ودعا النبي لهم ولذريتهم بالهداية والصلاح، ورغم مرور مئات السنين على هذا الموقف، إلا أنه يعتبر من أبرز المواقف الدعوية للنبي (ص).
العناوين الرئيسية
وكانت هذه الحادثة التي تكشف صدق دعوته وصبره على أمته درسا عظيما لكل من يعمل في مجال الدعوة بعدم التسرع والاقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم. أن يسلم عليه، وأن يصبر على دعوته، ولا يمل من الخطوة الأولى.
عصيت قبيلة دوس
ولما عصيت قبيلة دوس ورفضت الإسلام، استغاث بهم النبي، ومعنى ذلك ما قاله طفيل بن عمرو في حديث رواه النبي صلى الله عليه وسلم. قال الدوسي رضي الله عنه :
فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في جماعة من عصاة أهل دوس، فقال له: يا رسول الله، لقد كفرك أهل دوس، فصل. فقيل لله عليهم: هلك دوس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اهدهم، وائتني بهم.
فأمره طفيل بن عمر رضي الله عنه أن يرجع إلى قومه فيدعوهم إلى الله ويحسن إليهم. وكان معها سبعون أو ثمانين بيتا داس فيها الذين آمنوا بالله ورسوله.
لماذا لم تدعو قبيلة دوس النبي؟
وعندما طلب نبينا صلى الله عليه وسلم من حوله أن يدعوا على أهل دوس، لم يفعل، لأنه لا يريد أن يقع فيهم سوء، بل على العكس من ذلك، كان يريد أن يدخلوا في الإسلام.
ويستقبلون نوره، ولهذا فضل النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت أن يدعو لهم بالهداية، ويرسل من بينهم من يدعوهم إلى الإسلام، فيقولون: لا. لا إله إلا الله، وأشهد أنه رسول الله.
الدروس المستفادة من موقف الرسول مع قبيلة دوس
حياة النبي صلى الله عليه وسلم تحتوي على العديد من الدروس والعبر التي يجب على الإنسان أن يتعلمها، كما تحتوي قصة النبي على العديد من العبر:
- ونبينا صلى الله عليه وسلم رحيم رقيق القلب، يريد الخير للناس، ويصبر حتى لو أذى.
- وذلك عندما عصيت قبيلة دوس ورفضت اعتناق الإسلام، فعاملهم النبي بلطف.
- يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “وإن كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك”.
- وهذا يعكس موقف نبينا صلى الله عليه وسلم من الرحمة والرأفة، وعدم القسوة على أحد، وعدم ظلم أحد.
- وقد كان اختيار النبي صلى الله عليه وسلم طفيل بن عمرو الدوسي، لأن الناس يستمعون إلى نصيحته.
- فإذا جاء من أحدهم ودعاهم غريب لا يعرفونه إلى الإسلام، يمكنهم تجنبه.
- عندما يكون لدى الإنسان رسالة معينة يريد أن يبشر بها، عليه أن يصبر، يعلم أنه سيكون هناك من يستجيب له ومن يعارضه.
- وينبغي في جميع الأحوال أن يعاملهم بلطف، كما فعل نبينا صلى الله عليه وسلم مع أهل دوس.
وصبر نبينا (ص) على دعوته.
وقد صبر نبينا صلى الله عليه وسلم في دعوته للناس، ولكن الناس عصوا أهل دوس. ومن الدروس المستفادة من صبر نبينا صلى الله عليه وسلم ما يلي:
- لقد صبر نبينا على الناس ولم يجبر أحداً على اعتناق الإسلام، فلما دعا قبيلة دوس ترك لهم حق الاختيار وأرسل أحدهم ليدعوهم إلى الإسلام.
- ولما استجاب الله تعالى صلاة نبينا صلى الله عليه وسلم ودعا كثيرا منهم إلى الإسلام صلى الله عليه وسلم.
- إن إجابة دعاء نبينا صلى الله عليه وسلم من علامات النبوة، كما أنها تشمل نتيجة صبر الإنسان على مصائب الله. بلطف.
- وعلى الرغم من الأذى الذي تعرض له في طريق الدعوة، لم يدعو نبينا أبدًا على الكفار، بل على العكس، كان يدعوهم دائمًا إلى الهدى.