الأمير ثويني بن عبدالله الشبيبي
هو الأمير ثويني بن عبد الله بن محمد بن مانع الشبيبي الهاشمي القرشي، أحد أبرز القادة العرب، وهو الذي جلس على عرش الشيخ في إمارة المنتفق من ذلك سنة (1175م إلى 1212م).
وفي التاريخ العربي القديم يعتبر الأمير ثويني بن عبد الله الشبيبي شخصية بارزة وحاكم إمارة المنتفق وشيخ مشايخ عشيرتها، وعائلته الشبيبي من النبلاء. وكان من أقوى القادة في المنطقة حيث قاد معركة الفضيلة عام 1775م وكذلك معركة الفضيلة عام 1777م.
إشراف الشبيبي
آل أشرف الشبيبي من أهم القبائل في المملكة العربية السعودية. يعود أصلهم إلى حكم المدينة المنورة. وهم من نسل الأمير منصور بن جماز من آل المهنا، الذين حكموا المدينة المنورة لمدة ستة قرون. وهي أنجبت أبناء صالحين في خدمة دينهم ووطنهم. وهم النبلاء الحسين من ذرية علي زين العابدين ابن الامام علي بن ابي طالب زوج سيدتنا فاطمة الزهراء ابنة سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
في أعماق تاريخ الجزيرة العربية، تتضح قصة عائلة حاكمة ذات أهمية تاريخية لإمارة المنتفق. عندما انتقلت الأسرة الحاكمة من المدينة المنورة إلى منطقة نجد والقصيم بعد خلاف مع أبناء عمومتهم.
تولت الأسرة الحاكمة قيادة أكبر اتحاد قبلي في الصحراء شمال شرق شبه الجزيرة العربية، وهو اتحاد قبائل المنتفق. تمثل هذه الفترة ذروة نفوذ هذه العائلة الحاكمة وقيادتها.
وبعد وفاة جدهم الأمير ثويني بن عبد الله بن محمد الشبيبي انتقلت السلطة إلى آل سعدون أبناء الأمير ثامر بن سعدون بن محمد. وكانوا يلقبون بآل سعدون نسبة إلى جدهم سعدون بن محمد.
أهم أحداث ومعارك الأمير ثويني بن عبدالله الشبيبي
معركة الفضيلة وأبو حلانة وانتصار العرب المسلمين على القوات الفارسية
وفي عام 1190م/1775م شهدت المنطقة تغيرات سياسية وعسكرية كبيرة. وسار الفرس (أهل فارس) نحو المنتفق بعد احتلال البصرة، آملين توسيع نفوذهم وغزو أرض المنتفق.
وقاد صادق خان جنوده إلى قبائل المنتفق، لكن الأمير ثويني بن عبد الله الشبيبي والأمير ثامر بن سعدون ابن عمه وأخيه لأمه عارضاهم. ودارت المعركة في مكان يسمى الفضيلة حيث تمكنت قوات الأمير ثويني من تحقيق انتصار عظيم وتعرض الفرس لهزيمة نكراء وانهزمت قواتهم.
لكن صادق خان لم يستسلم وطلب الدعم من أخيه كريم خان الزند. وفي عام 1192 م / 1777 م، قاد محمد علي خان هجوماً جديداً على أرض المنتفق. والتقى الجيشان في معركة أبو حلانة حيث هزم العرب الفرس مرة أخرى وقتلوا ولي عهد الدولة الفارسية. دمر الأمير ثويني الشبيبي جيش الفرس وأصبحت أموالهم وأسلحتهم فريسة لقوات المملكة المنتفق.
معركة جادة وسعدون بن عراير يلجأان إلى الدرعية
وفي عام 1200م اشتد الصراع بين بني خالد. اتفق زعماء بني خالد والصبييح مع عبد المحسن بن سرداح عبيد الله ودويهس بن عراير على إغضاب سعدون بن عراير زعيم بني خالد. واستعانوا بالأمير ثويني بن عبد الله الشبيبي الشيخ المنتفق، فمدهم بالمال والرجال. وعندما علم سعدون بالأمر، شن غارات على الأمير ثويني الشبيبي. وفي المكان المسمى جادة استسلم الجانبان في قتال عنيف وقُتل كثيرون.
