يجب على كل مسلم الإلمام بأحكام الصيام وبطلانه ، حيث أن ضوابط الواجبات واجبة على معرفتها ، وفي هذا الصدد ، واستغلال اقتراب شهر رمضان المبارك ، يعرض كل شيء في وجوب الصيام مما يؤثر على كل مسلم حتى يصح الصوم.
ضوابط الصوم وفطلاته
الصوم من العبادات التي لها مكانة خاصة في الدين الإسلامي ، فهو الركن الثالث من أركان الدين ، بالإضافة إلى كونه باباً من الأدعية الإضافية التي تقوي عبودية العبد بربه الكريم.
من اطلع على آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول الشريفة وإن كانت قليلة أدرك جسامة واجب الصوم وقيمة الصيام عند الله وكيف خلق الله سببا واحدا ، على المؤمن أن يزيل سبعين خريفًا من الجحيم ، وكيف أن رائحة نَفَس الصيام كانت أفضل عند الله من رائحة المسك.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فهو لي. وَأَجَازِي بِهِ. “ورائحة نَفَس الصيام خير عند الله من رائحة المسك” (رواه البخاري).
ونذكر هذه الفضائل لنوضح أن الصائم يجب أن يحرص على طاعة وصايا الله تعالى في أحكام الصيام ، وعدم الاكتفاء بها ، بل يجتهد في معرفتها وتنفيذها بشكل كامل ، وفيما يلي نوضح أكثرها. أهمية هذه الأحكام بطريقة مبسطة ومفصلة.
شروط الصيام
أما معرفة أحكام الصيام ونقضها ، فسنتناول أول أصول هذه الضوابط ، وهي شروط الصيام التي يجب عند حدوثها على المسلم ، على النحو التالي:
1الإسلام
يشترط في الصوم وقبوله أن يعتنق الإنسان دين الإسلام ويتحد بالله ، وفي ذلك الوقت فرضت عليه وصاياه ونواهيها ، وعليه أن يحترمها.
2 العقل والحكم
ومن رحمة الله على عباده أنه لم يفرض عليهم شيئاً لا يتحملونه ، وعليه فإن من أهم شروط الصيام ، حتى لو كان واجباً ، ألا يزول المسلم بعقله الصحيح. وإلا تسقط العبادة منه.
ثم يعتبر من شروط صحة الصوم أن المسلم بلغ سن البلوغ ذكرا وأنثى ممتازا ، أي وعيه بالعبادة ، وهذا على ما قيل. في الحديث الشريف:
عن علي بن أبي طالب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رفع القلم من ثلاثة: من النائم إلى يقظته ، ومن الغلام إلى كبر ، ومن المجنون. سيكون على ما يرام “.(رواه البخاري).
3 طهارة الحيض والولادة
عند هذه النقطة لابد من الانتباه إلى نقطة ارتباك عند الكثيرين ، وهي أن الطهارة ليست شرطا لصحة الصوم ، وأنه في حالة وجود سبب قلة الطهارة ولم ينته بعد ، مثل كحيض أو ولادة.
ما دام دمها مستمر فلا يصح للمرأة أن تصوم ، فمن لحظة توقف الدم تلزم المرأة صوم الفريضة النافلة ، ولو لم تغتسل.
4 قصد
إن أهم شرط لصحة الصوم ، والذي يغفل عنه كثيرون ، هو النية ، وبما أن النية معروفة بأنها مبنية على القلب الذي لا يراه إلا الله ، فمن الجدير بالذكر أن وقت استحضار النية يختلف باختلاف نوع صوم وجوب وإفراط.
ولما كان صوم الفريضة مثل رمضان ، ويجب القضاء عليه ، فعلى المسلم أن ينوي من طلوع الفجر ، أما إذا كان الصيام زائدا فيجوز له تأجيل النية إلى طلوع الفجر.
