جاء العيد ولكن الناس لا يفرحون به، وقد عرف العرب منذ القدم بحبهم للغة العربية وآدابها، وقد ظهر في عصور مختلفة منهم العديد من المؤلفين والأدباء والشعراء الذين أبدعوا. في كتاباتهم. لقد تركوا لنا كميات كبيرة من الأعمال المتنوعة، بما في ذلك الكتب والقصائد. ومن هذه القصائد قصيدة “قبول العيد”، فما كلماتها، ومن مؤلفها، وما أهم المعلومات عنها؟ كل هذه التفاصيل وأكثر سيتم شرحها في سطور المقال القادم.

جاء العيد ولكن الناس ليسوا سعداء به

مع اقتراب عيد الأضحى، يتزايد بحث الناس عن القصائد والأشعار التي تعبر عن مشاعرهم بقدوم العيد، ومن أشهرها قصيدة “هلم على العيد” التي اشتهرت بكلماتها المعبرة والمؤثرة، وهذا ما قاله الشاعر:

جاء العيد ولكن الناس ليسوا سعداء

لا أرى شيئًا سوى الوجوه أو الظلال الداكنة

كالحجارة حجارة لم تترك يد المعطي فيها قطرة

أو كالحديقة التي لم تترك فيها المصائب زهرة.

وعيون مملوءة بالرغبات المغرية

إنها في حيرة وارتباك بشأن ما تحبه وما تكرهه

وخدود شاحبة مغطاة بالهموم الصفراء

وشفاه تحذر من الضحك كأن الضحك جمر

وليس للشعب حديث إلا شكوى مستمرة

ووفقا لهم، فإن اليأس له فوائد وأضرار متساوية.

لا تسأل عما رأوه، فكلهم مجهولون

في حيرة مثل طائر خائف فقد عشه

وفوقه البازي وشلالات نجد وآبارها

عندما يتعلق الأمر بالغبار، يلتصق السهم بالصدر.

وإذا طار التقى بقشام السماء والصقور

كلهم يبكون على الأمس ويخافون شر الغد.

إنهم مثل امرأة عجوز فقدت إبرتها في البحر.

يا أيها الذين يشكون بالليل ما النعيم إلا ظن

ربما كنت تعيش في المقصورة وكل ما كان في المقصورة كسرها.

كانت القصور العالية والفاخرة مهجورة

تلمس الغصن العاري وتنظر، هناك شيء جديد في الغصن

وإذا نزل على الصحراء امتلأ ماءً وخضراً.

إذا مسست حصاة فصقلتها فهي لؤلؤة

لك ما دمت تملك الأرض وكل ما فوق المجرة.

فإذا عبثت به فإن الكون لا يساوي ذرته.

يا من تبكي على مهل، فالدموع لا تملأ الفراغ.

أيها العابس، لن تُعطى أجره على المخيطة

لا تكن مريرًا ولا تجعل حياة الآخرين مريرة

من يبكي لديه القدرة على الضحك ولا يستطيع

كان سعيدًا ويغني، وأصبح الصبي العابس صخرة

كان الوقت ساكنا، وجاء إهماله وخداعه.

إنه العيد، والعيد كالعرس.

أنظر أيضا:

اسم القصيدة الأصلي : أقبل العيد

عرف الناس هذه القصيدة وتداولوها باسم الجزء الأول منها، فسُميت قصيدة “قبول العيد”، لكن في الحقيقة الاسم الأساسي هو قصيدة “النعيم فكرة”، وهي واحدة من أعمال الشاعر الكبير إيليا أبو ماضي الذي عرف بشعره الوجداني ونزعته التفاؤلية، حيث تفترض فلسفته الخاصة أن الحياة جميلة ووردية، لكن الناس يصرون على الجانب السيئ والممل لرؤيتها متناسين أن هناك هناك متع في الدنيا تكفي ليكتفي بها الإنسان.

من هو إيليا أبو ماضي؟

إيليا أبو ماضي هو أحد أبرز شعراء القرن العشرين. وهو من أصل وأصل لبناني. ولد عام 1889 في بلدة المحيضة في قضاء المتن الشمالي في لبنان. عاش حياة صعبة مع أسرته، فانتقل عام 1902 ليستقر في مصر ويعمل مع عمه في التجارة هربا من الفقر، ومن هناك بدأ مسيرته الأدبية حيث التقى بأنطون الجميل، وجمع قصائده في مجلد يسمى “ذكرى الماضي”. ثم اضطر أبو ماضي إلى الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1912، بسبب مواقفه وكتاباته السياسية، ومن هناك واصل كتاباته، ليصبح أحد أشهر الشعراء العرب، وأحد شعراء المهجر، بقي في أمريكا حتى وفاته عام 1957.

أنظر أيضا:

وفي نهاية هذا المقال تعرف كلمات قصيدة “أقبل العيد ولكن الناس لا يفرحون به” مع ذكر الاسم الأصلي لهذه القصيدة ومن هو مؤلفها، وأهم المعلومات عنها له.