ما عقاب البائس في الدنيا؟ ما هو تأثير الندرة على العلاقات الاجتماعية؟ البؤس صفة كريهة حرمتها جميع الأديان. البؤس صفة تقتل الإنسان لأنها نقص عقل وسوء إدارة و صفة مهمشة اجتماعيا. كما أنه مرض يقتل العلاقات الاجتماعية ويقسم الأسرة والأصدقاء. وهو مرض الرغبة في تملك المال وادخاره إيماناً بأن ادخار المال يحمي من أخطار المستقبل، ونتعرف خلال الموقع على عقوبة الرجل الفقير في حياته.

جزاء البائسين في العالم

البخل هو التشبث الشديد بالمال والرغبة في اكتنازه والاحتفاظ بكل ما تجمعه من أموال الحياة وعدم الاستمتاع بكل مباهج وبركات الحياة التي وهبها الله لنا، والإنسان البخيل مهمش في المجتمع ودائما ما المرتبطة بالوحدة. وفي الحياة ما يلي

  • كره المجتمع ومنبوذاً طوال حياته، ولم يكن يريد أن يقترب منه أحد.
  • إن قلة السعادة في حياته وغياب الحياة السعيدة يجعل من الصعب عليه الاستمتاع بالحياة التي وهبه الله إياها في هذه الدنيا.
  • فالغضب يخيم على وجهه وفي حياته لأنه يرى الأمور دائما من منظور سلبي، وهذا من أقسى عقوبات العالم للبائس.
  • وحياته وهم لأنه لا يعلم أن الأموال التي يجمعها لن تذهب معه في الآخرة ويندم لأنه لم يستمتع بها في الحياة الدنيا.
  • انهيار وموت العلاقات الاجتماعية، وخاصة العلاقات الأسرية، عندما يقوم الإنسان البخيل بصعوبة الحياة على من حوله ومن حوله لا يتحملونه.

إقرأ أيضاً

تأثير الظلام على العلاقات الاجتماعية

الشخص البخيل غير مقبول أو مرحب به في المجتمع، لأن صفة البخل لا تتعلق بالمال فقط، بل إنه يبخل في مشاعره ويخفي العطاء بمعنى الكلمة، فيجبر كل من حوله على البقاء. والابتعاد عنه والهجر منه، ونرى كيف كان البخل سبباً في تدمير كثير من العلاقات، وذلك على النحو التالي

1تزوجي رجلاً بائساً

ومن أخطر فتن المرأة زواجها من رجل بخيل لا يريد أن ينفق عليها، فيعيش معها في عذاب وذل، إذ تذله في إطعامه وكسوته، وتحرمه من كل ملذات الحياة، ويبخل بمشاعره وأحاسيسه تجاهها، ويعامله كعبد مخلوق لخدمته دون أن يطالب بأي حق.

لكن الرجل البائس سيحاسبه الله على سوء معاملته لزوجته. ك آيات في القرآن تدين الشقاء قال الله تعالى {ولا يحسبن الذين يحتفظون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم. يفلتون مما يحلو لهم. ويوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله خبير بما تعملون}. [آل عمران180].

ومن الأحاديث الواردة في ذم صفة الشقاء ومن دعائه صلى الله عليه وسلم “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، ومن العجز والكسل، ومن البؤس والجبن، ومن ضلع الدين، ومن غلبة الرجال…” الحديث [رواه البخاري ومسلم].

2 بائس في بيئة العمل

البخيل لا يبخل بالمال فقط بل يبخل في سلوكه تجاه الآخرين لأنه يبخل في مساعدة زملائه في بيئة عمله كما أنه لا يريد أن يقترب منه أحد من زملائه. نفوره من صفاته ومعاملته الأنانية للغاية لكل من حوله ويرفض أن يفسح طريقه.

إقرأ أيضاً

جزاء الظالمين في الآخرة

ومن الصفات التي كثيرا ما يدينها الإسلام هي صفة “الظلام”. والظلمة منافية لأخلاق الإسلام وليست من الإيمان. وقد جاءت إدانة الظلمة في كثير من الآيات والأحاديث الشريفة التي تنكر القداسة وعقوبتها في الآخرة وعقوبة لمن يتحمل هذه الصفة ولا يعالجها ويتخلص منها.

وقد يقع الإنسان في البؤس بارتكاب كبائر، مثل ترك الزكاة بسبب خوفه من احتكار المال. ويعتبر هذا عقوبة شديدة في الآخرة. وتوعد الله المختارين بعذاب أليم يوم القيامة. وقد نزلت بعض الآيات التي تدين القديس، وتصف عقوبته في الآخرة، مثل

قال الله تعالى {الذين هم نقط ويأمرون الناس بالنقط ويخفون ما آتاهم الله من رحمته وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا} [النساء 37]وكذلك قال الله تعالى { ومن شقى واستغنى * ويحرم الطيب * نيسر له العسر } . [الليل 8 10].

أقسم الله على أن يعذب البخيل وشده في الدنيا والآخرة، وجاءت أحاديث نبوية تصف من يبخل ولا يعطي حق المال، فإنه يكافأ بطوق حول عنقه ويواجه عذاباً شديداً، كما قال وهكذا وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من أحد له مال إلا قضى دينه إلا كانت عليه طوق” حول عنقه شجاعاً أصلعاً، فينجو منه وهو يتبعه». “صحيح النسائي”.

إقرأ أيضاً

ما الفرق بين المهلهل والبائس!؟

فالقصر صفة أكثر إثارة للاشمئزاز من النحافة. اللسع يبخل بالآخرين، لكنه لا يهتم بنفسه. والتصلب هو بالأحرى البخل تجاه النفس والآخرين.

  • وبالمثل، فإن البخيل لا يريد أن ينفق مما يكسب، ولكن الشخص الذي يصعب إرضاءه يحرص بشدة على ألا ينفق ما لديه وما لا يملك.وقال تعالى والسكينة خير وتشقى النفوس وإن أحسنتم واتقوا الله فإن الله يعلم ما تعملون. [النساء 128].
  • البخيل يحب المال، وله جشع وبخل لا نهاية له في اقتناء الأشياء.
  • فالشح أقل من البخل، لأن البخل صفة مذمومة تلازم الإنسان طوال حياته.

الظلام يجعل الإنسان ينأى بنفسه عن الله ويقوم بواجباته ولا يؤمن. وك آيات وأحاديث تحثنا على تجنب البخل وعقوباته في الدنيا والآخرة، منها وقال الله تعالى ومن نجى بقدسه فقد فاز. [الحشر 9].

وكانت ك أيضًا أحاديث تنتقد التهور وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الفحش فإن الله لا يحب الفحش ولا البذاء، واتقوا القداسة فإن القداسة أهلكت من كان قبلكم، قال لهم انتقوا فبأسوا، وأمرهم بفاحشة فبأسوا. تصبح غير أخلاقية.” [رواه أحمد وأبو داود].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «شر الناس الشح والجبن الفجور». [رواه أحمد وابن حبان وصحح أحمد شاكر إسناده].

الظلام هو تشوه للنفس والسلوك، والإنسان الذي يحمل هذه الصفة يعتبر في حد ذاته عقاباً لشقي الدنيا، لأنه يجد صعوبة في التعامل مع هذه الصفة، لأن المجتمع لا يتقبل هذه الصفة، ومن يحملها فيجب عليك التعامل معه ورفضه.