كثير منا حتماً لديه قصة مؤثرة مع سورة من القرآن الكريم، حادثة يتذكرها، وترتبط في ذهنه بآيات القرآن الحكيم، عذاب لم يستطع الله أن يخفف عنه إلا عندما قاد القلب المتألم إلى منارة التقوى في كتابه، وهذا فعلا ما عايشته وسأشرحه بتجربتي مع سورة الفاتحة يوميا في الصباح.
تجربتي مع سورة الفاتحة للحياة الصباحية اليومية
قد لا تكون تجربة بالمعنى الحرفي، لكنها بداية الخير الذي أستمر في تجربته بفضل الله ورحمته. حادثة بسيطة مررت بها والألم الكبير جعلني أتعامل مع الكتاب لأشهد للرب بطريقة مختلفة تماما وهذا ما سأعمل عليه خاصة مع سورة الفاتحة.
بداية قصتي مع العيش الفقير
حالة مؤسفة وفترة من الزمن، رغم أن الله عوضني عنها بعد ذلك. ومع ذلك، لا أحب أن أتذكر ذلك، خاصة عندما يحدث طوال الوقت؛ كرجل يزيد عمره عن ثلاثين عامًا بقليل، كانت لدي وظيفة رائعة وأجر جيد.
كان ذلك قبل أن يتغير الحال -عافانا الله وإياكم-؛ في لحظة، فقدت تلك الوظيفة وأصبحت شخصًا مختلفًا لم أحبه، شخصًا لا يستطيع أن يتضور جوعًا ولا يمد يده لأحد، ويتعرض للإذلال ويصبح عبئًا على كل من حوله.
سورة الفاتحة مصدر الرزق
حسنًا، استمر هذا الوضع لفترة من الوقت بالنسبة لي، والذي لا يدوم طويلًا بالنسبة للكثير من الناس، لكن تلك اللحظة كانت بمثابة عام بالنسبة لي. لقد أكلني اليأس، وغلبني الخوف، إذ رأيت أنه ليس لدي أي وسيلة للعيش.
ولكن في أحد الأيام وأنا أتصفح هاتفي وجدت مقطع فيديو يتحدث فيه أحد المشايخ عن فضل الفاتحة بشكل عام وغنى الرزق بشكل خاص. وبدأ بسرد آراء كثير من الفقهاء والعلماء لتأكيد حديثه.
متى تقرأ الفاتحة للرزق؟
واصلت الاستماع إلى كلام هذا الشيخ المثير للاهتمام حتى انتهى، وفوجئت بأنني أبكي من شدة التأثر. أسرعت على الفور إلى القرآن الكريم لقراءة الفاتحة وكأنني أحفظها عن ظهر قلب.
وبعد ذلك حرصت على تخصيص تلاوة يومية لسورة الفاتحة سواء في أذكار الصباح والمساء أو في اذكار الصلاة، ولكني كنت أهتم أكثر في الصباح قبل أن أبذل أي جهد في كسب الرزق والميزان. لقد تغيرت إلى حد لم أتخيله.
وبفضل ربي خففت كربتي أفضل مما كنت أرجو وأغناني بفضله العظيم، وها أنا أخبر الجميع كيف نجوت بكرم ربي الذي أعطى على عباده سورة الفاتحة وكيف أنه قادر على كل شيء، مهما بدا لنا بعيد المنال أو حتى مستحيلا.
إن كتاب الله المجيد فيه نعم كثيرة وعظيمة من الله عز وجل، ولذلك يجب على كل مسلم ألا يضيع هذه النعمة من بين يديه، يحمله هواه، حتى لا يخسر نفسه ويهلك.