النية في صيام التطوع عند المالكية، الصيام عند المالكية ليس مقتصرًا على شهر رمضان فقط، بل يشمل أيضًا الصيام التطوعي. يأتي صوم التطوع كشكل من أشكال العبادة الإضافية، وذلك لتعميق العلاقة بين المؤمن وربه، فهو يُعَدُّ سلوكًا حَسَنًا وذات فائدة كثيرة كحُسْنِ الأخلاق والقوَّة الإرادية. كما أن صوم التطوع يؤجر عليه المؤمن بأجر مضاعف تكفيلًا لسُنَّةِ الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم – في اغتِنامِ المؤمنِ فُرصَةَ التقرُّب إلى الله.
النية في صيام التطوع عند المالكية
يُعتبر الصيام من أهم العبادات في الإسلام، وفي خِضْم ممارسته يتمّ تذكير المسلمون بأهم محاور الدين كالصبر والتعاون والتقوى. وبخلاف الصيام الفرضي، فإنَّ هناك صيامًا يُعد “تطوعيًّا”، أو “نافلة”، وهو ما لا يلزم به المسلم ولكن يؤجر عليه إذا قرر ممارسته. وفي اللافتة لانتباه المالكية هذا الصيام محل جدل كبير بخصوص النية التي يتمّ بها، ولذلك نجد مجموعة من الأحكام والتوصيات التي ينبغي للمسلم الالتزام بها أثناء الصيام التطوعي.
ما هو صيام التطوع
مثلما ذُكِرَ سابقًا، فإنَّ صيام التطوع يُعَدُّ نافلاً أي لا يُشترط فرضه على المسلم، ولكنه يؤجر حسنة على من قرّر تطبيقه. ويراد بهذا الصيام مزيدٌ من القُرْب إلى الله تعالى، وزيادة في التّدين، وتحقيق للسّكينة والطّمأنينة في نفوس المسلمين. وبخلاف الصيام الفرضي، فإنَّ الأحكام التي تنطوي على صِيام التطوع لا تقل أهمية وتفصيلًا عن أحكام الصيام المكلّف.
1- صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء
يُعد يوم عرفة من أهم الأيام في السنة الإسلامية، إذ يُقَابَل بصيام هذا اليوم لأجل قضاء خطايانا، والتقرب إلى مولانا تبارك وتعالى. وبالنسبة لصيام يوم “عاشوراء” فهو يحتفل به كثيرٌ من المسلمين حول العالم، إذ يُؤجر صُومَ هذا اليوم، وقد روى سابقًا أحكام هذا الصيام بشكلٍ تفصيليّ.
2- صيام ثلاثة أيام من كل شهر
من الأحاديث الشريفة التي تحث على الصوم وتدعو إلى ممارسته، قول النبي صلى الله عليه وسلم: “صَوْمُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ”. وقد حثَّ المالكية المسلمين على صوم ثلاثة أيام من كُلِّ شهر، كإحدى أنواع الصيام التطوعي، وتُغنِّى به نفس المزايا التي يتحققها الصوم بصفةٍ عامةً.
3- صيام الستة من شوال
يأتي صيام الستة من شوال كمحورٍ أساسي في التعبد، وهو ما يؤجر عليه المسلم بالثواب العظيم. وتشير المصادر إلى أنَّهُ إذا صامَ المسلم سِتَّةَ أَيَّامٍ من شَوَّالٍ ، فإنه يكون قد صامِ السنّة كلها، حسب رأي بعض علماء المالكية.
أهم أحكام صيام التطوع
يشترط في صيام التطوع كالصيام الفرضي عدد من الأحكام والآداب التي يَحْتاجُ لإلمام بها المسلمون، ومن أهم هذه الأحكام:
- إخبار الله تعالى بالنية خلال الصيام، وذلك لتجديد النية في أول كل يومٍ من رمضان والأيام التي تليه.
- صيام ساعات معروفة طويلة أو قصيرة، قد يصوم المسلم ساعتين فقط في النهار مثلاً، أو قد يستمر في الصّوم لفترات أطول حسب القدرة.
- تجنُّب المسلم في شَغْلِ نهارِه وتفكيرِه وقَلْبِه إلى شيءٍ من شأنِهِ أنْ يقطَع ذكرَ الله، على سبيل المثال صُغْرَ التفكير في الأمور الماديّة.
حكم الإفطار في صوم التطوع
يتَعلّقُ حُكْمُ الإِفْطَار في صيام التطوع بالعديد من الأحكام التي يتضمّنها، وهذه الأحكام قد تختلف اختلافاً طفيفاً عن ما يشرع به في الصيام الفرضي. وبشكلٍ عام، فإنَّ المسلم لا يجوز أن يستغل فرصة الصيام التطوعي لتجاوز أحكام الصيام الشرعية والالتزام بالأداب التي تقضي بها شرائعنا الإسلامية.
أنواع صيام التطوع
- صيام يوم عرفة وعاشوراء
- صيام ثلاثة أيام من كل شهرٍ
- صيام الستة من شوال
- صيام بدء رمضان
- صيام جُزْءٍ من يومه في نية النذر.
النية في صيام التطوع عند المالكية، بشكل عام، يتفق المالكية على أن النية هي جزء أساسي من صيام التطوع. ويجب تحديد نية الصيام قبل طلوع الفجر، وأن يكون الصائم مخلصا في نيته لله سبحانه وتعالى فقط. كما يجوز تغير النية خلال الصوم إذا كان هدفها إلى التبرك بأي شخص، لكن لا يجوز تغيرها إلى الأسفارة. وبشكل عام، فإن نية في صيام التطوع عند المالكية تهدف لإظهار اتباع السنة المطهرة والشرع حسب ما قسم به الله سبحانه وتعالى.