إن حكم من نسب المطر إلى الكواكب والنجوم من المسائل الشرعية المهمة التي تحتاج إلى حل وحل. لقد أنعم الله تعالى على عباده من المسلمين والكافرين نعماً لا تعد ولا تحصى، وأسباب هذه النعم. ويجب على المسلم أن يشكر الله تعالى على هذه النعم، ويعتبر المطر من أهم النعم التي أنعم الله بها على سائر خلقه، وفي هذا المقال سنوضح بالتفصيل قرار نسبة المطر إلى الكواكب والنجوم، حيث أن هم الذين يصنعون المطر.
حكم من نسب المطر إلى الكواكب والنجوم لأنها هي التي تمطر
والحكم في نسبة المطر إلى الكواكب والنجوم التي هي التي تمطر يتوقف على حال القائل:
- فمن نسب المطر إلى الكواكب والنجوم، واعتقد أن النجم أو الكوكب يمطر بنفسه، فهذا كفر عظيم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ذلك بسلطان. عن الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ألم تسمع ما قال ربك الليلة؟ قال: ما أنعمت على عبادي نعمة إلا فريق منهم كفروا وقالوا: مطرنا في هذا السيل أو ذاك. وأما من آمن بي وأثنى على سقائي فذلك الذي آمن بي ولم يؤمن بالنجم. ومن قال: مطرنا بهذه العاصفة أو تلك، فهو الذي لم يؤمن بي وآمن بالنجم.
- وأما حكم من نسب المطر إلى الكواكب والنجوم لأنها هي التي تمطر، ويعتقد أنها سبب المطر، فهذا شرك أصغر، وقد صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم. – وأسلمه وسلم – أنه قال: “أربعة في أمتي يخرجن من الجاهلية ولا يتركن: الكبر في القضاء، وطعن الأنساب، واستسقاء النجوم، والرثاء”. قال: إذا لم تتب الحزينة قبل موتها قامت يوم القيامة في حلة من قطران ودرع من قشور. ومن المنكر نسب المطر إلى الكواكب والنجوم، ولا يجوز تصديقه.
انظر ايضا:
حكم من أضاف النعمة إلى غير الله
وقد حذر الله تعالى من إضافة النعم إلى همومهم الظاهرة مع نسيان سببها الحقيقي والنعمة: {يعلمون نعمة الله ثم يكفرونها وأكثرهم الكافرون} النعمة التي هي لغير الله عز وجل. تعالى – ويختلف باختلاف أشكاله على النحو التالي:
- المقبولية: وذلك عندما يرجع الأمر إلى سببه الشرعي، وفي نفس الوقت يعتقد يقيناً أنه بفضل الله تعالى، مثل: ب- أن الطالب لم يكن لينجح لولا الله والمعلم – إلا لسبب واحد، الحمد لله الذي أعطاه البركة من يده.
- الشرك الصغير: وهو إضافة النعمة إلى غير الله -تعالى- باللسان فقط، مع اعتقاد أن الله هو سبب النعمة، مثل أن يقول نزل المطر بسبب ظهور هذا النجم أو ذاك. سقط. وهذا شرك صغير، ويجب نسب الأمر إلى الله – عز وجل.
- الكفر الأكبر: من أضاف النعمة إلى غير الله -عز وجل- مع الاعتراف بأنها ليست من عند الله، أو من نفى نعم الله تماما أو نسبتها إلى الله بلسانه وهو غير مؤمن بقلبه تؤمن.
انظر ايضا:
أنواع الشرك
هناك نوعان من الشرك، وفيما يلي أنواعه:
- الشرك الأكبر: ويعني أن يلجأ الإنسان إلى غير الله -عز وجل- في الدعاء والإخلاص والتوحيد والتوكل، كالدعاء في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله، وهو مخرج من ذلك الإيمان والدين. قال الله – عز وجل -: {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء أنصارنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في الدنيا هل تعلم؟” وينقسم الشرك إلى عدة أقسام وهي: الشرك في حكم الله، والألوهية، والأسماء والصفات.
- الشرك الأصغر: الشرك الأصغر لا يخرج من الدين كالشرك الأكبر ويعتبر من عيوب التوحيد. وهذا الشرك يأتي على صور كالنفاق في العبادة والعمل والحلف بغير الله.
انظر ايضا:
أنواع الكفر
والكفر بالله تعالى نوعان:
- الكفر الأكبر: هو الكفر الذي يخرج الإنسان من الدين، والكفر الأكبر له الأشكال التالية: كفر الجحود، وكفر الإعراض، وكفر النفاق، وكفر الإنكار، وكفر الكبر، وكفر الكبر. الكبر في الإيمان، وكفر الظن والشك بيوم القيامة والغيب، أو الجحود والكفر.
- الكفر الأصغر: هو ما لا يخرج من الإسلام، كالكفر بالنعمة. والدليل قوله – تعالى – مخاطباً المؤمنين من قوم موسى – عليه السلام – {وَإِذْ أَذَّنَ لِي رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَكُثِّرنَّكُمْ وَلَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَكُثِّرَنَّكُمْ وَلَئِنْ شَكَرْتُمْ فَلَأُكُونَنَّكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُؤْمِنِينَ}. وإن كفرتم فإن عذابي لشديد، قال العباس: من اعترف بذلك فهو ظالم مذنب، وقال عطاء: هو كفر بلا كفر.
لقد قمنا في هذا المقال بالرد على قرار من نسب المطر إلى الكواكب والنجوم لأنها هي التي تمطر. والحكم في هذه المسألة يعتمد على اعتقاد الشخص سواء كان النجم أو الكوكب نفسه هو الذي يُنزل المطر كافراً خارجاً عن الدين. أما إذا نسبه إلى الكوكب واعتقد أنه مجرد سبب، فقد قرن بالله الشرك الأصغر، كما بينا أنواع الكفر أنواع الشرك.