سورة الأنعام هي السورة السادسة في ترتيب المصحف العثماني وتقع في السورة الثامنة. كما أنها من أطول سور القرآن الكريم، وعدد آياتها 165 آية. وهو القرآن الكريم الذي نزل بمكة، إلا تسع آيات من هذه السورة نزلت على رسول الله (ص) بالمدينة.
نزلت سورة الأنعام على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) بعد سورة الحجر صلى الله عليه وآله وسلم. تبدأ هذه السورة العظيمة بقول: الحمد لله، وهي من الأساليب. تابع مقالنا لتتعرف على فضائل سورة الأنعام.
سبب تسمية سورة الأنعام
وفيما روي عن ابن عباس أن سورة الأنعام نزلت على نبينا (ص) في ليلة واحدة بمكة صلى الله عليه وآله وسلم. وكان حوله سبعون ألف ملك يسبحون الله عز وجل. وأما سبب تسميته بهذا الاسم فقد ذكر الله تعالى كلمة أنعام في هذه السورة ست مرات. كما تضمنت هذه السورة أهم الأحكام المتعلقة بعبادة الأصنام. .
وتختلف هذه السورة العظيمة عن مقاصد بعض سور القرآن الأخرى لأنها تناولت أصول الإيمان. ويمكننا أن نلخص لكم مقاصد السورة أو أهم الأهداف التي تركز عليها لكم أيها الإخوة. وهي الوحي والرسالة وألوهية عبادة الله تعالى والبعث والثواب. وكل إنسان سيكون مسؤولاً عن العمل الذي قام به في هذه الحياة الدنيا.
فضل سورة الأنعام
سورة الأنعام رُويت عن نبينا محمد (ص) ، ورواها نبينا ابن عباس. وقد أخبر محمد صلى الله عليه وآله وسلم الصحابة الكرام أنه لما نزلت هذه السورة العظيمة ظهر موكب من الملائكة يسبحون ربهم، وشكلت الأرض من شدة تسبيحهم وإجلالهم. لقد كادوا يهتزون من شدة حمدهم لله عز وجل وكثرة الملائكة، فسجد نبينا صلى الله عليه وآله وسلم (١).
وكما هو موضح في فضل سورة الأنعام، فإنه عندما نزلت سورة الأنعام على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، كان صلى الله عليه وآله وسلم بمكة، حيث كاد أن ينكسر عظمه. وهذا الحديث الشريف مروي عن أسماء بنت زيد نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم). والسورة مبنية على الإيمان وأهم مسائل الإيمان في الإسلام (٢).
الأدلة التعليمية في سورة الأنعام
خلق الله تعالى خلقه، ومن علامات روعة خلقه أنه خلق الماشية ليستفيد منها الإنسان من الطعام والشراب والمواصلات. وقد انتبه إلى هذه النعم في كلام الله تعالى (3) في سورة الأنعام.
ونفهم عندما نقرأ آيات سورة الأنعام أنه يركز على مسألة الألوهية، حيث أن الله تعالى مدح وأثنى على نفسه في الآية الحادية عشرة من السورة على خلق السماوات والأرض. وهو منفعة لعباده ليلًا ونهارًا (٤). إن الله عز وجل خلق كل شيء في الكون، ولذلك لا يوجد شيء أكبر ولا أعظم من ربنا عز وجل، نحن نعبد الله وحده وبالتشارك.
وقبل نهاية الآيات، وخاصة ابتداءً من الآية 151 من سورة الأنعام، أخبرنا الله تعالى بعدد من الأوامر التي يجب على المسلم اتباعها حتى ينجو من عذاب الله في الآخرة. أوامر تشمل:
- عدم الإشراك بالله وعبادته وحده لا شريك له.
- كن لطيفًا مع الوالدين ولا تسيء إليهم.
- عدم قتل الأطفال خوفاً من الخسارة المالية.
- تحريم الفجور.
- ويحرم قتل النفس التي خلقها الله.
- ويحرم أكل مال اليتيم.
- الإخلاص في القياس والميزان.
- عدالة.
- الصدق مع الله.
- ليتبع الصراط المستقيم (5).
وهذه أهم الوصايا في سورة الأنعام وقد تم جمعها قبل نهاية السورة. نسأل الله أن يهدينا وإياكم إلى الصواب وأن يجعلنا من الذين يستمعون ويستمعون إلى القول. اتبع الأفضل.
الآيات والأحاديث المذكورة في المقال
(1) عن ابن عباس أن: سورة الأنعام نزلت بمكة ومعها نفر من الملائكة؛ فانتشروا بين السماء والأرض حتى علت تسبيحهم. فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم تسبيحهم فزع منه وسجد بمكة حتى نزل عليه.
(2) رواه أسماء بنت زيد قالت: نزلت على النبي سورة الأنعام وأنها كادت أن تكسر عظم البعير من ثقلها.
(3) قال الله تعالى: “وإن من البهائم وزراً ومتاعاً: كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين”.
(4) ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَالظُّلُمَاتِ وَالنَّورِ﴾. فيعدل الذين كفروا ربهم. ﴾ [الأنعام: 11].
5. إن هذا طريقي المستقيم. فاتبعه، ولا تتبع سواه؛ وإلا فلن يصدكم عن سبيله، فقد أمركم بذلك لعلكم تتقون. [الأنعام: 153].