اشتهرت قصيدة “الأم” لهشام الجخ. وتعرف بقصيدة “لما جئت أكتب عن أمي” وتعتبر من أهم وأفضل القصائد العامية التي حققت نجاحاً كبيراً منذ نشرها وانتشرت على نطاق واسع بين الكثير من الناس. والسبب يكمن في جمال كلماته وحلاوة معانيه. بل نجد أن هناك الكثير من الناس يتنافسون على حفظ الآيات الجميلة لإسعاد أمهاتهم.
قصيدة كاملة عن والدة هشام الجخ
قصيدة “عندما جئت أكتب عن أمي” هي إحدى قصائد الشاعر المصري الصعيدي الجخ. حصل على جائزة أفضل شاعر باللغة العامية. وبسبب جمال كلمات قصائده يجب علينا أن نعرف ونشرح أهمية الأم وأنها تستحق كل الكلمات الجميلة لهذا الشاعر. القواميس تقيدنا عندما نريد أن نعطي الأم حقوقها التي تستحقها.
يهتم جميع الناس بالتعبير عن الرابط الإنساني المقدس بينهم وبين أمهاتهم، وقد استطاع هذا الشاعر الكبير أن يشرح هذه المعاني ويختار أفضل الكلمات للتعبير عنها، وهذا ما ساعد القصيدة على الانتشار على نطاق واسع؛ لما تحمله من عمق لحلاوة المعاني والأحاسيس، ومن أجمل أبياتها:
عندما جئت لأكتب عن والدتي
قلت أنه كان قلقي
قلت إنه في دمي
قلت لك أن أشياء كثيرة ليست جديدة
عندما أردت أن أكتب عن أمي، كانت القصيدة أمامي عاجزة
ايه سر…
لقد مضى وقت طويل بيني وبينها
سأتقطع ليوم وأوصل لحبل الوداد
الحب ليس عادة كما يقول سيد العباد
حبك هو في الأساس عبادة
سألتها مرهقة
جانب أنثوي، وجانب ذكوري
ضحك وابتسم
تعال إلى العالم بأمان
لم أفكر حينها
بكيت وعانقتني وهي تبتسم
لم أفكر حينها
هذا هو الظنا الذي يأتي من الظنا
عندما جئت لأكتب عن والدتي، اكتشفت أنني أكتب عن نفسي
عندما أردت أن أكتب عن أمي وجدت نفسي عاجزاً أمام الحروف
فصاح الألف وقام
قال لي أنك لا تفهم، لا
وها أنا أشارك اسم من ليس له شريك
الاسم الأول أليف
وأول ألف أم
هذه ليست مصادفة
إن ربك يخلق من العدم خلق الألم والضعف بعد الضعف
لقد استغرق الأمر بعض الوقت بالنسبة لي للوصول إلى الحلم
في بعض الأيام تدللها، وفي أيام أخرى تنكرها
ذات يوم أحاطتني بجناحيها
ياما كانت الدموع في عينيه
بواسطة فكرة تاتا تاتا
وطأت قدمي على البلاط
وقد داسها عجلة عصرنا
لقد عانقتني للتو
وعندما كان متعبا، كانت متعبة وسعيدة
لقد أحضرت لي الشوكولاتة
لقد كبرت فجأة
لقد جعلتني أشعر بالتعب عندما تحدثت عن السجائر
عن الأطفال الذين يرافقونهم للتعلم
هيا، تذكر!
تعال وأخبرني أنك رجل
وهذا ما جاء بك إلى هذا العالم
انظر يا ابني
تذكر أن هذه السنوات مثل كولونيا
تضعه جانباً ويطير بسرعة
لا يمكنك العثور على رائحة لها
السنوات جريئة ومفتوحة
والدتي لا تعرف كيف تؤذي
ولكن في يوم من الأيام أصيبت
عندما جاءت، توقفت عمدا
قالت لي أنك امتداد لي
أنت نور عيني التي تشبهني
أنت الأفضل لأطفالي
في ذلك الوقت كنت مهتمًا بالغناء
كنت أتركها بمفردها دائمًا وأذهب إلى حضن المقهى
هذه هي أفضل حياة
إشعال النار على فحم الشيشة
أحضر لي طاولة
والدتي جعلتني أشعر بالغباء
لا، أنا رجل ذو شارب
دقيق للنغمة
وأما أنا فقد غلبني الحزن
والوقت أخذ مني صندوقا
الدواء الذي تملكه والدتي
لا أستطيع العثور عليه في المتاجر
كنت أعود كل مساء والصلاة على ظهري
أنا متعب وفي الطريق، والسنين تقول لي أركض
بمرور الوقت، يتقدم العمال على أنفسهم
تلتقيان في نوع خاص من العناق
لقد حملني ضيق العالم بعيداً
لا أفكر في الأمر إلا إذا وجدت الطعام حارًا
أين أنت؟ أنت لا تعرف كيف تأكل
اجلس بجواري، تعال واستمع إلى آخر المهزلة
ذات مرة أخبره شخص يحب النجاح أنه فاشل
لقد أحب شخصًا ما ذات مرة ولكنه أهانه لأنه كان عاطلاً عن العمل
قالوا عني أنني أشبهك
قالوا خذ شكل شعرك
نظرك ضعيف
وأسنانك القديمة
لقد آذيتني يا أمي، وقد قبلت صلواتك سالمة
إذا قالوا لي ابن أمي، فهذه إهانة!
