هل يجوز الاحتفال بليلة رأس السنة أم لا؟ وهل ينتشر الاحتفال بالمناسبات الدينية في هذه الفترة سواء كانت ميلادية أو هجرية؟ ويناقش أيضًا حكم تهنئة المسيحيين برأس السنة الميلادية، وأقوال أهل العلم فيها، ونسب كل قول إلى صاحبه. كما سيجد القارئ أسباب ومبررات من حرمه، بالإضافة إلى رأي ابن تيمية وابن القيم فيه.
هل ليلة رأس السنة حلال أم حرام؟
ويطلق مصطلح رأس السنة على يومين، وهما اليوم الأول من شهر يناير وهو رأس السنة الميلادية، واليوم الأول من شهر محرم وهو رأس السنة الهجرية. وفي هذه الفقرة يتم توضيح قرار الاحتفال بهم على النحو التالي:
هل ليلة رأس السنة حلال أم حرام؟
ذهب جمهور العلماء إلى تحريم الاحتفال برأس السنة الميلادية الذي يوافق اليوم الأول من شهر يناير. وهذا يعتبر تشبهاً بالكفار، ولا شك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن التشبه بغير المسلمين، حيث قال: «من تشبه بقوم فهو ابن منهم». وقد ذكر العثيمين رحمه الله أن الاحتفال بهذا اليوم ليس عيدا شرعيا، وأن الاحتفال به يعرض المسلم لخطر عظيم. والاحتفال بأعياد الكفار هو رضا عنهم، والرضا عنهم يمكن أن يخرج المسلم من دائرة الإيمان إلى دائرة الكفر، والله تعالى أعلم في هذا.
انظر ايضا:
الاحتفال برأس السنة الهجرية حلال أم حرام
اختلفت آراء أهل العلم في قرار الاحتفال باليوم الأول من شهر المحرم، فمنهم من حرمه، ومنهم من أجازه وأباحه، حيث ذهب من أجازه إلى أن الاحتفال بهذا اليوم إن القانون يدخل في فئة العادات وليس في فئة العبادات، وإذ أجازوا ذلك اشترطوا عدم دخول هذا الاحتفال، وهو ما يخص من يمنع ويحرم الاحتفال والتهنئة بهذا اليوم، أسبابهم وأسبابهم المذكورة و وهي مدرجة أدناه:
- نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اعتبار غير الأيام المشروعة أعيادا وأن الاحتفال برأس السنة يترتب عليه جعله عيدا فيخالف المسلم أمر رسول الله.
- وفي الاحتفال بهذا اليوم يقلد المسلمون أهل الكتاب من اليهود والنصارى، بالإضافة إلى السحرة ومشركي العرب.
- والمعنى الأصلي للاحتفال والتهنئة هو حصول نعمة على الإنسان أو دفع عنه النقمة، وهذا المعنى غير موجود في الاحتفال برأس السنة الإسلامية. مع مرور العام، يقصر عمر الإنسان، ويقترب عمره.
انظر ايضا:
تهنئة غير المسلمين بالعام الجديد حلال أم حرام
هناك رأيان في موضوع تهنئة غير المسلمين بالعام الجديد، نتناولهما بالتفصيل في هذه الفقرة من هذا المقال على النحو التالي:
- الرأي الأول: أجاز بعض العلماء تهنئة المسيحيين بليلة رأس السنة إذا كانوا مسالمين غير عدوانيين، وممن أجاز ذلك د. يوسف القرضاوي. واعتبر أن ذلك من باب البر والإحسان إليهم، قال د. ويفعل ذلك أيضًا عبد الستار فتح الله سعيد بشرط ألا يكون نص التهنئة له مخالفًا للشريعة أو يثبت عقيدتهم.
- القول الثاني: يحرم على جماعة من العلماء تهنئة غير المسلمين بليلة رأس السنة. ويعتبر هذا اليوم من شعائرهم الدينية المحرمة، ولا شك أن الله -تعالى- لا يرضى لعباده الكفر، بالإضافة إلى أنه يهنئهم بهذا اليوم على تقليدهم، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ونهى صلى الله عليه وسلم عن سب الكفار، وهذا رأي ابن القيم وابن تيمية -رحمهما الله- ووافقهما جماعة من أهل العلم.
انظر ايضا:
آراء بعض العلماء في الاحتفال برأس السنة
وفي هذه الفقرة نعرض رأي ابن تيمية وابن القيم -رحمهما الله- في قرار الاحتفال برأس السنة بمزيد من التفصيل، وذلك على النحو التالي:
رأي ابن تيمية في الاحتفال بليلة رأس السنة
وقد حرم ابن تيمية -رحمه الله- المشاركة في أعياد النصارى، بما فيها الاحتفال برأس السنة، مستشهداً بقول الله تعالى: “ولا تتبع أهواءهم وراء ما أصابك”. “وضع لكل واحد منكم شرعة وإجراءات”، وأخذ الدليل من الآية الكريمة “لا فرق بين المسلمين الذين يشاركون في أعيادهم وبين الذين يوافقونهم ويلتزمون بجميع مناهجهم، إذ التصديق على جميع الأيمان فقط” يعني الإقرار بالكفر، والإقرار بفروع القسم يعتبر أيضًا إقرارًا لبعض الكفار، وقد أوضح ابن تيمية أن الأعياد من أبرز سمات الأديان، وبناء على ذلك: فإن المشاركة فيها فقط تعني الاشتراك في الكفر. وبالله تعالى أعلى وأعلم.
انظر ايضا:
رأي ابن القيم في احتفالات رأس السنة الميلادية
وقد اتفق ابن القيم -رحمه الله- مع شيخه ابن تيمية على تنظيم الاحتفال برأس السنة واستمر في تحريم الاحتفال بهذا اليوم، لافتاً إلى أن التهنئة والاحتفال بشعائر الكفار محرمة بحسبه. وباتفاق العلماء فإن الإنسان الذي يسلم من الكفر بهذه الحالة لا يأمن من الوقوع في المحرمات، كما أن تهنئة المسيحي بعيده بمثابة التهنئة بسجوده للصليب، وذلك أعظم. إثم من شرب الخمر وغيرها من الذنوب العظيمة.
وبذلك تم التوصل إلى خاتمة هذا المقال، والتي أجابت على سؤال هل الاحتفال برأس السنة الميلادية حلال أم حرام، موضحة قرار الاحتفال برأس السنة الميلادية أو الهجرية، وبينت أسباب هذا المنع المذكورة، ثم وحكم تهنئة غير المسلمين كما أعلنت السنة، وفي نهاية هذا المقال ذكر رأي ابن تيمية وابن القيم -رحمهما الله-.