حكم القول الذي وصل إلى مثواه الأخير عندما يقول الناس جملاً وعبارات كثيرة أثناء حديثهم أو في المناسبات ولا يعرفون تفسير هذه الألفاظ ومشروعيتها لكثرة تناقلها من قبل الناس أو بسبب العادات والأحاديث، فإن أكثر الناس يظنون أنها صحيحة، ولا حرج في قولها، ولا حرج في إعادتها. لكن الحقيقة يمكن أن تكون عكس ذلك وفي هذا المقال سنعرف ما هو القرار الذي اتخذه بنقله إلى مثواه الأخير.
القرار بنقله إلى مثواه الأخير
ولا حرج ولا ضرر أن يقال للمتوفى إنه انتقل إلى مثواه الأخير أو أصبح مثواه الأخير، فالحياة في الدنيا حياة انتقالية وليست أبدية، أما دار الآخرة فهي دار الخلود والبقاء، والمثوى الجنة للمؤمنين المتقين، والنار للكافرين، ومنزلة القبور ليست آخر البيوت، بل هي مرحلة يقال فيها بدوي أن يقرأ رجل قوله تعالى: “لقد شغلكم الصيحة حتى تزوروا القبور”، فقال الأعرابي: “والله ما الزائر بساكن، إن وراء هذه القبور شيئا”. أيهما سيهبط؛ لأنه كما نعلم فإن الزائر يزور ويمشي، وهكذا نعرف أن ما نقرأه في الصحف مثل: “مات فلان ثم نقلوه إلى مثواه الأخير”، هذه الكلمة هي وخطأ عظيم إذا كان معناه أن المثوى في القبر، وذلك كفر بالله عز وجل، وكفر باليوم، لأنه معناه أنه لا شيء بعد القبر، ومن اعتقد أن القبر هو المصير مكان استراحة وليس هناك مكان للراحة بعد ذلك. والمثوى الأخير إما الجنة أو النار. نسأل الله أن يرزقنا الفوز بالجنة والنجاة من النار.
انظر ايضا:
القرار بدفنه في مثواه الأخير
الموت حق لجميع الناس، كبيرهم وصغيرهم، رجلا وامرأة، ومن قال عند الموت أنه يدفن في مثواه الأخير، فهذا القول محرم ولا يجوز أن يقال؛ فإن هذا يعني أن نزول الميت إلى القبر ودفنه هو المصير الأخير، وهذا يشمل أيضًا نكران البعث والبعث واليوم الآخر، وكذلك الكفر بالله عز وجل، وذلك خير – ومعلوم عند جميع المسلمين أن القبر ليس هو الآخر، إلا من لا يؤمن باليوم الآخر؛ القبر هو آخر ما يملك، لكن القبر بالنسبة للمسلم ليس آخر ما يملك. وسمع أعرابي رجلاً يقرأ قوله تعالى: “لقد ألهيتم التكاثر حتى تزوروا القبور”، فقال: والله ما من زائر بساكن. فإن خرج الزائر لا بد من بعثه، وهذا تحليل صحيح، وبناء على ما سبق، يجب تجنب قول “ودفن في مثواه الأخير”؛ فالقبر ليس المثوى الأخير، بل المثوى يوم القيامة، إما في الجنة أو في النار، والله تعالى أعلم.
قرار بشأن بيان: “اذهبوا إلى جنات الخلد إن شاء الله”.
يقول بعض الناس عندما يموت عزيز: “سيذهب إن شاء الله إلى جنات الخلد، ولا حرج في ذلك، ولا حرج على صاحبه”، لأن هذا القول يبعث الأمل والتفاؤل والخير والإيمان بالله تعالى يتضمن أن فقيدهم سيكون من أصحاب الجنة ومن الذين دخلوا في رحمة الله تعالى ومغفرته، ولا يقصدون بهذا القول إعلامهم عن هذا الفقيد، أن مصيره يكمن في جنات الخلد، فإن الأمر فيها واسع، وقد سئل الشيخ -رحمه الله تعالى- عن قوله: “إنه في رحمة الله”، فأجاب بقوله: “وذلك كذلك”. ، ويبدو لي أنها مسألة تفاؤل وليست مسألة حداثة.” وبما أن مثل هذه الأشياء هي أشياء غير مرئية ولا يمكن أن تنتهي، فالتيقن أنه لا حرج فيها؛ من التفاؤل والأمل، لا من الأخبار، وإذا كان من التفاؤل والأمل فلا حرج في ذلك. نسأل الغفور الرحيم أن يغفر لنا ولكم ويسكننا فسيح جناته.
انظر ايضا:
فهل نقول: لقد اقترب من ربه؟
أصعب لحظة يمر بها الإنسان هي وفاة عزيز مثل الأب والأخ والصديق. يحزنه الخبر إذا سمعه، فيعزي نفسه ويصبر عليه، ويقول بعض الناس عندما يحزن على ميته: “اقترب هذا أو ذاك من ربه أو قرب من الله” وهذا ما يقولون : «لا يحل، لأن الجار مأخوذ من الجار» والجار قد يعني قريب في المكان، ويقصد بهذا مستأجر غيره. وقوله: “فلان دخل في جوار الله” يعني: أصبح جوار الله بسكناه في الجنة، وهذه شهادة على أنه في الجنة، أو معناه أنه أصبح جارا لله. جوار الله وأن الله عصمه من النار، وهذا المعنى لا بد منه للأول، وكثيراً ما يريد الناس المعنى الأول، وهذا يشبه قولهم: هذا أو ذاك قد أسلم إلى رحمة الله، فإنه ما لم فقد اقتصرت إرادته، والأفضل من ذلك الدعاء له بالمغفرة والرحمة والنجاة والفوز بالجنة، ولله الحمد. والله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أعلم.
انظر ايضا:
وهل يجوز القول أن فلاناً في ذمة الله؟
وإذا مات المسلم يدعو له بالمغفرة والرحمة، ويقال: قد انتقل إلى رحمة الله، أو يقال: في ذمة الله وحفظه وعهده وأمانته وهذا لا حرج في القول، ولا حرج على صاحبه. وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمن الميت “في ذمة الله”. صلى الله عليه وسلم على رجل من المسلمين فسمعته، قل: اللهم إن فلانا بن فلان في ذمتك، وهو في ذمتك، وهو في ذمتك. بك مجيراً.” وقه فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الإخلاص والحمد، فاغفر له وارحم. أنت الغفور الرحيم . أي: في أمانتك وعهدك وحفظك، وبناء على ما تقدم، فلا ضرر ولا ضرار في القول عن الميت المؤمن: إنه في ذمة الله، فيجب عليك الدعاء له. ليكون في ذمة الله عز وجل، وإذا كان هذا القول لا ينطبق على الأموات خاصة، فقد سبق ذكره في الحديث الشريف، مما يعني أن كل من يصلي الفجر فهو في ذمة الله عز وجل، فنسأل الله تعالى يجعلنا في حفظه و ثقته.
وبهذا المقال أوضحنا لكم أنه لا حرج ولا عيب في القرار بنقله إلى مثواه الأخير؛ فإن الحياة الدنيا هي حياة انتقالية وليست أبدية، والآخرة هي دار الخلود والبقاء، ومثواها الجنة للمؤمنين والجحيم للكافرين، والله تعالى أعلم بذلك. .