وبعد فترة من القتال، سئم بدو بني خالد من الحرب، فقام الأمير ثويني الشبيبي بغزو قبائل بني خالد، لكنهم هُزِموا. هرب سعدون إلى الدرعية وطلب الأمان من الإمام عبد العزيز، لكن بسبب وقف إطلاق النار بين الإمام والأمير ثويني الشبيبي، لم تتم تلبية طلبه. وقرر سعدون دخول الدرعية دون أمن، فدخل وشرفه الإمام عبد العزيز بن سعود.
الأمير ثويني الشبيبي فتح البصرة
وفي عام 1201 م / 1785 م، جمع الأمير ثويني الشبيبي قواته من المنتفق وأهل المجر وأهل الزبير وبدو شمر وغالب فخر طي إلى نجد. وقاد جيشا كبيرا من المدينة والصحراء، وعندما اقتربوا من القصيم عسكر بالقرب من قرية تنومة وتصدى لأهلها حتى هزمهم.
وسار إلى بريدة مع جنوده فهزمهم. وخلال رحلته وصلته أخبار أن سليمان باشا عين حمود بن ثامر السعدون أميرا على إمارة المنتفق.
وبسبب الاضطرابات في بغداد، اتجهت الأنظار إلى البصرة، فسار إليها الأمير ثويني الشبيبي وانضم إليه حمد بن حمود (الشيخ خزاعة). وعسكر بالقرب من الزبير، وحاصر المداخل والمخارج، وأمر بالقبض على والي البصرة إبراهيم بك ومصادرة ممتلكاته.
وردت الحكومة العثمانية عام 1785م بأن أمرت سليمان باشا بمحاربة الأمير ثويني الشبيبي. ونشبت معركة شرسة، أدت إلى تراجع الأمير ثويني الشبيبي إلى الدرعية، حيث أقام مع الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود عدة أشهر قبل أن يغادر.
سوق الشيخ الكبير:
مدينة سوق الشيوخ أسسها الأمير ثويني بن عبد الله الشبيبي وجعلها مدينة اقتصادية لقبائل جنوب العراق وشمال ووسط الجزيرة العربية، لتكون مركزاً اقتصادياً في منطقة نطاقه ودعماً بارزاً أدى مشروع الأمير ثويني الشبيبي للتجار إلى استقطاب كبار التجار من مختلف أنحاء الجزيرة العربية.
العلاقة المتميزة بين الإمام عبد العزيز بن محمد آل سعود والأمير ثويني الشبيبي:
الإمام عبد العزيز الأول بن محمد آل سعود هو الإمام الثاني للدولة السعودية الأولى. واجهت الدولة السعودية في عهد الإمام عبد العزيز العديد من الحملات العدائية، ولعب الأمير ثويني الشبيبي دورًا مهمًا في مكافحة هذه الحملات مع الإمام عبد العزيز من خلال تزويده بالمؤن من الرجال للتصدي لهجمات مثل تلك التي انطلقت من بني خالد آل عبد العزيز. الأحساء وأشرف الحجاز والحملات العثمانية. فر ثويني الشبيبي إلى الدرعية بعد إعلان الحرب على الأتراك وهزيمتهم عام 1785م.
وفاته:
قُتل الأمير ثويني غضباً لأنه كان وحده مع رجاله أثناء نصب الخيمة، فجاء من الخلف خادم اسمه تيس وألقى رمحاً بين كتفيه. مات شهيداً وقُتل العبد.
مصادر:
- دوحة الوزراء في تاريخ بغداد الزوراء رسول الكركوكلي.
- لمحات عن سعود في أخبار الوالي داود، ابن سند.
- أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث، ستيفن هيمسلي لونجكريك.
- عنوان المجد في أحوال بغداد والبصرة ونجد – السيد إبراهيم فسيح الحيدري.
- تاريخ أمراء المدينة المنورة – د. عارف عبد الغني.
- تحفة النبهاني في تاريخ الجزيرة العربية (قسم إمارة المنتفق) – للنبهاني.