تستعد السعودية لإطلاق بيع حصة أخرى في شركة النفط أرامكو يوم الأحد المقبل. وسيشمل الطرح أكثر من مليار سهم من أسهم الشركة في البورصة المحلية. وبقيمة تقديرية نحو 10 مليارات دولار، تتضمن العملية طرح 1.545 مليار سهم، تمثل 0.64% من إجمالي أسهم الشركة، بحسب بيان لأرامكو.

السعودية تعلن بيع حصة إضافية في شركة أرامكو للنفط

وفور الإعلان، صرح أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو: “العرض يوفر لنا الفرصة لتوسيع قاعدة المساهمين بين المستثمرين الدوليين والسعوديين، فضلا عن زيادة السيولة وزيادة وزن مؤشرنا العالمي”. وقت حرج، حيث تشير التقارير الغربية إلى أن المملكة تبحث عن مصادر تمويل لمشاريعها، خاصة تلك المدرجة في رؤية 2030.

المستشار الكبير السابق لوزير البترول السعودي د. ويرى محمد سرور الصبان أن توقيت الطرح لأرامكو ليس مرتبطا بسعر النفط أو بفترة محددة، بل هو جزء من خطة طويلة المدى لتحقيق هدف رؤية 2030، والتي تنطوي على طرح المزيد تدريجيا الأسهم بنسبة لا تزيد عن 5%.

وفي حديثه لبي بي سي نيوز عربي، أكد الصبان أن المواطن السعودي سيكون المستفيد الرئيسي من هذا العرض، رغم وجود اشتراكين: أحدهما للأفراد السعوديين والآخر للمقيمين والأجانب. وأضاف أن ضم المساهمين إلى مجلس الإدارة سيزيد من تنوع الآراء داخل المجلس، مما سيساعد على تحسين أداء أرامكو.

وفي مواصلة حديثه مع بي بي سي نيوز عربي، أشار الصبان إلى أن اختيار التوقيت كان دقيقا للغاية، خاصة في ظل النشاط الكبير الذي تشهده السوق المالية في المملكة العربية السعودية والاهتمام القوي بالاستثمارات في الاكتتابات العامة، وكانت هناك تسجيلات من المزيد أكثر من 480%، مما يشير إلى أن الطرح العام الأولي الثانوي سيحقق نجاحاً كبيراً ونطاقاً مماثلاً.

ومن المقرر أن تبدأ عملية تلقي الطلبات يوم الأحد 2 يونيو وتستمر حتى الخميس 6 يونيو. يحق للمواطنين السعوديين والخليجيين وبعض الأجانب المقيمين في المملكة الاكتتاب في الأسهم، سواء من خلال حساب مصرفي أو محفظة أسهم نشطة لدى أحد البنوك المعتمدة.

ويؤكد الصبان أن تركيز رؤية 2030 ينصب على التنويع الاقتصادي، لكن هذا لا يعني التخلي عن الطلب العالمي على النفط. بل يعني ببساطة أن المملكة تحاول تنويع مصادر دخلها ونشاطها الاقتصادي من خلال تطوير القطاعات الاقتصادية المختلفة، بما في ذلك تطوير قطاعي المعادن والسياحة، وكذلك الصناعة النفطية مثل البتروكيماويات والمصافي.

ويرى خبير الاقتصاد والطاقة عايد السويدان أن الهدف من هذا العرض هو زيادة الاستثمارات لتنويع اقتصاد المملكة، حيث سيتم استخدام عائدات بيع الأسهم لإطلاق مبادرات طموحة تتعلق بالتحول الاقتصادي مثل الذكاء الاصطناعي والرياضة سيتم تمويل السياحة وما إلى ذلك. وغيرها.

وأضاف السويدان أن النتائج الاقتصادية ستسهم في تطوير السوق المالية السعودية وزيادة حجمها عالمياً. بالإضافة إلى ذلك، ستعمل على زيادة النمو الاقتصادي في مختلف المجالات، كما سيتم استخدامها لتمويل المشاريع المتعلقة برؤية المملكة 2030.

مما يعزز تنويع مصادر إيرادات الدولة، ومن المتوقع أن تتجه المملكة بثبات نحو تنويع مواردها الاقتصادية بعيداً عن الاعتماد الكلي على النفط، ويشمل ذلك تعظيم القدرة الاستثمارية للعوائد المالية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الطرح الثانوي من أسهم أرامكو.

وتعد الشركة من أكبر خمس شركات في العالم من حيث القيمة السوقية وتمتلك الحكومة السعودية أكثر من 80% من أسهمها.