وقد تكلم علماء الدين الإسلامي عن حكم الغلو في الصالحين وبناء القباب على مقابر ابن باز، فالغلو هو تضخيم الشيء وتضخيمه، سواء كان ماديا أو معنويا، ويعادل ذلك التأكيد. فالشيء بالمبالغة يتجاوز الحدود ويتعمق ويتجاوز ما لم يأمر به الشرع الإسلامي، والمسلمون يريدون أن يعرفوا حكم المبالغة؛ ولذلك ببيان ما قاله الرسول من المبالغة.
حكم الغلو في الصالحين وبناء القباب على القبور لابن باز
والغلو نوعان: أحدهما: الغلو في الصالحين، ودعوتهم إلى الله، وتعظيمهم في الشرك، وطلب مساعدتهم وتحذيرهم، وذلك هو الشرك الأكبر، والآخر غلو فيهم، من لا يكون كذلك. وهو الشرط الأكبر، وهو أن يدهن به، ويرى أن الدهن به يقربه إلى الله عز وجل.
وجاء حكم الغلو في الصالحين وبناء القباب على القبور عن ابن باز، وهو من المحرمات في الدين الإسلامي، وروت عائشة أن ذلك لم يكن يجوز للمؤمنين -رضي الله عنها- سلطة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالت: “…إن اليهود والنصارى جعلوا القبور مساجد…” (المصدر: صحيح الجامع) -البخاري).
إقرأ أيضاً:
ماذا قال الرسول عن المبالغة؟
وفيما يتعلق بمعرفة حكم الغلو في الصالحين وبناء القباب على قبر ابن باز، لا بد من توضيح ما قيل عن الغلو في السنة النبوية في لغة رسول الله، كيف جاء عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «إياكم والغلو في الدين، فإن من كان قبلكم أفرط في الغلو» الغلو يهدم «في الدين» (حديث: ابن باز).
وعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – عن رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم -، قال: “”الذين هلكوا مستكبرين، قالها ثلاث مرات”” (المصدر: صحيح مسلم)، والمبالغة كلمة أخرى للمبالغة.
إقرأ أيضاً:
أنواع التعصب في الدين
هناك نوعان من التعصب في الدين، تعصب مذهبي، وتعصب عملي، ولكل منهما تعريفه وشكله. ونذكر أنواع التعصب في الجدول أدناه:
مقارنة | المبالغة العقائدية | مبالغة عملية |
مفهوم | وهو ما ينتمي إلى مسلمات الدين أو يرجع إلى الأصول العقدية وهو أخطر | هو كل عمل يهدف إلى زيادة العبادة في الحدود التي قررها الشرع |
صور المبالغة | تطرف بعض الشيعة | والبدعة في أصل غير مشروع، كالصلاة السادسة وغيرها |
غلو الخوارج في تكفير عصاة المسلمين | المبالغة في تنفيذ الإجراءات المقررة | |
المبالغة في القدرية من خلال إنكار القدر | —— |
إن الحكم على الغلو في الصالحين، وبناء القباب على القبور، عند ابن باز، يقتصر بشكل واضح على الجانب الأخلاقي، الذي يقوم على توجه فكري، لا ينبغي لآثاره أن تؤثر في سلوك المسلم إلى حد التطرف، حتى لا يقع في الإثم الكبير والشرك.