من وجهة نظر القطاع العربي الذي يعمل على تفعيل دور الطاقة المتجددة، اليوم في مقالنا سنتحدث عن أهمية الدور الذي يلعبه الاعتماد على الطاقة المتجددة في تحقيق التنمية المستدامة، ونتعرف على أدواتها وأهدافها وكيفية تحقيق الأهداف المرجوة.
ما هي الموارد المتجددة؟ ما هو مفهوم التنمية المستدامة؟
أولا، تعرف الموارد المتجددة بأنها الموارد الطبيعية التي يمكن أن تتجدد بمجرد استخدامها في حياة الإنسان. وفي الوقت نفسه، يتم تعريف التنمية المستدامة وفقًا للجنة العالمية للبيئة والتنمية بأنها “… قدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها”.
أهمية دور الطاقة المتجددة في التنمية المستدامة:
في الآونة الأخيرة، تحظى الموارد الطبيعية المستدامة بالاهتمام باعتبارها عنصرا هاما في دعم جهود التنمية المستدامة. وخاصة في البلدان التي لم تعتمد بعد على الوقود الأحفوري، لأن طبيعته تمكنه من تلبية الاحتياجات الحالية دون حرمان الأجيال القادمة من نفس الموارد.
في حين أن الطلب العالمي على الطاقة يتزايد حاليا بما يتجاوز حدود قدرة التوليد المركبة. لقد أصبح من الضروري إيجاد حلول قادرة على تلبية متطلبات الطاقة المستقبلية وتحسينها بكفاءة وأمان.
الحل الأول للطاقة المقترح لضمان التنمية المستدامة هو من خلال استخدام مصادر الطاقة المتجددة.
كما تساهم المصادر المتجددة في تقليل الانبعاثات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري والآثار السلبية التي تنشأ عنه مثل تمدد طبقة الأوزون والتلوث، مما يجعل الأرض مكانًا أفضل للعيش فيه.
أهداف الاعتماد على الطاقة المتجددة لتحقيق التنمية المستدامة:
إن تأثير الطاقة المتجددة حقيقي وملموس في جميع القطاعات الضرورية لاستمرار الحياة وتطورها، وهي تنقسم إلى:
* اقتصادية:
1 زيادة كفاءة استخدام المياه في التنمية الزراعية والصناعية.
2 زيادة الإنتاجية الزراعية لتحقيق الأمن الغذائي الإقليمي والتصديري.
3 تحسين الصحة والسلامة في مكان العمل.
4 ضمان الإمداد الكافي والاستخدام الفعال لموارد البناء وأنظمة النقل.
* اجتماعي:
1 ضمان حصول الجميع على المياه وخاصة الفقراء.
2 فرض المعايير التي تضمن الرعاية الصحية والوقائية.
3 تحسين الإنتاج والربح للمزارع الصغيرة لضمان الأمن الغذائي المحلي.
4 ضمان الحصول على المياه اللازمة للاستخدام المنزلي.
* بيئة:
1 ضمان حماية مصادر المياه الجوفية والمسطحات المائية ومصادر المياه العذبة. 2 حماية الموارد البيولوجية والنظم البيئية الداعمة للحياة. 3
ضمان الاستخدام المستدام أو الأمثل للأراضي والغابات والطاقة والموارد المعدنية.
4 ضمان الاستخدام المستدام والمحافظة على الأراضي والغابات والحياة البرية والموارد السمكية.
مقومات تحقيق التنمية المستدامة:
o القطاع الحكومي بشكل أساسي، وهو الذي يدير الموارد الداخلية والخارجية. وهذا يعني أن عملية التخطيط والاستقراء التحليلي المبني على معطيات الواقع تعكس احتياجات الدولة من الطاقة بشكل خاص والعالم بشكل عام.
o توافر أشكال عديدة من الموارد المتجددة التي توفر الطاقة الدائمة بكميات كبيرة. على سبيل المثال، في الأردن لدينا الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وأهمهما.
o إبداع ووعي القطاع الخاص (شركتنا مثالاً) بفوائد الاستثمار في هذا المجال والفوائد المستقبلية التي تنعكس على وجوده، لأنه يحتاج إلى مصادر الطاقة لمواصلة عمله لضمان أعماله.
o الوعي العالمي وانتشار مفهوم أهمية الحفاظ على موارد الطاقة من خلال جهود المنظمات البيئية والحكومات على مستوى العالم.
o ظهور تقنيات بحثية وتكنولوجية جديدة تعمل على تحسين استمرار عملية التطوير بشكل أسرع وأفضل وتحقيق أعلى فائدة.
معوقات التنمية المستدامة:
وأهمها (1) التكلفة العالية، (2) حصة السوق الكبيرة، و(3) السياسة. هذه هي المعوقات الرئيسية أمام عملية التوسع في انتشار الطاقة المتجددة.
وفي الخطط الإستراتيجية للعديد من البلدان أيضًا، يتم دعم التنمية المستدامة من حيث المعايير الاقتصادية والاجتماعية والصناعية من خلال سياساتها ورؤيتها قصيرة المدى في مجال الطاقة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك سياسات خارجية قد تمنع بعض الدول من استيراد أو استخدام الشركات الرائدة العاملة في بعض الدول المتقدمة.
المستفيد الأكبر؟ والخاسر الأكبر؟!
وحتى الآن، فإن مساهمة المصادر المتجددة ليست عالية بما يكفي لتوفير الطاقة الأولية والكهرباء بشكل كاف. ومع ذلك فإن الدول المتقدمة والنامية على حد سواء تشيد بضرورة عدم الاعتماد بشكل كامل على الوقود الأحفوري في العقود المقبلة بسبب ظهور بعض الدراسات التي تؤكد استنفاده بحلول عام 2050 إلى 2060م.
ويعد الوضع بالنسبة للدول المتقدمة أفضل نسبيا مقارنة بالدول النامية، لأنها لا تحتاج إلى الطاقة بنفس مستوى الدول النامية، ولكن احتياجاتها يمكن أن تقتصر على الحدود المتوازنة بين الاستهلاك والتنمية.
لكن الوضع في البلدان النامية ليس مريحاً فيما يتعلق بالدور المتزايد للطاقة المتجددة. لأنها ترى أن المشكلة التي تفرضها ضرورة وجود الطاقة لمواصلة عملية التنمية، فإنها لن تنجح إذا نفدت مصادر الطاقة المتاحة.
خاصة على المدى الطويل، لأنه يبدو أن هناك حاجة لمحاولة إعادة هيكلة قطاعات الطاقة لديها والاستفادة الكاملة من الموارد المتجددة بما يخدم مصالحها وأهدافها المستقبلية.