تنظيم تأخير الصيام إلى ما بعد رمضان هو النظام الشرعي الذي سنتحدث عنه في هذا المقال، حيث أن الكثير من المسلمين الذين أفطروا في رمضان يؤجلون القضاء بعذر أو بغير عذر، حتى يدخل رمضان التالي، لم يقم الشخص بسداد ديونه. سنبحث هل يجوز تأجيل الصيام إلى ما بعد رمضان القادم؟

القرار بتأجيل الصيام إلى ما بعد رمضان

ولا يجوز تأخير الصيام إلى ما بعد رمضان التالي. من أفطر في أيام من رمضان وجب عليه قضاء هذه الأيام كاملة قبل أن ينتقل إلى رمضان التالي؛ لأنه إذا انتصف هلال رمضان التالي وجب عليه قضاء الأيام التي عليه بعد انتهاء رمضان وهو في رمضان. فيخرج كفارة عن كل يوم، والكفارة أيضاً هي إطعام مسكين عن كل يوم. وقد علل العلماء أدلتهم على عدم جواز تأجيل الصيام إلى ما بعد رمضان التالي بالحديث الشريف المروي عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وهو: «إذا كان ليصدق، إني صائم من شهر رمضان فلا أقضيه حتى يأتي شعبان».

كفارة تأخير الصيام إلى ما بعد رمضان

اتفق علماء المسلمين على أن المسلم إذا أخر صيامه إلى ما بعد شهر رمضان التالي، فإنه يجب عليه أيضاً قضاء كل يوم أفطره، بالإضافة إلى كل يوم من تلك الأيام، عن كل يوم أفطره. “وقال في كتابه المغني لابن قدامة: “”فإذا أخره بغير عذر إلى رمضانين أو أكثر، لم يكن عليه إلا فدية الفطر”.” فإن كثرة التأخير لا تزيد في الوجوب، كما لو أخر حج الفريضة سنين، فإن أخر القضاء بدون عذر، لم يكن عليه أكثر من القضاء.

لكن إذا أخر المسلم الصيام عن الأيام التي يجب عليه القضاء لعذر شرعي، فليس عليه إلا القضاء، والجدير بالذكر أنه إذا فرضت الكفارة على المسلم فإنه يستحب للمسلم أن يصوم. وعلى المسلم أن يخرجها مع قضاء ما يجب عليه قضاؤه، كقضاء يوم ثم إطعام ذلك اليوم. وجاء في الفقه المالكي لمختصر خليل: «أي يستحب أن يتعشى»، أي يخرج الطين مع كل يوم يملأه، أو بعده؛ أي: بعد انتهاء كل يوم أو بعد انتهاء أيام اللحاق، يخرج جميع الزاد، إذا أكل حسب الفريضة، في أول رمضان الثاني، وقبل أوله، وأما الحكم فعصى وخرج عنه ما أوصى به». والله تعالى أعلم وأحكم.

هل يجوز تأخير قضاء رمضان عدة سنوات؟

إذا أخر المسلم قضاء رمضان عدة سنوات وهو قادر على ذلك فهو آثم وعليه كفارة عن كل يوم أفطر فيه، وعليه أيضاً قضاء ذلك اليوم بالإضافة إلى الكفارة، و الكفارة هي كفارة تأخير القضاء الواجب، وقد نقل العلماء هذا الحديث الذي في البخاري ومسلم، وهو عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها. عنها أنها قالت: «كان علي أن أصوم رمضان، فلا أقضيه إلا في شعبان». ، وصلى الله عليه وسلم. [وفي رواية]”وهذا لموقف رسول الله صلى الله عليه وسلم “”النهي عن تأخير اللحاق إلى أول رمضان”.”

مقدار كفارة أواخر رمضان

نصت الشريعة الإسلامية على أنه إذا أخر المسلم قضاء رمضان إلى أول رمضان التالي دون عذر شرعي لهذا التأخير، وجب عليه فضلا عن ذلك قضاء مسكين عن كل يوم أفطر فيه. أكل شيئا مقدار هذه الكفارة المعمول بها هو طين من طعام أهل الأرض، والطين حشو كامل لا يكتل ولا يفرش، مثل 750 جراما من الأرز فإن الطين يعادل واحدا. ونصف كيلوغرام من الأرز.

وهنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي ناقشنا فيه بالتفصيل قرار تأجيل الصيام إلى ما بعد رمضان قرار تأجيل الصيام لسنوات عديدة.