أفضل الأذكار ما يقال عند نزول المصيبة. ومعلوم أن الدنيا دار ابتلاء، وأن كل إنسان سيصيبه يوما ما بما يكره. لقد شرع الله تعالى ذكراً محدداً يقال عند وقوع المصائب، فما هو هذا الذكر؟ وما الدليل على شرعيته، وما هي الكارثة التي تشرع لها هذه الذكرى؟ وما الأثر على المسلم عندما يكرر هذا الذكر؟ سيجد القارئ الإجابات على كل هذه الأسئلة في هذا المقال.

أفضل ذكرى عندما تصاب بكارثة

يعتبر الذكر هو الذكر المستحب عند إصابة المسلم بمصيبة، والاستذكار هو قول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وقد جاء هذا الذكر صريحاً في القرآن الكريم، وتحديداً في الآية مائة وخمسين. -السادس من سورة البقرة حيث قال الله تعالى: (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون).[1]

أنظر أيضا:

ما هي البلية التي يشرع لها الشفاء؟

وكل ما يصيب المسلم، أو كل ما يضره، فهو بلاء، ومن ذلك المرض، والطلاق، والهم، والحزن، وغير ذلك من الأمور الضارة.[2] والدليل على ذلك الحديث الذي ذكره القرطبي في تفسيره عن عكرمة حيث قال: ( انطفأ مصباح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، وهو قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، قيل: أفهذا بلاء يا رسول الله؟ قال: نعم، كل ما يؤذي المؤمن فهو بلاء).[3]

أنظر أيضا:

آثار التعافي عند وقوع الكارثة

وللشفاء فائدة عظيمة للمسلم الجريح إذا ذكره، وقد وردت فائدته في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وفيما يلي توضيح لذلك:

من القرآن الكريم

وقد بين القرآن الكريم أن المسلم الذي يعافى عند حدوث مصيبة، يُنزل عليهم صلاة الله تعالى ورحمته، ويجعلهم -تبارك وتعالىمن المهتدين. والدليل على ذلك قوله تعالى: عون عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).[4]

من السنة النبوية الطاهرة

وفيما يتعلق بالسنة النبوية، أوضحت السيدة أم سلمة زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلمأن هذا الذكر كان من أسباب عوضها من الله -عز وجل-، وجاء هذا ففي الحديث الذي روته حيث قالت: (ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله به: {إنا لله وإنا إليه راجعون}). [البقرة: 156]”اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيراً منها، إلا أن يؤته الله خيراً منها”، قالت: فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين أفضل من أبي سلمة؟ أول أهل البيت الذين هاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلتها، فاستخلف الله رسول الله صلى الله عليه وسلم خليفتي، قال: أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة. خطبني فقلت: عندي ابنة. وأنا غيور. قال: أما ابنتها فندعو الله أن يفرج عنها كربتها، وأدعو الله أن يذهب الغيرة.[5]

وبهذا تكون خاتمة هذا المقال الذي يحمل عنوان أفضل الأذكار عند مواجهة البلاء، وفيه تبين أن الذكر المصرح به تحت المصائب هو قول: إنا لله وإنا إليه راجعون. طبيعة البلية التي يستحب لها القول أنه قد تم بيان هذا الذكر، وفي خاتمة هذا المقال بينت آثار التعافي عند وقوع المصائب وفضائلها.