الاغتسال من الجنابة في رمضان قبل صلاة الظهر، وما حكم تأخير الوضوء من الجنابة في رمضان إلى صلاة الظهر؟ هل يجوز الصيام على جنب، فأحكام الصيام و… أحكام الطهارة والنجاسة أمر يجب على جميع المسلمين معرفته حتى يتيقن المسلم من صحة صيامه في شهر رمضان و أن عباداته الأخرى صحيحة في محل الطهارة وخارجها، ويهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على مسألة هل يجوز الصيام في رمضان أثناء الجنابة إلى منتصف النهار؟
ما هي النجاسة؟
وتعرف الجنابة بأنها “الغربة” في اللغة العربية. وقيل: الجنابة هي الرجل والمرأة، ولا فرق في الاصطلاح بين أن ينزل الرجل والمرأة المني، أو أن الختانين يتفقان، ويقال إن الرجل والمرأة هما في الجنابة لوصف حالة اللقاء بينهما وحدوث الجماع الكامل أو الإنزال بدون جماع وجنابة يسمى بهذا الاسم لأنه يبعد العبد عن الصلاة ولأنه سبب لعدم قيامه بذلك للصلاة، ويوجب الغسل للرجال والنساء، ولا تصح العبادة مع ذلك مطلقاً، والله العالم.
انظر ايضا:
الاغتسال من الجنابة في رمضان قبل صلاة الظهر
هناك حالتان من النجاسة في رمضان: الحالة الأولى أن تكون بعد غروب الشمس إلى قبل طلوع الشمس، والحالة الثانية أن تكون في النهار بعد شروق الشمس إلى قبل غروب الشمس. في الحالة الأولى، تحصل الجنابة ليلاً بعد غروب الشمس، حتى يتوضأ العبد فوراً بسبب الجنابة، ويطلع عليه الفجر وهو على جنابة، فيصوم ويصح صومه، بحيث ولا يتأثر الصوم بوجود الجنابة، وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم الفجر وهو على جنابة، فاغتسل وصام، فالصيام صحيح، لكن يجب الوضوء. تأجيلها إلى ما قبل صلاة الظهر. وقد وقع في النهي عن قطع صلاة الفجر وهذا لا يجوز.
أما الحالة الثانية، وهي أن يحدث النجاسة في نهار رمضان من بعد الفجر إلى قبل غروب الشمس، فهذا الأمر محرم في نهار رمضان ويبطل الصوم، وإذا فعل المسلم سببه عمداً فإنه يأثم. وعليه، قضاء اليوم الفاسد، وعليه في ذلك اليوم كفارة، وهي إطعام ستين مسكينا. ومنها أسباب الجنابة، كالإنزال أو الجماع مع النساء، مما يفسد الصيام، فلا يجوز للمسلم أن يجامعهن في شهر رمضان. أما لو حدث بالليل فاغتسل قبل الظهر فصومه صحيح، لكنه ينهى عن ترك الصلاة، والله أعلم.
انظر ايضا:
هل يجوز الصيام إلى منتصف النهار أثناء الجنابة؟
وأوضح العلماء أنه يجوز للمسلم أن يصوم من الليل إلى الظهر وهو جنب. ولا تؤثر الجنابة المرتبطة بالصيام على صحته إذا حدثت أثناء الليل، ولكن هذا النهي يشمل أن المسلم سيفوته صلاة الصبح إذا أخر الوضوء من الليل. وحتى صلاة الظهر فالأفضل له أن يبادر إلى الاغتسال من الجنابة، وألا يؤجل الغسل إلى الفجر أو الظهر، لكن إذا حصل له ذلك فإنه ينوي الصيام، وصومه صحيح والله ولي التوفيق. ورسوله أعلم.
حكم تأخير الوضوء بعد طلوع الشمس في رمضان، ابن باز
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن قرار تأخير الجنابة بعد طلوع الشمس في رمضان، فتقرر في هذه المسألة هل يؤجل الوضوء إلى الفجر حسب فتاوى شيخ المسلمين عليه، وكانت جناسته من الليل، فصيامه، والله أعلم، صحيح، فيجوز تأخير الوضوء في هذه الحالة، ما دام بعد الفجر جائزاً ولم يضر الصوم شيئاً بعد الفجر فإن الصوم باطل ويجب على المسلم الكفارة والتوبة إلى الله وجبر الضرر، والله ورسوله أعلم.
وبهذا نصل إلى نهاية مقال غسل الجنابة في رمضان قبل صلاة الظهر، والذي بينت فيه العديد من الضوابط الشرعية المتعلقة بالجنابة والاغتسال في رمضان، مثل حكم تأخير الجنابة بعد طلوع الشمس في رمضان، وجواز الصيام أثناء الجنابة حتى وقت الظهيرة.