الرجيم والسعرات الحرارية، يعتبر الرجيم من أهم الخطوات التي يقوم بها الأفراد للحصول على جسم صحي ومتناغم. ففي ظلّ ازدحام المجتمعات بالأطعمة الغنية بالدهون والسكر، يُصبح من الصعب تناول كمية كافية من المواد الغذائية التي تحتوي على سعرات حرارية خفيفة. ولهذا السبب، يلجأ الكثير منا إلى إجراء تغييرات في نظامهم الغذائي من خلال ممارسة نظام غذائي قليل السعرات. فقد تؤدي هذه التغييرات إلى تقليل مستوى دهون الجسم والشحوم المتراكمة، مما يؤدي إلى تقليل خطورة تعرضه للإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب.
مفهوم السعرات الحرارية
تحتاج جسم الإنسان إلى الطاقة للقيام بالأعمال الحيوية والحفاظ على الحرارة في درجة حرارة الجسم المثالية، ويتم دخول تلك الطاقة في شكل سعرات حرارية. وبالتالي فإنَّ مفهوم السعرات الحرارية يتعلق بكمية الطاقة التي يحتاجها الجسم لتحقيق وظائفه المختلفة.
وبشكل عام، يُستخدَم مصطلح “السعرات الحرارية” كوحدة لقياس مدى استهلاك جسم الإنسان للطاقة، حيث أنَّ أكثر من 60٪ من الطاقة التي تُستهلَك في الجسم تذهب لعملية تحفيز وظائف الجسم الأساسية مثل الدورة الدموية والتنفس، في حين أنَّ بقية الطاقة تذهب لأعمال جسدية مثل المشي والركض والصعود والنزول.
كيف يتم قياس السعرات الحرارية؟
تستخدم المخابر المختصة في دراسة علوم التغذية طرقًا مختلفة لقياس عدد السعرات الحرارية التي يحتوي عليها نوعٌ ما من الطعام. على سبيل المثال، يتم قياس كمية الأكسجين التي يستنشقها شخصٌ معيَّنْ قبل وبعد تناول الطعام، حيث يتم ترجمة هذه القياسات إلى عددٍ محدد من السعرات الحرارية.
أهمية مفهوم السعرات الحرارية
يَعِدُّ فهم مفهوم السعرات الحرارية من أهم خطوات خفض الوزن والتخلص من الدهون في الجسم بشكل صحي. حيثُ إنَّ فهم كيفية استهلاكنا للطاقة وتحولها إلى سعرات حرارية، يُمكِنُنا تغيير عاداتنا الغذائية للحصول على توازن في استهلاك وإنفاق الطاقة. فالسعرات الحرارية المستهلَكَة أقل من مجموع السعرات الحرارية التي يتم إنفاقها، يؤدِّي ذلك إلى خسارة الوزن، في حين أنَّ الأخطاء في عملية تحديد كمية السعرات الحرارية المستهلكة وإنفاقها يؤدي إلى زيادة الوزن.
الرجيم والسعرات الحرارية
لا يُمكِنُ التحدث عن “الرجيم” دون الإشارة إلى اتباع نظامٍ غذائي يضع في اعتباره كمية السعرات الحرارية. فالأفراد الذين يخططون لتقليل وزنهم بشكل صحي، يجب أنْ يَعِدُّوا بتقليل استهلاك السعرات الحرارية أو زيادة النشاط البدني لإنفاق المزيد من الطاقة.
من بين الخطوات التي يجب اتِّباعها في مجال “الرجيم”، يُمكِن تحديد نسبة السعرات الحرارية التي يحتوي عليها كلٌّ من الأطعمة المختلفة. ومِنَ المفترَض أنْ يستهلِكَ المرء مقدارًا أقل من سعرات حرارية مما يُنفِقُه في حالة عدم قدرته على إنفاق المزيد من الطاقة، حتى يستطيع الوصول إلى فائضٍ في استهلاك السعرات الحرارية.
أشهر رجيم يستخدم مفهوم السعرات الحرارية
- رجيم 1200 سعرة حرارية: ويَتَكِّون هذا النظام الغذائي من تناول ما يقارب 1200 سعرة حرارية في اليوم الواحد، ويتضمن هذا الرجيم تقليل حصة الدهون والسكريات من الطعام.
- رجيم DASH: وهو نظام غذائي بقصد خفض ضغط الدم باستخدام كمية محدودة من الأطعمة المالئة للبطن والدهون.
- رجيم الماء: وهو نظام غذائي يعتمد على شُرْب الماء فقط لمدة محدودة من الزمن.
نصائح للرجيم وتقليل السعرات الحرارية
تكمن أهمية تقليل السعرات الحرارية في اتباع نظام غذائي صحي وفي خفض الوزن بشكل مناسب. وفي ما يأتي، سنستعرض بعضًا من النصائح التي يمكن اتباعها لتقليل استهلاك السعرات الحرارية:
التركيز على الشوق
إِذَا كُنتَ تَبْدَأُ رِحْلَةً جديدةً في خفض نسبة سعرات حرارية استهلاكك، فإنَّ التركيز على “الشوق” يمثِّلُ وسيلةً ممتازة لتحقيق ذلك. فأحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى عدم نجاح خطط الرجيم يعود إلى انخفاض مستوى الشوق بعد مرور فترة قصيرة من الزمن، وذلك لأنَّ قصور المغذيات المُكِثَلَة في بعض الرجيمات يُؤدِّي إلى شعورٍ بالجوع.
ولكن إذا تحدثنا عن “الشوق”، فإنه يمكن أنْ يتحول التركيز من الإحساس بالجوع إلى الإحساس بالشبع، وبالتالي نتائج إيجابية في قضية تخفيض استهلاك السعرات الحرارية. وحتى لو كان التركيز على “الشوق” هذا لا يؤدي في حدِّ ذاته إلى خفض كمية السعرات الحرارية المستهلَكة، فإنَّه يُشَجِعُ على تغيير اختيارات الطعام والتفكير بشأن طبقٍ ما كشيءٍ مرغوبٍ فيه وكشيءٍ يُحَقِّقُ شعوراً بالشبع.
تناول ما يكفي
عدم تناول الأطعمة بكمية كافية للإحساس بالشبع، قد يؤدي إلى الشعور بالجوع وتناول كمية أكبر من الطعام في وجود التوسُّعات المعوية وزيادة استهلاك السعرات الحرارية. لذلك، فإنَّ مشروبًا غذائيًا صحيًا بثلاث وجبات رئيسية في اليوم يضم أطباق صحية بها تركيبة متوازنة من الخضار، الفواكه، المصادر البروتينية، والحبوب بنسبة كافية، سيؤدي إلى تقليل نسبة استهلاك السعرات الحر
الرجيم والسعرات الحرارية، في النهاية، يجب علينا أن نفهم أن الرجيم وتقليل السعرات الحرارية هو جزء من حياة صحية ومتوازنة. لكن، يجب تجنب الاندفاع في اتباع رجيم قاسٍ وضروري تشجيع الأطعمة الصحية بدلاً من التركيز فقط على تقليل سعراتها. تذكِّروا دائمًا أن تحافظوا على مستوى صحي وسليم، كما يفضل استشارة طبيب أو متخصص في التغذية لإجراء التغيرات اللازمة للوصول إلى هدفكم بشكل صحي وآمن.