استمري في اللطف يا أمي بعد عمر طويل جدًا
روحي إلى الرحمن أخبريه أن ابني يحبني كثيراً
لقد أزعجني وأنا سامحته
لقد كنت في حيرة من أمري وكان مجرد شم رائحته كافياً بالنسبة لي
لقد نسي دائمًا أن يخبرني عندما غادرت حياتي
لكن أنا وأنت، يا من يعلم، صلينا له كل يوم
الله يهديه ويغفر له
كان الأمر صعبًا للغاية بالنسبة لي عندما رأيت الألم في عينيه
بغض النظر عما يفعله، فإن ابني الذي كان في حضنه لا يزال خائفًا
بغض النظر عما يقوله، ما زلت أسمع أمي من أصغر الشفاه
أكملي جمالك يا أمي
وروحي للرحمن قلها
ابني امتداد
أكرم عيني التي تشبهني
عندما جئت لأكتب عن والدتي
علاوة على ذلك، كل ما أقوله طبيعي
من هو الشاعر هشام الجخ؟
الشاعر هشام الجخ شاعر مصري من صعيد مصر، ولد عام 1978 في مدينة سوهاج. اشتهر قبل ثورة يناير 2011. حصل على درجة البكالوريوس من جامعة عين شمس وعمل في مجالات عديدة منها التصميم. كما عمل مع بعض أصدقائه في تأسيس مركز عين شمس الثقافي.
وتولى رئاسة هذا المركز إلى أن قدم استقالته عام 2009. ثم تفرغ لكتابة الشعر واختيار أسلوب مميز خاص به حتى يتمكن من التعبير عن مشاعره ومعانيه وعواطفه بلغة عامية غير تقليدية. لهجته الفصيحة. ومع ذلك، كان له هدف واحد: نشر الشعر على ألسنة الناس. أقام هشام الجخ أمسيته الغنائية الأولى عام 2010.
وله العديد من القصائد التي لاقت استحسان الشباب المصري والعربي. وذلك لتواجده على الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي وعرف واشتهر باسم “هوس الشعر العربي” أي الشخص الذي يشطف شعره بالماء.
ورغم كل هذه الشهرة والنجاح، إلا أنه واجه الكثير من الانتقادات، من بينها انتقادات لأسلوبه في الأداء المسرحي واعتماده فقط على العنصر التمثيلي. حصل على العديد من الجوائز منها جائزة أفضل شاعر عامي، وحصل على المركز الثاني في برنامج أمير الشعراء عام 2011. حصل على العديد من الجوائز في العديد من المهرجانات في الوطن العربي.
بدايات هشام الجخ في الشعر
بدأت الرحلة الحقيقية للشاعر هشام الجخ من الجامعة إلى المسرح ومن الاستقالة إلى إلقاء الشعر، تاركاً وراءه الروتين اليومي للعمال والابتعاد عن الأنشطة الطلابية المملة والحياة البيروقراطية.
وكان أول حفل التقى فيه بالجمهور عام 2010 مع نادله الصاوي. وبعد ذلك، استمر نجاحه وشهرته داخل مصر وخارجها بإقامة الحفلات والمهرجانات والأمسيات الشعرية حول العالم في فرنسا والنمسا وسويسرا وبلجيكا.
وكانت هناك صلة قرابة بين شاعر العامية هشام الجخ ووالدته. واتضحت هذه الروابط العظيمة وأظهرت العلاقة القوية والوثيقة بينهما منذ الطفولة وحتى وفاتها، خاصة عند وفاتها. وعانى الكثيرون من الحزن والخوف من أن تتركه وحيدا في هذا العالم وقت مرضها.
لذلك، عندما كتب هذه القصيدة، اهتم بكل شخص كانت له أم مريضة وعانت معها وعانت معه، وأيضا في رسائل كل أم ماتت بعد صراعها مع المرض، موضحا فيها أيضا ما على المحك في ذلك. قلب كل ابن لأمه.