كانت العملات المعدنية جيدة من عدة جوانب، ولكن بعد اختراع النقود الورقية خلال عهد أسرة تانغ في الصين في الفترة من 618 إلى 907 م، أصبحت واحدة من أهم الاختراعات الثورية حقًا في تاريخ البشرية.

تاريخ النقود الورقية

في الماضي، كانت المدفوعات تتم ببضائع مختلفة. اعتمد التجار بشكل كبير على تبادل البضائع، وهو ما يعرف بنظام المقايضة، لتلبية احتياجاتهم. كان لكل منطقة وبلد عملات معدنية ذات أنماط وتصميمات مختلفة وأنواع محددة من المعدن.

إدخال النقود الورقية إلى أوروبا

دخلت النقود إلى أوروبا في القرن الرابع عشر الميلادي… وتطورت حتى وصلت إلى حالة مشابهة لحالتها الحالية في القرن السابع عشر الميلادي.

تم نقل العملات الورقية من الصين إلى الغرب من خلال سفر الأوروبيين إلى الصين خلال عهد أسرة يوان. تشير بعض الأدلة إلى أن العملات الورقية الأوروبية الأولى تمت طباعتها في السويد عام 1661، من خلال البنك المركزي السويدي في ستوكهولم، حيث تم إصدارها. وتعتبر الأوراق النقدية الورقية، التي تعتمد على النحاس في تقييم العملات، وسيلة للدفع.

كان بنك ستوكهولم أول بنك أوروبي يصدر النقود الورقية في عام 1660م. إلا أنه في عام 1664م لم يتمكن من دفع قيمة جميع الأوراق النقدية التي أصدرها، مما دفعه إلى إعلان إفلاسه في نفس العام.

أصدر بنك اسكتلندا النقود الورقية عام 1669م واستمر في ذلك بنجاح حتى اليوم… وقد استخدمنا العملات الورقية بشكل مستمر حتى يومنا هذا.

النقود الورقية في أمريكا

وأثناء الحديث عن تاريخ النقود الورقية لا بد من أن نذكر تاريخ ظهور أول نقود ورقية في أمريكا نظراً لأهمية العملة الأمريكية اقتصادياً. يعتبر الدولار أهم عملة في العالم وهو العملة الاحتياطية. جميع البلدان.

تمت طباعة أول عملة ورقية عام 1660م في مستعمرة خليج ماساتشوستس، وهي إحدى المستعمرات الثلاث عشرة التي تكونت أمريكا.

تسبب إصدار البنوك الخاصة للعملات الورقية في رفض بعض الأشخاص التعامل معها، حتى أن بعض الأشخاص اشتروا عملات أخرى بأقل من قيمتها.

في عام 1776، بدأ الاحتياطي الفيدرالي بإصدار عملة الدولار… لكن هذه العملات لم تكن مغطاة بالذهب مثل العملة القانونية، مما منع الناس من التعامل بها… مما دفع الكونجرس إلى اتخاذ قرار بتجريم أي شخص يرفض ذلك. كان يتاجر بالدولار الورقي ويعتبره عدواً للدولة.

خلال حرب الاستقلال، أجبرت التكاليف الهائلة للحرب الحكومة على طباعة كميات كبيرة من النقود، مما أدى إلى تضخم الدولار بشكل كبير والتأثير على قيمته.

خلال عام 1860، أجبرت الحرب الأهلية الحكومة على طباعة كميات كبيرة من العملات، والتي أصبحت أولى العملات التي اكتسبت اللون الأخضر الشهير للدولار الأمريكي. دفع التضخم الاقتصادي الحكومة إلى إعادة ربط الذهب والفضة بالدولار. في عام 1879.

ومن أجل القضاء على آثار الكساد الكبير، تم إلغاء ربط الذهب والفضة من الدولار بالعملة الورقية مؤقتًا في عام 1933، ثم تم تثبيته مرة أخرى بعد عام، مما أدى إلى تصحيح كبير في سعر الصرف. سعر الدولار.. وبحلول عام 1971م تم تجديد الاتصال وما زال مستمراً حتى اليوم.

