعة على الأرض ليضع الناس فيها الأموال، وبجانبه لافتة مكتوب عليها “أنا أعمى، من فضلك ساعدني”. ومرت عدة أيام وحصل الأعمى على أموال كثيرة وشعر بجوع شديد ولم يعرف كيف يتصرف.
في اليوم التالي مر رجل بالقرب من الرجل الأعمى ووضع النقود في قبعته. أخذ اللافتة للحظات ثم أعادها إلى الرجل الأعمى. بعد ذلك، جاء كثير من الناس إلى هذا الرجل الأعمى ووضعوا المال في قبعته، وبدأت القبعة تحمل الكثير من المال كل يوم.
وفي أحد الأيام سأل أحد المارة عما تقوله علامته، فأخبره أنها تقول: “لقد تفتحت زهور الربيع ولكني لا أستطيع رؤية جمالها”. فعلم الرجل الأعمى أن الشخص الذي أعطاه الكثير من المال هو الشخص الذي ساعده.
يجب أن يتأكد المربي من أن القصص جزء أساسي من تكوين عقلية الطفل وترسيخ القيم والمبادئ التي ستبقى معه لفترة طويلة. ويجب أن تتخلل القصص العديد من الدروس والمواعظ التي ستشرك الطفل خاصة في المراحل الأولى من المراهقة في تقبل ما يشكل جزءاً كبيراً من شخصيته كشخص بالغ.