يعد حكم عدم الغسل لعدة أيام بسبب الجنابة من القواعد المهمة التي يجب أن يعرفها كل مسلم ومسلمة، حيث أوضح فقهاء الشريعة الإسلامية المقصود من الوضوء من الجنابة كما أوضحوا العديد من العبادات المفروضة على العبد مباح. كالصلاة والصيام والطواف ونحو ذلك، مما يعني أن هذا الوضوء بعد الجماع واجب، والحكمة من هذا الوضوء غير ثابتة في مصادر الشريعة الإسلامية. مثل القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ولكن ظهرت حكمة عظيمة في أن الغسل يعيد حيوية الجسم بعد تعب الجماع. ولكن هل يجوز تأجيل هذا الغسل الذي هو من شروط العمل؟ يعبد؟ سيتم تعلم هذا أدناه.

القرار بعدم الاستحمام بعد عدم نظافته لعدة أيام

لا يجوز تأخير الوضوء عدة أيام. لأنها تشكل مخالفة للفرائض الدينية، حيث لا تصح الصلاة في حالة الجنابة، لأنها حالة نجاسة، كما يسميها فقهاء الشريعة الحدث الأكبر، والدليل على ذلك يأتي من السنة الشريفة. عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “”أقيمت الصلاة، واستويت الصفوف، يا رسول الله صلى الله عليه وسلم”.” جاءنا عليه السلام، فلما قام في مصلاه ذكر أنه كان جنباً، فقال لنا: ثم رجع فاغتسل، ثم توضأ. فجاءنا فقطر فكبرنا وصلينا معه. ومن هذه القصة يتبين أن الصلاة لا تصح إلا تأخير الجنابة عدة أيام بالغسل بالماء، والله تعالى أعلم وأحكم.

انظر ايضا:

القرار بعدم الوضوء للمرأة بسبب الجنابة

الغسل من الجنابة واجب على كل مسلم، ذكراً كان أو أنثى، أي أنه لا يجوز ترك الوضوء، سواء للمرأة أو الرجل. ومن ترك ذلك فهو على الأرجح تارك للصلاة وغيرها من الواجبات التي لا صحة لها إلا الوضوء فهي نجاسة عظيمة. فمثلاً الجنابة، ومن صلى وهو جنب فقد ارتكب ذنباً عظيماً، إن الله تعالى توعد الناس بهذه الذنوب العظيمة، وقد لوم بعض أهل العلم من يفعل ذلك، وقد نقل ذلك على الكفار ومنهم الحنفية. قال: «من ترك الغسل متعمدًا، وحافظ على الأمر، وعمل بالطاعات؛ كالصيام والصلاة والحج، فإنه يترك الدين ولا تكفيه صلاته، بل تبقى في أداء فريضته، بخلاف الجمهور، لأن التوبة مع أداء الفريضة تكفيهم.

القرار بالخروج من المنزل في حالة الجنابة

يجوز للمسلم أن يؤخر الوضوء ولو لغير ضرورة. فإن وجوب الجنابة فضفاضة وليست فورية، بشرط أن يغتسل من الجنابة أثناء أداء الصلاة المكتوبة. وكما سبق بيانه، فإنه لا يجوز أداء العبادات في هذه الحالة من الجنابة، وتجدر الإشارة إلى أنه يجوز للمسلم أن يخرج من البيت وهو جنب إلا إذا ترك الصلاة المفروضة. ويجوز له أيضاً أن ينام على جنب، ويتوضأ قبل أن يصلي الصبح، لأمر أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-. فضربه “في بعض شوارع المدينة وهو على جنابة فأصم منها. فذهب فاغتسل ثم جاء فقال: أين كنت يا أبا هريرة؟ قال: كنت جنباً فكرهت الجلوس معك وأنا غير نظيف، قال: وسبحان الله لا يتنجس مسلم، والله تعالى أعلم.

كيف تغسل نفسك من الشوائب

وقد سبق أن تبين أن غسل البدن لإزالة النجاسة واجب بالإجماع، وله طريقتان، يجوز اتباع إحداهما. الطريقة الأولى: أن ينشر المسلم الماء على جميع بدنه بعد النية في قلبه. مع وجوب المضمضة ثلاثا والاستنشاق ثلاثا. أما الطريقة الثانية التي اتبعها الرسول الكريم، وهي تسمية وغسل الكفين ثلاث مرات ثم غسل الفرج نظيفاً باليد اليسرى، ثم تنظيف اليد اليسرى وتدليكها جيداً، ثم تتوضأ وتغسل قدميك ، وزعي الماء على جذور شعرك، ثم قومي بتمرير الماء فوق رأسك ثلاث مرات واسكبيه على باقي جسمك مرة واحدة، ووزعيه كما تذهبين.

وقد سبق بيان القرار بعدم إكمال الوضوء لعدة أيام بسبب الجنابة، وتبين أنه لا يجوز تأخير الوضوء بسبب الجنابة إذا فاته واجب من الواجبات، أي لا يجوز تأخير واحد. كما أوضح حكم الوضوء من الجنابة إذا لم يفوت العبد الصلاة المفروضة، بالإضافة إلى الطريقة الصحيحة التي روىها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الوضوء من الجنابة.

الأسئلة المتداولة

هل يجوز الوضوء بدلاً من الاغتسال في البرد من الجنابة؟

إذا كان العبد المسلم يستطيع تسخين الماء وغسل جزء من جسده فلا حرج في ذلك، أما إذا كان لا يستطيع تسخين الماء ويخشى أن يمرض بسبب البرد الشديد؛ وله أن يتيمم ويطهر نفسه. وهذا يغني عن الحاجة إلى الغسل، والله تعالى أعلم.