من هم الثلاثة الذين تم إجلاؤهم؟ السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع. وقد تم ذكر العديد من الأحاديث النبوية لتوضيح الطريق الذي سيسلكه المسلم، حيث أن هناك مئات الأحاديث عن حياة المسلم، بل وهناك الآلاف التي تتحدث عن حياة البرزخ وما سيحدث بعد الموت، بالإضافة إلى ذلك وما يحدث للمؤمن أو الكافر وما هو عقابهما.
وحديث الجلاء ثلاثة
يقول النعمان بن بشير عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال:
مثل المؤمن والموت كمثل رجل له ثلاثة من الأصدقاء المقربين. كان لأحدهما ماله فقال: خذ ما تريد، وقال الآخر: أنا معك سأحملك، وعندما تموت سأتركك، وقال الآخر: أنا معك سأذهب معك وأخرج معك. أحدهما ماله، والآخر عائلته وأولاده، والآخر عمله. الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | الراوي: ابن حجر العسقلاني المصدر: مختصر زوائد البزار الصفحة أو الرقم: 2/346 | خلاصة حكم الحديث: إسناده حسن مستمر
شرح الحديث
عندما يموت الإنسان يبقى وحيداً في ظلمة القبر. هذه هي الوحدة التي يشعر بها الإنسان عندما يقوم ليُدان. هناك العديد من المشاعر التي يشعر بها، أهمها أنه يريد طلب الراحة من أحد أقربائه أو أصدقائه، فلا يبقى إلا العمل الصالح الذي يساعد الشخص في ذلك الوقت. كلما زاد تمتع الإنسان بنعيم القبر ونعيم العلا.
يجمع الإنسان في حياته أموراً كثيرة، يمكن تلخيصها في ثلاثة أشياء: المال، والعائلة، والعمل الذي يقوم به في الدنيا. والحديث يدل على أهمية هؤلاء الصحابة والمال والأهل والعمل الذي سيقوم به في الدنيا:
- الصديق الأول هو المال، ومقاله: “خذ ما تريد واترك ما تريد”. فالخادم مسؤول عن عملية الإنفاق التي يقوم بها، ولكن يجب أن يراعي أن كل ما ينفقه بحساب.
- الصديق الثاني هو العائلة التي تقول: أنا معك وسأخدمك. فإذا مت سأبقى مع أهله طوال الوقت في الدنيا ولن أتركهم.” والدفء له، ولكن عندما يأتي اليقين سيكون هناك فراق أبدي.
- الصديق الثالث هو العمل (أنا معك أسير معك، وإذا عشت فعلى المسلم أن يسير على خطى الله والرسول صلى الله عليه وسلم). سلم عليه فإن هذا الطريق يرزق المؤمن النجاة في الدنيا والآخرة، كما وصف الله لنا جنات لا مثيل لها. نصيب للمؤمنين في سعيهم في الحياة الدنيا.
يتبع الإنسان ثلاثة أصدقاء: المال والأهل والعمل. يبقى معه صديق واحد وهو العمل، ويغادره صديقان هما الأهل والمال. ويجب أن يكون العمل صالحاً، لأنه يبقى بجوار صاحبه في القبر إلى ساعة القيامة.
معنى كلمة إجلاء
اسم ال: خليل، الأصل: خليل، وخليل صديق ورفيق. هناك رفقاء كثيرون في حياة الإنسان، وقد ذكر الحديث ثلاثة منهم، وهؤلاء بالإضافة إلى الأصدقاء والمال والأهل والعمل، أناس يحبون بعضهم البعض في هذه الحياة، وهناك من يكون صديق العمل أو جار أو شخص تهتم به أو زميل دراسة، لكن الأهم هو البقاء مع الأصدقاء الذين يتمتعون بصفات جيدة في هذه الحياة.
حياة المؤمن تقع على الجانب الآخر
إن حياة المؤمن في العالم الآخر تبدأ بخروج روحه وصعودها إلى رب العالمين، ويتم غسله ولفه في كفن استعداداً لما سيقوده.
فاللحظة الحاسمة هي اللحظة التي يدخل فيها القبر ويبدأ في سؤاله عن ربه ودينه ورسوله، فيجيب المؤمن أن ربه الله، ودينه الإسلام، ورسوله محمد. صلى الله عليه وسلم، ولا يستطيع الكافر أن يجيب، فيبقى في النار إلى ساعة القيامة.
ونعيم القبر من العبد الصالح
ونعيم القبر للمؤمنين في الحياة الدنيا. لهم نصيب على صدقهم في الدنيا، فيكون لهم الجنة جزاء كما وسع قبور المؤمنين حتى لا يشعروا بضيق القبر لما فيه من اتساع.
الشعور الوحيد الذي يسيطر عليهم هو السعادة، ويأتيهم من الجنة شيء يجبر أفكارهم وهو جزء منهم بسبب دينهم. إن الدين كالجمر، خاصة في عصر انتشار الفتن، والدليل على وجود نعيم صلاح النفس في الآخرة قوله تعالى
(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وبشركم بالجنة التي توعدون).
ويمكن للمؤمن أن ينال جنات عرضها السماوات والأرض من طرق الله تعالى. وعلى المؤمن أن يلتزم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى ينال جنات الله. إن مخافة الله والخوف من ارتكاب المعاصي يضمنان لك الرخاء الأبدي.
نص دعاء طلب الذرية الصالحة والشفاء من العقم من الكتاب والسنة
عذاب القبر
وعذاب القبر من الأمور التي ذكرها الله لتوفير الجنة لعباده. حيث يجتهدون أكثر في هذه الحياة حتى ينالوا جنات عرضها السماوات والأرض.
إن العمل الصالح من أكثر الهموم وضوحاً، لأنه هو ما يبقى للإنسان عند انتقاله إلى الآخرة. والأدلة على وجود العذاب موجودة في القرآن والسنة النبوية، وعذاب القبر من العواقب التي يعاقب بها الله الكفار. وفيما يلي ذكرهم:
- يقول الله تعالى: (سنعذبهم مرتين ثم لهم عذاب عظيم).
(: ويفسر هذا على أن هناك عذابا في الدنيا مرة ومرة في القبر، وأن هناك عذاب الأبد الأعظم، وهو العذاب يوم القيامة. ولذلك أمرنا الله تعالى بذلك فالزموا الطاعة واتبعوا المعروف وانهوا عن المنكر هرباً من هذا العذاب.
- قوله – تعالى -: (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون).
وزاد حرف الجر للدلالة على القسمة، كما قسم الله العذاب للكافرين إلى فترات، كما أن في الدنيا عذابا، وفي القبر عذابا، كما أن هناك عذابا مقيما يوم القيامة الكبرى، أي القيامة حيث لا مفر من العذاب.
- من السنة النبوية الشريفة عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
(مر على قبرين يعذب فيهما فقال: إنهم يعذبون، وما يعذبون في سبب أكبر، فأما أحدهما فلم يستر من البول، والآخر كان قال: فأخذ صحيفة رطبة فشقها وجعل في كل قبر صحيفة، قالوا: يا رسول الله، قال: «لعله أهون عليهم». رواه البخاري عن عبد الله بن عباس الصفحة أو الرقم 1361.
من هم الثلاثة الذين تم إجلاؤهم؟ تبقى العائلة والمال والعمل مع الشخص حتى يتم إغلاق الحساب له. ولذلك لا بد من متابعة الحسنات حتى يكتمل الحساب ويكون الحساب خفيفا.