حكم من احتلم وهو صائم ولم يغتسل من الأحكام المهمة التي سنتعرف عليها في هذا المقال. الاحتلام هو رؤية الجماع في المنام يؤدي إلى إنزال أو سائل سابق للقذف من حيث عواقبه، وهو من الأمور الطبيعية التي لا سيطرة للإنسان عليها حيث يتساوى الرجال والنساء. وقد ورد ذلك في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تبين أحكام الاحتلام. وفيما يلي توضيح لآثار الاحتلام في شهر رمضان المبارك.

حكم من احتلم وهو صائم ولم يغتسل

لا يصح الصوم إذا لم يتوضأ، خاصة إذا احتلم ونتج عنه نزول المني، ومعلوم أن نزول المني يوجب الوضوء، فيكون نظامه مثل الجنابة، ويجب قضاء هذا اليوم. وقد أوجب بعض أهل العلم الكفارة، والاحتلام في نهار رمضان لا يفسد الصوم، ولكن يجب الاغتسال على الفور، وهذه القاعدة متفق عليها بين فقهاء الشريعة الإسلامية. وبما أنه عبء كبير على الإنسان تجنبه والحذر منه لأنه يحدث أثناء النوم، فلا يمكن منع الاحتلام إلا بمنع النوم، وذهب الفقهاء إلى أن إنزال المني الناتج عن الاحتلام لا يكون بشهوة. وشعور النية وبدء النشوة الجنسية، علاوة على ذلك، يرتدع النائم عن الالتزام، ولا يعود له الاحتلام. ففيه الاختيار، والدليل على ذلك في السنة النبوية قول النبي (صلى الله عليه وسلم): «رفع القلم ثلاثة: من النائم إلى اليقظان، ومن الصبي إلى البلوغ، ومن المريض العقلي إلى رشده، والله تعالى أعلم وأحكم.

انظر ايضا:

حكم الصلاة بعد الاحتلام بدون غسل

إذا خرج المني بعد الاحتلام وجب الغسل وهذا الحكم للرجال والنساء، ويدل حديث أم سلمة أن أم سليم قالت: يا رسول الله: «إن الله يستحيي» فعلى المرأة أن تغتسل. إذا احتلت؟” قال نعم؛ “فإذا رأت الماء”، وعلى مذهب جمهور الفقهاء، فإن من صلى الفريضة فقط على وضوء، ولم يتوضأ من الجنابة، عليه إعادة الصلاة، ويكون المني بسبب الجنابة. شدة الرغبة، التي تحدث لدى النائم بسبب حالة الجماع التي يراها في حلمه.

انظر ايضا:

حكم من احتلم وهو صائم تطوعاً

وقد سبق أن تبين أن الاحتلام في نهار رمضان لا يؤثر على صحة الصيام، وأن الصيام واجب في شهر رمضان. وأما صيام التطوع، فحتى الاحتلام لا يؤثر على صحة الصيام. فإذا خرج منه المني وجب عليه أن يغتسل وهو صائم، وإذا لم يغتسل فإن صومه وصلاته باطلة. وكما سبق أن قال الجمهور، فالصحيح أيضاً أن الاحتلام إذا لم يغتسل وجب عليه أداء الصلاة المكتوبة، أما إذا أدى الاحتلام إلى خروج السائل قبل القذف فلا يجب عليه الغسل، بل يحتاج فقط إلى الغسل. سيتم غسلها، والله أعلم.

انظر ايضا:

حكم تأخير الوضوء بعد الاحتلام في رمضان

وقد سبق أن تبين أن حكم الاحتلام يشبه النجاسة. إذا احتلم ليلا قبل طلوع الفجر الثاني وتأجل الوضوء إلى ما قبل طلوع الشمس لكن الصوم صحيح فلا يجوز، والسبب الرئيسي في ذلك هو عدم أداء الصلاة في وقتها، أي أن لا ينال الأجر كاملا. أما من أخر الوضوء إلى منتصف النهار فهو صحيح، لكن عليه التوبة إلى الله عز وجل، وكثرة الاستغفار، والتعجيل بالغسل، وقضاء الصلوات الفائتة. ودليل ذلك عن عائشة: «قال رجل: يا رسول الله، تصلي علي الصلاة وأنا على حال». قال: وتأتي علي الصلاة وأنا جنب فأصوم. قال: لست مثلنا يا رسول الله. “قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر.” والله تعالى أعلم بذلك.

وحكم من احتلم وهو صائم ولم يغتسل من الأحكام التي سبق بيانها. وواضح أن الاحتلام لا يؤثر على صحة الصوم حتى ولو نتج عنه نزول مني في الصيام الواجب والنفل، لكن إذا أخر الغسل بطل الصوم، وكذلك تجب إعادة الصلاة، لأن تقرير الغسل لا يؤثر على صحة الصوم. فالاحتلام كالنجاسة. ولا يجوز أداء الفرائض إلا بعد إزالة النجاسة الكبرى، ويكون ذلك بالغسل الذي أمرنا به الرسول الكريم.