فوائد وأهم مقاصد قراءة سورة البلد سورة البلد هي سورة مكية من المفصل وهي تدخل في السورة الثلاثين من القرآن الكريم. تبدأ هذه السورة بالآية “إني لا أقسم بهذا البلد”. نزلت هذه السورة بعد رقمها تسعين في القرآن الكريم. فضل قراءة سورة البلد ومعرفة أهم مقاصدها.
فوائد قراءة سورة البلد
ليس هناك حديث عن نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يدل على فضل قراءة السورة وما يتداول في فضلها أحاديث موضوعة من صنع الناس ولا ينبغي لنا أن نفعل ذلك. تقع في هذه الحالة. ويتقدم فيه مثل هذه الأحاديث الموضوعة التي لا صحة لها.
أهم ما في سورة البلد
ورغم أن الأصل الذي نزلت عليه السورة واضح مثل الشمس، إلا أن كثيرا من كتب التفسير أهملت بيان هذا الهدف. وقد ذكر الله تعالى أصناف الأغنياء في هذه السورة. إنهم أغنياء صالحون ينفقون أموالهم. بالله عليكم الأغنياء المتكبرون يبخلون بأموالهم ولا ينفقونها كما ينبغي، تماماً كما تقول سورة البلد عن نبينا محمد. وأن يمن على أهله بالسلامة والأمان، وأن فتح مكة بيده. والدولة المذكورة في السورة هي مكة.
وتحذر الآيات الأغنياء ظناً منهم أن أموالهم تمنع وصول العقاب إليهم. الأغنياء يفتخرون بالنعم التي وهبها الله لهم. ومع هذا فإنهم لا ينفقون أموالهم في الحلال وبرضا الله، بل على العكس ينفقونها بأي طريقة ممكنة. وظن الناس أن الله لا يرى أنه يدخر لهم العذاب في الآخرة ليحاسبهم على الأموال التي أنفقوها في غير مرضاة الله، فقال الله تعالى عنهم ما يلي (1).
وقد جاء في الآيات بوضوح أن الله تعالى أنعم على هؤلاء الكافرين بنعم كثيرة، فأعطاهم أعينًا وألسنة وشفاه (2). فهو يستخدم هذه النعم للتمرد على الله تعالى. ومن أهم نعم الله تعالى على الإنسان أنه أوضح له أنه إما أن يختار طريق الخير أو طريق الشر.
وقد نصح الله تعالى الأغنياء بإنفاق أموالهم في الصدقات بدلاً من إنفاقها على الشهوات والأهواء التي تغضب الله تعالى. ومن أهم هذه الأعمال إنقاذ الناس من العبودية وتحريرهم في سبيل الله عز وجل. وهذه المهام، مثل إطعام الفقراء في أوقات المجاعة، وتمهيد الطريق لزواج الفقير أو المرأة الفقيرة، وحفر الآبار، تعتبر من المهام الصعبة التي تتطلب نفقات كثيرة. ولهذا يعتبر عملا صعبا (٣). كما تصف الآيات عقوبة الكفار الذين يبخلون بالمال ويكذبون بآيات الله في القرآن. يبخلون بأموالهم ويمتنعون عن أداء الزكاة التي أمرهم الله بها، ولهم جزاء نار جهنم.
الآيات المذكورة في المقال
(1) قال الله تعالى: «وهل يهم أنه لم يره أحد؟»
(2) قال الله تعالى: “أَلَمْ نَعْطِهِ عَيْنَيْنِ وَلَسَانًا وَشَفَتَيْنِ وَأَوْصَلْنَاهُ؟” [البلد: 8 10].
(3) قال الله تعالى: «أو إطعام *يتيم ذي ذي قربى* في يوم حاجة أو مسكينا في تراب الأرض“. [البلد: 14_16].
(4) يقول الله تعالى: “إن الذين كذبوا بآياتنا لهم نار سعير”. [البلد: 19، 20].