إن البحث في مكانة مصر في القرآن الكريم يمكن أن يكشف أن مصر كانت الدولة الأكثر ذكرًا في كتاب الله تعالى، وهي أيضًا الدولة التي استطاع الله الصمود فيها رغم العواصف الشديدة التي واجهتها. وهذا هو البلد الذي تميز عن غيره من الدول وكان نموذجاً يحتذى به. .
مقدمة لبحث عن مكانة مصر في القرآن الكريم
إنه لشرف عظيم أن جعل الله عز وجل مصر أرض الخير. كما أعطاها مكانة عظيمة سترافقها إلى يوم القيامة، فهي فرج وملجأ لكل عبد، فهي بلد الأمن والأمان.
مصر ذكرت في القرآن الكريم
مصر هي الدولة الوحيدة التي ورد ذكرها صراحة في القرآن عدة مرات في الآيات التالية:
- (قال أتستبدلون القريب بالذي هو خير اهبطوا مصر فلكم ما تدعون فوقعت عليهم الذلة والذل وغضب عليهم الله ذلك بأنهم لم يفعلوا) يؤمنون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا ويعصيون (ستعيدونها) (البقرة: 61).
- “ونادى فرعون قومه فقال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي؟ أفلا ترونه» (الزخرف: 51).
- “فلما جاءوا إلى يوسف آو إليه أبواه قائلين ادخل مصر إن شاء الله آمنين” (يوسف: 99).
- “وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته: أكرمي موضعه. ربما ينفعنا، أو نتخذه ولدا». «وكذلك مكنا ليوسف في الأرض» وعلمناه تفسير الحديث. “والله قادر على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون” (يوسف: 21).
- “وأوحينا إلى موسى وأخيه أن اسكنا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة” وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ» (يونس: 87).
وبناء على الأدلة النقلية حتى الآن فإن القرآن الكريم يوثق في آياته عراقة مصر وحضارتها، ومن ينظر إلى حال البلاد يجد أن القرآن قد أثبت وجهة نظره بالقدرة الإلهية بأن مصر هي التي الذي سيبقى معززا ومكرما.
مصر لم تذكر في القرآن صراحة
إضافة إلى الآيات السابقة التي أشرنا إليها ضمن البحث عن مكانة مصر في القرآن الكريم والتي ذكرت فيها مصر تحديدا في بعض الآيات، نشير إلى آيات أخرى لم تذكر فيها مصر إلا في إشارة ، دون ذكر صريح.
أما هذا الفضل فلم يمنحه لأي بلد غير مصرنا الحبيبة، وهناك آيات كثيرة مفسرّة كما فسرها الأئمة والفقهاء، منها:
- وقد أقسم الله تعالى بها في سورة الطور حيث قال: “والطور” وقد ذكر المفسرون أن أصلها مصر.
- ناهيك عن نفس معنى “جبل سيناء” في سورة المؤمنون الذي يشير إلى أرض كنانة.
- وبجانب “طور سنين” في سورة التين التي أقسم بها الله تعالى فهي مصر.
- وفي سورة يوسف ورد ذكر مصر كمدينة حيث قال الله تعالى: “وقال النساء في المدينة”.
- ناهيك عن ذكر مصر بـ”البلد” في أكثر من موضع في سورة يوسف.
- ويشار إلى مصر في سورة القصص باسم “المدينة” في قصة موسى وقومه، خاصة في الآيتين 15 و18.
- وفي سورة المؤمنون الآية 50 تتحدث الآية الكريمة عن نزول مريم زوجة نبي الله عيسى إلى “جبل” بقرار معين وما ذكره المفسرون إشارة إلى أرض مصر إلى الذي هربت منه العذراء في مهده بعد اضطهاد اليهود لنبي الله.
- وقد ذكر الله تعالى في سورة يونس الآية 93 “دار الحق” إشارة إلى مصر، إذ ضمن وجود بني إسرائيل هناك.
مظاهر مجد الله لمصر
وفي دراسة مكانة مصر في القرآن الكريم، نشير إلى أن ذكر مصر كان مجرد تأكيد لمكانتها في الإسلام.
- معظم الآيات التي تذكر مصر على وجه التحديد تظهر مدى خير وبركة هذه الأرض الأمينة.
