يعد حكم تكبير فم وأنف الصائم من الأحكام الشرعية الرمضانية المهمة التي يجب على جميع المسلمين معرفتها في هذا الشهر الفضيل. وهناك العديد من الضوابط الشرعية الخاصة بهذا الشهر الفضيل والتي يجب على المرء أن يتعرف عليها حتى لا يقع المسلم في الخطأ بسبب الجهل بالضوابط الشرعية. ولذلك سنتناول في هذا المقال مسألة جواز المبالغة في المضمضة والفم للصائم، وسنعرض بعض أقوال أهل العلم في هذه المسألة الفقهية المهمة.
حكم المبالغة في الفم والأنف للصائم
ولا يختلف وضوء الصائم عن وضوء غير الصائم، فالمضمضة ثلاثا، والاستنشاق ثلاثا واجبة. لكن في الشريعة الإسلامية يحرم المبالغة في المضمضة والمضمضة والدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبر: «ينبغي للمسلم أن يكثر من الاستنشاق إلا إذا كان صائماً» واعلم أن المضمضة أثناء الصيام جائز، ولكن المبالغة في هذا الأمر محرمة ويجب اجتنابها. قال البهوتي في كشاف القناع: “ولا يستحب المبالغة في المضمضة والمضمضة”. أي الصائم؛ فإنه يدخل في بطنه الماء، والله تعالى أعلم.
حديث النهي عن المبالغة في المضمضة والأنف للصائم
وقد جاء النهي عن المبالغة في الاستنشاق والمضمضة في صحيح أبي داود للشيخ الألباني من حديث لقيط بن سبرة رضي الله عنه قال فيه:
«كنت مهاجراً من بني المنتفق أو في وفد بني المنتفق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فلما أتينا الرسول صلى الله عليه وسلم لم نلقه في بيته ولكن لقينا عائشة أم المؤمنين. قال: فأمرت لنا خزايرة فصنعت لنا، قال: وأتينا بالقناع، فقال لا قتيبة. يحتوي القناع واللوحة على تمر. ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «هل أمسكت شيئا أو كنت شيئا مما أمرت به؟» قال: نعم يا رسول الله، قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاءت معه سحلية تسعى، فقال: ماذا ولدت يا فلان؟ قال: فاذبح لنا شاة، فقال: لا تفكر بنفسك، فإذا ولد الراعي شاة ذبحنا مكانه. فقال: يا رسول الله، إن لي زوجة وأنا فيها.. لسانها فاحش. قال: فطلقها، قال: يا رسول الله، لها زوج واحد طفلاً، فلا تضرب عبدك كما تضرب عبدك. فقلت: يا رسول الله، أخبرني عن النور. قال: «أسبغ الوضوء، وفرق بين الأصابع، وتنفس بعمق إلا أن تكون صائماً».
أقوال أهل العلم في المبالغة في المضمضة والفم للصائم
وقد أصدر علماء المسلمين أقوالاً كثيرة في مشكلة المبالغة في المضمضة والفم، منها ما يلي:
- قال ابن قدامة في كتابه المغني: “ومعنى المبالغة في الاستنشاق: سحب الماء مع النفس إلى طرف الأنف دون استنشاقه، وهذه سنة مستحبة في الوضوء إلا للصائم”. وفي هذه الحالة لا ينصح بذلك.”
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “”أما المضمضة والمضمضة فيجوز للصائم باتفاق أهل العلم من يتمضمض وهو صائم، لكن وقال للقيط بن صبرة: «وبالغ في المضمضة إلا أن تكون صائمًا»، فنهاه عن المبالغة لا عن العطاس.
- قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: “”وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً””. “أسبغ الوضوء، ثم قال: “بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً” فدل على أن الصائم يتمضمض ويستنشق، ولا يبالغ في الاستنشاق، خوفاً من دخول الماء إلى جوفه”.
هل يجوز المضمضة أثناء الصيام لغير الوضوء؟
يهتم كثير من المسلمين بمعرفة ما إذا كان المضمضة بدون وضوء تفسد الصيام أم لا. وفي هذا النظام يمكن القول ببطلان الصوم إذا كانت المضمضة تؤدي إلى دخول الماء إلى حلق الصائم. وهذا هو رأي علماء المالكية والحنفية في المضمضة في الوضوء أم لا، وهل هو صيام واجب أم صيام تطوع. وقالوا إن الماء في المضمضة لا يؤثر على الصيام إذا كان في أثناء الوضوء، أما إذا كان في غير وقت الوضوء فقد فسر العلماء ذلك بما يلي:
- وإذا تمضمض المسلم واستنشق فدخل الماء إلى حلقه بدون قصد، لم يفسد صومه. أما إذا بالغ أكثر من ثلاث مرات فدخل الماء إلى حلقه، ففيه وجهان: أحدهما: يفسد الصوم بسبب المبالغة في الاستنشاق والمضمضة. وذلك لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى خاصة عن المبالغة، وثانياً: أنها لا تبطل لأنها لم تكن عمداً، ولو لم تكن في الوضوء.
وبهذه الأحكام الشرعية المهمة نصل إلى خاتمة وخاتمة هذا المقال، الذي نلقي فيه الضوء على حكم كثرة المضمضة والصائم. ثم انتقلنا إلى أقوال المحامي والعلامة في هذه المسألة الفقهية، وأخيراً تحدثنا عن حكم المضمضة أثناء الصيام في غير مدة الوضوء.