اليوم في نقدم لكم قصة إسلام أبو موسى الأشعري بالإضافة إلى مقتطفات من سيرته وحياته.
وكان أبو موسى الأشعري أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان صوته عذبا رائعا.
بل وكان من أفضل الصحابة في تلاوة القرآن الكريم وإنشاده.
قصة إسلام أبو موسى الأشعري
هو عبد الله بن قيس بن سالم بن حضر بن حرب بن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن أثر بن وائل بن ناجية بن الجماهير بن الأشعري.
وينسب إلى قبيلة القحطانية الأشعري، ويُعرف بأبي موسى الأشعري.
ولد أبو موسى في اليمن، ثم انتقل إلى مكة قبل أن يسلم ويعتنق الإسلام هناك.
ثم استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرجوع إلى قبيلته ليدعوهم إلى دين الإسلام.
فوافق الرسول وأذن له بالذهاب، وبالفعل نجح أبو موسى الأشعري في دعوة كثير من أفراد قبيلته إلى الإسلام.
وكان عددهم خمسين رجلاً وأمه وشقيقيه وعدد من النساء والأطفال. ثم جمعهم وتوجه إلى الحبشة.
وبعد أن استقرت أحوال رسول الله في المدينة المنورة، خرج المسلمون وفيهم أبو موسى الأشعري وقبيلته من الحبشة إلى المدينة المنورة.
وفي هذا الصدد، وعن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة، أنه روي عن أبي موسى ومن معه: «سيأتي عليكم غدًا قوم قلوبهم مطمئنة». أحن.” للإسلام منك.
وعندما عاش أبو موسى الأشعري وعائلته في المدينة المنورة، قدمهم الرسول أعظم مثال للبر والتقوى والتعاون.
قال: إذا ترملت الأشعرية في القتال، أو قل طعام أهلها في المدينة، جمعوا ما لهن في ثوب واحد، ثم قسموه بينهم بالسوية. هم مني وأنا منهم.
وشارك الأشعري في غزوة خيبر، وهي أول معركة له شارك فيها مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
خلال الغزوات حصل على لقب “سيد الفرسان” لشجاعته.
قراءة لأبي موسى الأشعري
ويحكى أن الرسول صلى الله عليه وسلم مر به ذات يوم مع إحدى زوجاته فسمعت أذنيها صوته وهو يقرأ القرآن الكريم. فوقف الرسول وزوجته يستمعان له حتى فرغ من القراءة.
فلما أخبره الرسول بذلك، قال له الأشعري: لو كنت أعلم مكانك يا رسول الله لكتبت لك تحية.
وفي ليلة أخرى قام الرسول صلى الله عليه وسلم على باب المسجد ومعه خادمه بريدة. فنظر إلى أبي موسى الأشعري وهو يصلي خاشعاً، فقال: خادمه: يا بريدة، هل ترى كيف يراني؟
فقال له بريدة: الله ورسوله أعلم يا رسول الله.
فقال النبي: بل هو مؤمن تائب، فأعطاه الله مزماراً من مزامير آل داود.
فذهب بريدة ليتفحص هذا المؤمن عن كثب فوجده أبو موسى الأشعري، فرجع فأخبر الرسول بذلك.
وصحب أبو موسى الأشعري الرسول صلى الله عليه وسلم حتى وفاة الرسول.
واستمر على خطاه في الغزوات وأيضاً حروب الإنفصال في عهد أبي بكر الصديق.
سيرة أبي موسى الأشعري
وبسبب تواضعه الشديد عين عمر بن الخطاب واليا على إمارة البصرة.
ولما ولاه عمر على أهل البصرة قال لهم:
لقد أرسلني أمير المؤمنين إليكم أعلمكم كتاب ربكم عز وجل وسنة نبيكم، وأنظف لكم شوارعكم. وحينئذ اندهش أهل البصرة، فكيف للأمير أن يطهر؟ شوارع المدينة ؟
كان لأبو موسى الأشعري مواهب كثيرة ميزته.
وبالإضافة إلى صوته العذب ورقبته الذهبية، فقد كان قاضياً وفقيهاً ناجحاً.
وحتى الشعبي قال:
«كان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ستة فقهاء: عمر، وعلي، وعبد الله بن مسعود، وزيد، وأبو موسى، وأبي بن كعب»، فقال: «قضاة هذا». «إنهم أربعة أمم: عمر، وعلي، وأبو موسى، وزيد بن ثابت».
وقد تعرف الرسول صلى الله عليه وسلم على مواهب أبي موسى وقدراته.
وكان صلى الله عليه وسلم يشجعه وينصحه دائمًا حتى يتمكن من الاستفادة من هذه المواهب على أفضل وجه.
فناداه رسول الله فقال:
«اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأكرمه يوم القيامة».
فلما سمع صوته الرقيق يقرأ القرآن الكريم قال له:
“لو رأيتني أمس أستمع إلى قراءتك لأعطيت مزمارًا من مزامير آل داود”.
وهذه الكلمات تشكل تشجيعاً كبيراً لأبي موسى الأشعري، وتشجعه على ممارسة هذه الموهبة بكل حب وثقة والعمل على تحسينها باستمرار.
أبو موسى الأشعري، سيرة الشخصيات النبيلة
حتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لأبي موسى:
«ذكرنا ربنا أن أبا موسى يقرأ بصوت خاشع جميل ويحسن القراءة، فيقول عمر بن الخطاب: من استطاع أن يتغنى بالقرآن كما يتغنى أبو موسى فليفعل».
قال أبو عثمان النهدي:
«ما سمعت مزمارًا ولا طبلًا ولا صنجًا أفضل من صوت أبي موسى الأشعري. ولو كان يصلي بنا لأحببنا أن يقرأ البقرة لحسن صوته».
ولهذا أجاز علماء الدين ترديد القرآن الكريم معتمدين على ما جاء في صحيح البخاري وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
«ليس منا من لم يتغن بالقرآن».
كما روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “”ما سمح الله لنبي حسن الصوت أن يتغنى بالقرآن”.”
ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “زينوا القرآن بأصواتكم”.
ومن المهم الإشارة هنا إلى أن ترديد القرآن الكريم لا ينبغي أن يمتد إلى تلحين الأناشيد.
مع مراعاة ضرورة المحافظة على التجويد وقواعد التلاوة الصحيحة.
وقال عنه علي بن أبي طالب أيضًا: كان يتميز بالعلم الجيد في مسائل الدين والفقه والشريعة.
وفاة أبو موسى الأشعري
أما الفتوحات فقد فتح أبو موسى الأشعري الأهواز والرها وسميسات وغيرها من الأراضي.
كما أدار حكم البصرة عندما عهد إليه عمر بن الخطاب بخبرة.
ولم ينتقل إلى الكوفة إلا بعد أن طلب أهل الكوفة من أمير المؤمنين عثمان بن عفان أن يعينه ولياً عليهم.
وبقي الأشعري هناك حتى قُتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبمجرد تولي علي بن أبي طالب الخلافة عُزل من منصبه.
وعندما نشب الخلاف حول مقتل عثمان بن عفان، انضم أبو موسى إلى فريق علي بن أبي طالب، الذي اختاره علي بن أبي طالب ليكون محكمًا في الاجتماع الذي لجأ إليه الطرفان بعد موقعة صفين.
كما تضاربت الأخبار المتعلقة بتاريخ وفاة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
وقال البعض إنه توفي سنة 44 م، والبعض الآخر قال إنه توفي بمكة سنة 42 م.