عن عمر بن الخطاب ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأعمال ما هي إلا نوايا ، ولكل إنسان ما ينوي.
5 القدرة على الصيام
تعد قدرة المسلم على الصوم من أهم شروط صحته ، حيث أن أصل الشريعة الإسلامية يقوم على السهولة وليس الصعوبة. وعليه لا يحتمل المسلم الصوم بسبب المرض أو السفر أو الخوف من الموت من الجوع والعطش.
في هذه الحالات السابقة يجوز للمسلم أن يفطر ، ومن الجدير بالذكر أنه في حالة الصيام الواجب ، يجب على المسلم أن يدفع فدية عن كل يوم يفطر فيه في رمضان.
{بضعة أيام ، ومنكم مرضى أو يسافرون ، ثم بضعة أيام ، ومن يستطيع ، فهذا خير لهم ، وأنكم صومتم خير لكم ، إن عرفتم فقط.} (البقرة: 184).
{شهر رمضان الذي نزل فيه القرآن وهدى للناس ودليل واضح على الهدى والمعيار في رحلة عدة أيام أخرى شاء الله عليك ولا يشق عليك...} (البقرة: 185).
مرضى الصيام
في إطار التعرف على أحكام الصوم ووقفه ، وبعد تقديم الأحكام ، نتحدث الآن عن وقف الصيام ، فعلى المسلم إما أن يقضيه ، أو يدفع الكفارة ، أو كليهما ، ونبين ذلك على النحو التالي:
1 تناول الطعام أو الشراب في نهار رمضان
الصوم هو ترك شيء في جوف الأكل أو الشراب ، وبالتالي فإن كسر هذا النهي يعتبر فسادا وفطرا صريحا للصوم ، ومن فعل ذلك يذنب ، وبحسب ما نقلته دار الافتاء المصرية: وحكم من أفطر حينئذ وجوب قضاء ذلك اليوم.
وأوضحت أنه في بعض الطوائف تم اتخاذ قرار بقضاء اليوم بالتكفير ، أي 60 يومًا متتاليًا من الصيام ، وفي حالة عدم القدرة ، سيتم إطعام 60 فقيرًا.
فإن كان الأكل نسياناً ونسياناً ، فعند الجمهور إلا للمالكيين يصح صيامه في ذلك الوقت ، ولا قضاء ولا كفارة.
2 الجماع في يوم رمضان
من أهم أحكام الصيام التحكم في كل الرغبات لعدد من الساعات ، من الأكل والشرب إلى الغرائز الكامنة في كل إنسان ، وبمجرد دخول وقت الإفطار جائز. القيام بذلك في حدود الشريعة.
ومن أهم هذه الأمور الجماع بين الزوجين ، وهو ما أباحه الله من وقت غروب الشمس حتى ما قبل الآذان ، أما إذا حدث في نهار رمضان فهو يعتبر من أهم موانع الحياة. الصوم ، والزوجان يخطئان بسبب هذا.
{يجوز لك الذهاب إلى زوجتك ليلة الصيام ؛ إنها ملابس لك وأنت ملابس لهم.} (البقرة: 187).
وأما الحكم الشرعي في هذه القضية ، فقد قال بيت الإفتاء المصري إن الإثم يقع على الزوجين وعليهما قضاء يوم ما بعد رمضان حسب المذاهب الأربعة.
3 التقيؤ المتعمد
تقيأ الصائم عمدًا ، مما أفطر ، وعليه حينئذ القضاء.
4 الحيض والولادة
الصوم من العبادات الواجبة التي تقع على المرأة عند الحيض أو النفاس ، وما عليها إلا قضاء هذه الأيام بغير كفارة.
إن أحكام الصيام ونقضه ، وهي من الضرورات ، هي بالأحرى من الواجبات التي يجب أن تكون في جعبة ثقافة المسلم الدينية ، لئلا يتدخل صومه في أي أمر قد يفقد أجره. .