وفي تطور ملحوظ، أعلنت وزارة الخارجية السعودية، الأحد، أن المملكة العربية السعودية تتابع بقلق بالغ نبأ حادث تحطم طائرة هليكوبتر على متن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له، وذلك ببيان الوزارة الذي نشرته السعودية. وأكدت وكالة الأنباء السعودية وقوف المملكة إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذه الظروف الصعبة، وتعرب عن استعدادها الكامل لتقديم أي مساعدة قد تحتاجها السلطات الإيرانية لمعالجة هذه الأزمة.

بيان السعودية

تجدر الإشارة إلى أن الطائرة التي تقل رئيسي تعرضت لحادث مفاجئ اضطرها إلى الهبوط اضطراريا في منطقة جلفا بمحافظة أذربيجان الشرقية. وبحسب التلفزيون الرسمي الإيراني، فإن الظروف الجوية الصعبة منعت فرق الإنقاذ من الوصول إلى مكان الحادث.

ومما زاد الوضع تعقيدا، بث التلفزيون الإيراني أيضا صورا لفرق الهلال الأحمر وهي تحاول الوصول إلى المروحية وسط ضباب كثيف، فيما قال مسؤولون إيرانيون إن وجود الرئيس رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان على متن الطائرة يشير إلى خطورة الوضع.

وفي الوقت نفسه، تتواصل عمليات البحث والإنقاذ بمشاركة الحرس الثوري والجيش والشرطة، حيث يتم بذل كافة الجهود لتحديد موقع الطائرة وإنقاذ الركاب. ووقعت هذه الحادثة في وقت كان الرئيس رئيسي يزور أذربيجان لافتتاح سد على نهر آراس بالتعاون مع الرئيس الأذربيجاني إلهام.

ورغم توتر العلاقات بين إيران وأذربيجان بسبب عدة قضايا من بينها العلاقات الأذربيجانية الإسرائيلية، إلا أن هذه الزيارة كان لها دلالة إيجابية على صعيد تعزيز التعاون الإقليمي. ومع ذلك، فقد ألقى الحادث المؤسف بظلاله على هذه الزيارة، وسلط الضوء على الحاجة إلى الاستجابة السريعة والفعالة لحالات الطوارئ.

ولم يكن الرد السعودي على الحادث مجرد لفتة دبلوماسية، بل يظهر أيضا تغيرا ملحوظا في العلاقات بين السعودية وإيران، التي شهدت توترات في الماضي. ويعتبر هذا الإعلان خطوة نحو تعزيز التعاون والسلام الإقليميين ويعكس الرغبة المشتركة في تجاوز الخلافات بما يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة.

وبهذا التعهد بالدعم، ترغب المملكة العربية السعودية في إعادة تأكيد دورها كلاعب مهم في سياسة الشرق الأوسط ومستعدة للعمل معًا في الأوقات الصعبة، بغض النظر عن الخلافات السياسية. ومن الممكن أن يساعد هذا النهج في فتح آفاق جديدة للحوار والمصالحة بين البلدان التي كانت على خلاف تاريخي.

إن التزام المملكة العربية السعودية بتقديم المساعدة ليس فقط تعبيراً عن التضامن الإنساني، بل أيضاً تعبيراً عن استعدادها لبذل المزيد من الجهد لتعزيز الاستقرار في المنطقة، وهو أمر مهم بشكل خاص في ضوء التحديات المعقدة في الشرق الأوسط.

وفي الوقت الحالي، تتجه كل الأنظار إلى جهود الإنقاذ والبحث على أمل أن تسفر عن نتائج إيجابية وأن يتم إنقاذ جميع من كانوا على متن المروحية بأمان. ومع استمرار تطور الوضع، سيكون من المهم مراقبة كيفية تأثير هذه الأحداث على العلاقات الإقليمية والديناميات السياسية في المستقبل.