القراء الذين شاهدوا هذا الموضوع ربما شاهدوا أيضًا …

أسباب ظهور النقود الورقية

بعد ظهور العملات المعدنية، واجه الكثير من الناس مشاكل في النقل والتخزين. وكان السبب الرئيسي لظهور النقود الورقية هو حل المشاكل التي يعاني منها التجار الذين يتنقلون باستمرار من بلد إلى آخر ويضطرون إلى حمل ذهبهم. ويحملون معهم العملات الفضية، مما يجعلها عرضة للضياع أو السرقة.

واضطر التجار فيما بعد إلى استخدام وثائق مكتوبة تثبت مقدار الأموال التي يملكونها كبديل للعملات المعدنية المصنوعة من الذهب والفضة، واستخدمت كشهادة لإثبات قدرة حاملها على دفع المبلغ المحدد عليها… وكانت بمثابة أداة بدائية شكل العملة الورقية.

عند شراء بضائع من تاجر، يتم الدفع بهذه المستندات الورقية. ويمكن الحصول على قيمة المبلغ المسجل في المستندات من الشخص الذي أودع المشتري أمواله لديه.

تطور استخدام هذه الأوراق إلى حد أنه أصبح بإمكان أي شخص أن يدفع بها وتم تداولها… على أن يكون المرجع النهائي للحصول على قيمتها هو المركز الذي يتم فيه إيداع الأموال.

شجع النقص في العملات المعدنية خلال الحرب العالمية الأولى الدول والأقاليم الأوروبية على سك العملات المعدنية بكميات كبيرة.

للمزيد من المعلومات:-

مراحل تطور العملة الورقية

لقد مرت النقود الورقية بمراحل عديدة من التطور حتى وصلت إلى شكلها الحالي ومرت بثلاث مراحل أساسية تعتبر نقاط تحول في تاريخها.

تبدأ المرحلة الأولى من تطور العملات الورقية بإصدار العملات الورقية المغطاة بالذهب بنسبة 100%… وهنا تتم مطابقة قيمة الذهب مع الأوراق النقدية المتداولة، والتي تعتبر شهادات ذهبية تصدرها وزارة الخزانة الأمريكية. .. ويحافظ على قيمة ذهبية تعادل قيمته الخاصة.

وتأتي المرحلة الثانية عندما يتم تحويل قيمة الأوراق النقدية إلى 50% من قيمتها الأصلية. يأتي ذلك بعد أن نالت النقود الورقية ثقة الكثير من الناس ودخلت للتداول وأصبحت لا غنى عنها.

أما المرحلة الثالثة فقد بدأت خلال فترة التطور الاقتصادي السريع؛ وأدى ذلك إلى ظهور النقود الورقية التي لا يمكن مبادلتها واستبدالها بالذهب بسبب توقف معظم الدول عن ربط النقود الورقية بمعادن الذهب والفضة.

أنواع النقود الورقية

هناك أربعة أنواع من النقود الورقية التي تصدرها الحكومة، والمعروفة باسم النقود المكانية، وهي أدوات يتم فيها إيداع القيمة الكاملة للذهب والفضة.

إلى جانب العملات الإلزامية، هناك نوع آخر من العملات يُطلق عليها العملات القريبة، وهي لا يغطيها الذهب بشكل كامل وتحظى بنسبة ثقة عالية في الدول المصدرة لها؛ وأشهرها الجنيه والريال والليرة والدينار. وتصدر عن البنوك المركزية وتستمد كل قوتها من قوانين الدول التي تعمل فيها والقوانين المقبولة بشكل عام من قبل الأشخاص الذين يستخدمونها.

وهناك نوع رابع يسمى أموال البنوك، وهي تعرف بعملات الودائع وهي من أشهر الأشكال حالياً.