- ومن نعم مصر وجود نهر النيل الذي هو سبب حضارتها الفخرية.
- وعاش سيدنا إبراهيم عليه السلام في أرض مصر وتزوج هناك بالسيدة هاجر مما يزيد من فضل تلك الأرض.
- نشأ نبي الله إدريس عليه السلام في مصر، وبعث هناك للدعوة إلى التوحيد، وتوفي في تلك البلاد أيضًا.
- سافر نبي الله يعقوب مع أولاده إلى مصر وذهب إلى نبي الله يوسف الذي قضى هناك حياته كلها، حيث أحضر شعبه من أرض فلسطين إلى مصر.
- لقد جعل الله مصر بركة وكنزًا للأرض، فكان الناس يتوافدون إليها من كل حدب وصوب لينالوا نصيبهم من الطعام، فكانت أرض البركة والخير.
- وُلِد نبي الله موسى وأخيه هارون في أرض مصر.
- ظهر الله تعالى لموسى وتكلم معه في جبل سيناء. انهارت الجبال التي حول الجبل من خوف الله عز وجل.
- وانتقل السيد المسيح وأمه مريم العذراء إلى القدس الشريف.
- وهي أرض الأمن والأمان ولها مكانة عالية، كما أن لمكة مكانة مقدسة عند المسلمين كما هي الأرض المقدسة.
- ومما يزيد مصر عزة أن ذكرها أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم عندما أوصى الشعب المصري بالإحسان.
- مشيراً إلى أن جنود مصر سيكونون من أفضل أجناد العالم إلى يوم القيامة هو شرف وشهادة على مكانة مصر في القرآن الكريم.
- وقد استضافت مصر العديد من الصحابة الكرام والسلف الصالح والتابعين والأولياء الصالحين، ناهيك عن وجود العديد من العلماء والفقهاء من البلاد.
- ومصر كانت ولا تزال حامية للدين ولم تكن يوما معتدية على الآخرين.
- وقد حباه الله تعالى بالأزهر الشريف، وهو مقصد العلم والعلماء في كل بقاع الأرض.
- لقد حظيت مصر بإعجاب الكثيرين عبر التاريخ، بما في ذلك الشعراء والعباقرة والملهمون من جميع أنحاء العالم.
مكانة مصر بين دول العالم
واستكمالاً لموضوع البحث عن مكانة مصر في القرآن الكريم، نذكر أن مصر أرض الحضارات. وكانت مهد الحضارات، وكان أهلها خير الشعوب، تميزوا بالكرم واللطف والأصالة والفضائل النبيلة.
- المكانة الأثرية: أعطت الحضارة الفرعونية القديمة لمصر آثاراً سياحية تجذب الزوار من كل مكان، ناهيك عن المعابد والمتاحف والعديد من الرموز الأخرى.
- الحالة الأدبية: تتميز مصر بوجود العديد من الشخصيات البارزة، منهم الشعراء والأدباء والمفكرين والسياسيين والفلاسفة والأئمة والفقهاء على مختلف المستويات، بالإضافة إلى الفنانين الذين كان لهم تأثير في الأدب العربي القديم والمعاصر. البلاد العالم.
- الموقع الجغرافي: نظرًا لموقعها الاستراتيجي، كانت مصر بمثابة حلقة وصل بين الشرق والغرب، مما سمح بازدهار التجارة، كما أنها تمتلك عددًا من القنوات ذات الأهمية الاستراتيجية مثل قناة السويس.
- الوضع السياسي: تعد مصر من الدول الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وكانت قوة كبرى ذات جيش قوي، وكان لها تأثير كبير على الحركات السياسية في الدول الشقيقة وجميع الدول العربية.
الانتهاء من دراسة مكانة مصر في القرآن
أرضنا المصرية الجليلة تقاوم كل محاولات نهب ثرواتها. لتبقى الأرض التي أسماها الله أرض الأمن والأمان، فتستحق هذه القيمة، أرض العزة والكرامة ومهد الحضارات.
وتظل مصر دولة قوية يرعاها الله، رغم ما تعرضت له من نكبات وكوارث عبر التاريخ، مما جعلها مطلوبة من قبل المعتدين الاستعماريين.