قرار قول “طلاق” للزوج الذي يكثر من قولها، كما اعتاد بعض الرجال على قول “طلاق” غالباً على أتفه الأمور وأصغرها وأصغرها. وهنا ينتهي المقال بسلسلة من الأحكام الشرعية خاصة بموضوع الطلاق في الإسلام وما رأي أئمة العلم في الموضوع كالشيخ ابن عثيمين وعلماء إسلام ويب، وما حكم الطلاق بدون نية و معلومات أخرى مماثلة.
حكم الطلاق
القرار بقول “أنا طالق” لا يعتبر طلاقا عند سلف المذهب الحنبلي وجماعة ممن يتبع المذهب الشافعي والمذهب المالكي، وذلك لأن ولم يقل المن سوى “أنا مطلقة” ولم يذكر اسم المرأة أو الضمير الذي يشير إليها، وكلمة “أنا مطلقة” ليست من الكلمات التي يمكن استخدامها لا على سبيل الاستعارة ولا على سبيل الاستعارة. على سبيل الاستعارة، للأمانة، لا يقع الطلاق للمسلم، سواءً إذا وقع اليمين من المحلف عليه، أو إذا لم يتم. وهذا ينطبق على الرجل الذي ترك عبارة “علي الطلاق” هراء في فمه، مثل أن يقول: “لا بد من طلاقك، لن تخرج حتى تأكل”، و”لا بد لي من الطلاق”. “فلن تخرج حتى تنام” ونحو ذلك.
انظر ايضا:
وما حكم من يخبر زوجته بالطلاق؟
أما حكم من يطلب من زوجته أن يطلقها إذا فعلت كذا، ويطلقها إذا فعلت كذا، فهو أمر عند علماء السنة والمجتمع، وقد اختلف فيه قولان، وفي تفصيلهما ما يلي:
- الرأي الأول: ذهب علماء أهل السنة والجماعة إلى أن الطلاق يقع بتحقق شرط الطلاق، وعلل العلماء ذلك بقولهم: “لأن لفظ الطلاق وارد”. واضحة، حتى لا ينقصها قصد غيره، كأنها غير مشروطة».
- الرأي الثاني: ذهب أهل العلم إلى أن الطلاق لا يقع إذا تحقق الشرط، أي: نية المنع وأراد التهديد الجدي حتى يكف الآخر. ولذلك فالحال هنا هو الذي يحلف، وكفارته إنما هي كفارة اليمين.
حكم قول “أريد الطلاق” عند الغضب
الغضب له مستويات، أي أنه ليس كله على مستوى واحد. ومن حلف يمين الطلاق وهو في حالة غضب، ولو كان شديدا، لكنه لم يفقد وعيه، وقع هذا الطلاق لأنه ليس غائبا، بل عالما بما يقول. إلا أنه عندما غضب بشدة وفقد وعيه، لم يعد يدري ماذا يقول لأن هذا الطلاق لا يقع منه، قال: “الطلاق هو أن يغضب الإنسان ولا يخرج عن عقله تماما لأنه في حالة غضبه مسؤول عن كفره: «قتل النفس، وأخذ المال بالباطل، والطلاق، ونحو ذلك».
انظر ايضا:
الحكم على إعلان ابن عثيمين الطلاق
وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين بالتفصيل حالتين من الطلاق فقال:
«إن الحلف بالطلاق أمر محدث ومخالفة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم» قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من حلف فليحلف». إلى الله أو تصمت» فإذا قال الرجل: علي طلاقه أفعل كذا ولا يفعل، أو قال للمرأة: إن لم تفعلي كذا فإنك طلقت ولم تفعلي، فجمهور العلماء على أن الطلاق يقع، ولا يمين عليه في هذا الطلاق. وقال بعض أهل العلم: إن هذه الصيغة تجوز في الطلاق، وتفيد في القسم على نية المطلقة. وحين قال: “قلت لامرأتي: إذا فعلت كذا فأنت طالق” وأعني به تأكيد تحريمها، وتأكيد ذلك الطلاق إذا فعلت هذا، ففي هذه الحالة نقول: «عليك كفارة يمين وهي بالخير: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة واحدة». ومن لم يجد فعليه صيام ثلاثة أيام. وإن قال: إني أردت الطلاق حقاً، فإذا عصاتني الزوجة، ولم تعد لدي رغبة فيها، وقع الطلاق على شرط، وإذا تحقق الشرط، وقع الطلاق.
