تكفير عقوق الوالدين وحكمه ومظاهره. أمر الله – عز وجل – بالإحسان إلى الوالدين، وفي القرآن الكريم جمع بين الإحسان إليهما وعبادته، وأوصى بعدم الإحسان إلى الوالدين، بل الإساءة إليهما، ولما كان ذلك من شرور ذلك المنتشرة. وبعد سماع الوقت، سنخصص هذا المقال لموضوع عقوق الوالدين، حيث يتعرف القارئ على حكمه وكفارته وبعض مظاهره وأسبابه.
حكم عقوق الوالدين
عقوق الوالدين يعتبر من المحرمات ومن كبائر الذنوب، والدليل على ذلك الحديث الذي رواه أبو بكرة النفاعي بن الحارث -رضي الله عنه- قال: “”أفلا أفعل؟”” ألا أخبركم بأكبر الكبائر؟” قلنا: يا رسول الله، قال: “الإشراك بالله، وعقوق الوالدين”، قال: إلا قول الزور، وشهادة الزور، وزاد في قوله حتى أنا. قال: لا يصمت.
انظر ايضا:
تكفير عقوق الوالدين
ولم يشرع الله تعالى كفارة خاصة لعقوق الوالدين. وحكمته تقتضي أن هذا الذنب العظيم لا يمكن أن يمحوه العمل الصالح. بل يجب على المسلم أن يتوب توبة صادقة صادقة لا يعود بعدها الذنب أبدا، وهذه التوبة لها عدة شروط لتكون مقبولة عند الله عز وجل – وفيما يلي بيان لشروط الصادقين وشروطها: الندم الصادق:
- توقف عن عصيان والديك على الفور.
- لقد ندم على كل فعل قام به لعدم احترام والديه.
- العزم على عدم العودة إلى عقوق الوالدين أبدًا.
- وطلب من والديه المغفرة.
مظاهر عقوق الوالدين
لعقوق الوالدين عدة أشكال ومظاهر، وفي هذه الفقرة من مقال “كفارة عقوق الوالدين” نذكر بعض هذه المظاهر على النحو التالي:
- إدخال الحزن في قلوبهم بفعل أو قول ما يحزنهم أو يبكيهم.
- ارفع صوتك عليهم بتوبيخهم أو توبيخهم. وقد نهى الله تعالى عنهم صراحة في القرآن الكريم، حيث قال: {ولا تنهرهم وقل لهم قولا كريما}.
- الغضب والانزعاج منهم، وقد نهى الله تعالى عن ذلك صراحة بقوله: {فلا تقل لهم قولا فاحزا}.
- العبوس والعبوس في حضور الوالدين.
- النظر إلى الوالدين باحتقار واحتقار.
- طلب من أولياء الأمور بصيغة الأمر.
- ترك مساعدة الوالدين.
- وعدم الاستماع إليهم أو مقاطعتهم عندما يقولون شيئاً ويجادلون فيه يعد أيضاً من العصيان.
- – التقليل من شأنهم أمام الناس، وذكر عيوبهم، وسبهم وسبهم. وقد جاء ذلك في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه». قيل: يا رسول الله، وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: «يسب الرجل أباه، فيسب أباه، ويسب أمه».
انظر ايضا:
أسباب عقوق الوالدين
السبب الرئيسي لعقوق الوالدين هو قلة التدين عند بعض الأبناء. وإليك أسباب أخرى يمكن أن تؤدي إلى العصيان وفي هذه الفقرة من هذه المقالة نذكر بعض هذه الأسباب كما يلي:
- الجهل: الجهل بالعواقب المباشرة والمستقبلية للذنوب يدفع الإنسان إلى ارتكاب هذا الذنب العظيم.
- سوء التربية: الابن الذي لم ينشأ على خوف الله -تعالى- ولا على بر والديه وتقديرهما، كل ذلك يؤدي إلى عاقته لوالديه.
- التناقض: عندما يقوم الأهل بتعليم أبنائهم شيئاً لا يفعلونه أو يفعلون عكس ما يعلمونهم إياه، يؤدي ذلك إلى عصيان الأبناء لوالديهم.
- الرفقة السيئة: الرفقة السيئة لها تأثير كبير على إفساد الأطفال لوالديهم.
- الآباء الذين يعصون والديهم: عندما يعصى الآباء والديهم، فمن الأرجح أن يقوم أطفالهم بحمايتهم بطريقتين، وهما:
- غالبًا ما يتبع الأطفال مثال آبائهم.
- فالمكافأة من نفس طبيعة العمل.
- التفريق بين الأبناء: يؤدي الظلم بين الأبناء إلى الكراهية والعداوة بين الإخوة، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى كراهية الوالدين، وهذا بالطبع يؤدي إلى عصيان الابن لوالديه ومقاطعتهما.
وهكذا تم التوصل إلى خاتمة هذا المقال، والتي بينت فيها حكم عقوق الوالدين، وشرحت كفارة عقوق الوالدين بمزيد من التفصيل.
الأسئلة المتداولة
هل العاصي لا يدخل الجنة أبدا؟
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والناكر لما عنده” “، أي: “لن يدخل الجنة”، أي: لن يدخلها من أوله، ولن يدخلها أصلا. ومن عقوق والديه دخل الجنة بعد أن عوقب على فعلته.