تعتبر الشريعة المتعلقة بالتفريق بين الزوجين دون طلاق من الأحكام الشرعية المهمة التي يهتم بها الكثير من المسلمين حيث أنها منتشرة حاليًا في المجتمعات الإسلامية. كثير من الناس ينفصلون بدون طلاق ثم يتساءلون عن رأي الشرع في الأمر، وفي هذا المقال سنتحدث عما إذا كان يجوز شرعاً أن ينفصل الزوجان بدون طلاق وسنناقش حكم نوم الزوج خارج منزل زوجته. السرير مع بعض الضوابط في هذا الشأن تلقي الضوء على هذا الحكم.

وتنظم الشريعة الانفصال بين الزوجين دون طلاق

إن انفصال الزوجين عن بعضهما البعض بدون طلاق لا يشكل طلاقا، ولا يترتب عليه أحكام الطلاق وما يترتب على الطلاق للمسلم، ولا يترتب عليه التنازل عن حقوق الزوجة الواجبة. على الزوج. وإذا كان التفريق بين الزوجين بإرادة الزوج بسبب عصيان الزوجة، فإن الأخيرة تتنازل عن حقها. والزوج هو المسؤول عن السكن والنفقة. ولتوضيح هذا القرار بمزيد من التفصيل، يجب أن نعرف أن الانفصال بين الزوجين هناك سببان: الانفصال بدون سبب أو الانفصال بسبب عصيان الزوجة. تفاصيل القرار القانوني في هاتين الحالتين نوضحه في النقاط التالية:

  • وإذا انفصل الزوجان عن بعضهما البعض دون طلاق، فهذا لا يجوز شرعا، لأن الزواج مبني على حسن المعاشرة بين الزوجين. قال الله تعالى في سورة النساء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ عَزْرًا وَلاَ تَمْنَعُوهُنَّ مِنْ خَيْرٍ مَا آتيتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِيَنَّ بِفَحْشَةٍ مُبَيِّنَةٍ}. ولكن إن كرهتموهم فلعلكم تكرهون شيئا فيجعله الله أمرا. هناك الكثير من الخير فيه.
  • وإذا كان الانفصال بين الزوجين دون طلاق بسبب عصيان الزوجة، فإنه يجوز من أجل تأديب الزوجة، ولكن هذا الانفصال يجب أن يكون لمدة معينة وليس للأبد، قال الله تعالى في سورة النساء: {وإذا خافت امرأة من زوجها نشوزا أو نشوزا فلا تفعل ذلك. فغر لهم أن يصلحوا فيما بينهم والصلح خير وتتأثر النفوس بالبخل إن أحسنتم واتقوا الله فإن الله مسؤول عما تعملون}. الله وحده يعلم.

انظر ايضا:

حكم الزوج الذي ينام بعيدا عن فراش زوجته

وقد نص علماء المسلمين على أنه لا حرج على المسلم أن ينام خارج زوجته دون غضب الزوجة ودون إثارة المشاكل بين الزوجين. وذلك لأن الزوج ممنوع من الخروج من الفراش عندما يكون معه لمنع الزوجة من الجماع، وهذا ينطبق على الزوجة أيضًا. أما إذا كان ترك فراش الزوجة فيه ضرر فلا يجوز لأن الله تعالى جعل ترك الفراش عقوبة على الزوجة العاصية، ولهذا لا يجوز للزوج أن يترك ترك زوجته دون أي سبب. السبب، وفيما يلي نذكر كلام الإمام النووي رحمه الله تعالى في هذا الشأن:

أما توفير أسرة متعددة للزوج والزوجة فلا حرج في ذلك، فقد يحتاج كل منهما إلى سرير عند المرض ونحوه، واستدل بعضهم بذلك على عدم وجوب مجيئه إلى زوجته و أنه من حقه أن يبقى بمفردها في نفس السرير معها. وتبرير ذلك ضعيف لأنه يرجع إلى وقت الحاجة، مثل: ب- المرض وغيره، وإن كنا نعاشرها ولم تجب الزوجة، لكن بناء على أدلة أخرى فإن الأفضل لهما أن يناما معا في فراش إذا لم يكن لأحدهما عذر في فعل الفاحشة. رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذي ظل يفعله وهو يفعل هذا – صلى الله عليه وسلم. وعليه أن يصلي الليل وينام معها، ويريد أن يقوم بعمله، فيقوم ويتركها، فيجمع بين عمله وأداء حقوقها وحسن معاملتها، لا سيما عندما يعلم من حالها أنها كذلك. فهي مهتمة بمعاشرتها ولا تطلب منه الجماع.

انظر ايضا:

حكم التفريق بين الزوجين في الفراش

والتفريق بين الزوجين في الفراش جائز إذا لم يكن فيه ضرر على الزوج أو الزوجة، وهذا ما اتفق عليه أهل العلم. إذا افترق الزوجان في الفراش دون خلاف بينهما فلا حرج عليه، أما إذا نشأ عن هذا الانفصال أي شجار بين الزوجين فالانفصال محرم. وجاء في كتاب “لوامع الدرر في هتك أستر المختصر” أحد كتب الفقه المالكي: “ليس للرجل أن ينام مع زوجته في فراش واحد، ولكن لها الحق”. وعلى وجه الخصوص، ممارسة الجماع. قال الحطاب هذا، وأكثر ما يدل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم نام مع أهله في ثوب. والله تعالى أعلم وأحكم.

انظر ايضا:

قرار بشأن غياب الرجل عن زوجته فترة طويلة

إذا غاب الزوج عن زوجته فترة طويلة دون إبداء الأسباب، يحق للزوجة أن تتقدم بطلب الطلاق إلى الممثل القانوني أو القاضي، كما يحق للقاضي فسخ عقد الزواج وتطلقها الزوج، أما إذا لم تتقدم المرأة بطلب الطلاق إلى القاضي، صح الزواج وتبقى المرأة في نكاح زوجها. ولذلك يجب على المسلم ألا يطيل فراق زوجته بدون عذر، لأن إطالة الفراق قد تهدد الزواج، وعدم إطالة الفراق هو من العلاقات الطيبة. قال الله تعالى في سورة النساء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ عَزْرًا وَلاَ تَمْنَعُوْهُنَّ مِنْ تَفْرِجٍ وَبَعْضُ مَا آتيتُمُوهُنَّ إِلاَّ أنْ يأتينَ الفاحشةَ ويَحيينَ معقول معهم ولكن إن كرهتموهم فلعلكم تكرهون شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً. وليس من المعتاد أن ينفصل الزوج عن زوجته فترة طويلة، والله تعالى أعلم.

وبهذه القرارات الشرعية نصل إلى نهاية وخاتمة هذا المقال الذي تحدثنا فيه عن القرار الشرعي في التفريق بين الزوجين دون طلاق. وقد تناولنا في هذا المقال عدداً من الأحكام الشرعية المهمة، منها: حكم عدم نوم الزوج في فراش زوجته، وحكم التفريق بين الزوجين في الفراش، وحكم غياب الزوج المطول عن زوجته .

الأسئلة المتداولة

هل يجوز شرعا الانفصال بدون طلاق؟

إذا كان التفريق بين الزوجين تم برضا الزوجين فلا حرج عليه، أما إذا تم من أحد الزوجين بدون سبب وبغير رضا الآخر فالطلاق أفضل وأحسن. والله تعالى أعلم بذلك.