حكم من قال أنه طلاق ثلاثي
إذا حلف المسلم ثلاثا في أمر، مثل: «لا بد لي من الطلاق ثلاثا إلا أن أعمل وليمة» أو «يذهب إلى فلان» فإن نيته إذا كان القصد فيه إثبات حجته. كلاما، ثم يحلف اليمين عند فسخه، وهي تحرير رقبة، أو إطعام عشرة مساكين، أو صيام ثلاثة أيام حتى تستحق امرأته الطلاق، فيكون قوله ثلاثا صحيحا. صحيحة مرة واحدة، ثم أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن طلاق الثلاثة بكلمة واحدة يعتبر طلاقا واحدا. وله أن يمدد عدة زوجته قبل إعادة النظر، فلا يجوز لها ذلك حتى تتزوج زوجاً آخر بالشروط المعروفة في تمام الزواج المذكورة.
انظر ايضا:
قرار الطلاق بدون قصد
أما القرار بقول “علي الطلاق” دون أن يكون لدى الشخص نية التلفظ به فلا حرج فيه، لأن من أركان الطلاق أن ينوي الشخص الطلاق. فأركان الطلاق كما سبق أن ذكرها أهل العلم هي حق اللفظ والنية ومكانه، ولا ينبغي للمسلم أن يكثر يمين الطلاق، لأن الأصل أن اليمين مع الله عز وجل. الطلاق معلق على مسألة إعادة بناء البيوت المهدمة، ولا ينبغي أن يكون من اللعب باللسان، والله أعلم.
حكم قول “علي الطلاق” إسلام ويب
وجاء في موقع “إسلام ويب” في حكم من يقول أنني مطلقة:
“ويقع الطلاق اليمين عند نقضه عند رأي الأغلبية، وهو الراجح، وعلى هذا الأساس لو حلف الزوج بالطلاق ليفعل كذا وكذا، وقد عين باللفظ أو القصد فإذا عين لهذا الفعل مدة ولم يفعله إلا بعد انقضاء المدة المعينة وقعت المخالفة وحصل الطلاق، وإذا لم يحدد مدة لذلك الفعل، لا يقع الطلاق إلا إذا استحال ذلك، ويكون القيام بالعمل المعين بسبب موت الحالف أو نحوه مما يجعل أداء اليمين مستحيلاً هنا، إذا كان الحنث على رأي الأغلبية وهو الراجح أن ابن تيمية قال بوجوب كفارة اليمين إذا لم ينوي الزوج الطلاق، وأنه في حالة الطلاق يحق له مراجعة زوجته قبل انقضاء المدة. من عدتها، فإن لم يتم ذلك الطلاق فطلقة ثلاثا».
تكفير كلمة عن الطلاق
وتختلف كفارة كلمة “لا بد لي من الطلاق” باختلاف نية قائلها، كما قال علماء أهل السنة والجماعة. فإذا كان المقصود من كلامه، أي المطلقة، إثبات التحريم، ولم يكن في نيته طلاقها عندما حنثت باليمين، فلا يقع الطلاق، ويجب عليه كفارة الحنث. واليمين هي تحرير رقبة أو إطعام عشرة مساكين. أو أن يصوم المسلم عن ثلاثة أشخاص، إلا أنه نوى طلاق زوجته في حالة الحنث، فلا كفارة عليه، ويجب الطلاق، وله الحق في الرجوع إلى زوجته أثناء العدة، وإذا فإذا لم يفعل ذلك، كان له الحق في الرجوع إلى زوجته، فينال عذاباً شديداً.
وهنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال عن قرار أن تقول للزوج الذي يرددها كثيراً: “لا بد لي من الطلاق”. وقد ذكرنا معلومات مهمة عن الطلاق فيما يتعلق بتكفير المرأة المسلمة عن لغو اليمين وغيرها من المعلومات التي يجب على المسلم ألا يتجاهلها.