وقد أشار القرآن الكريم إلى عدد من الأنبياء والرسل بشكل عام مع ذكر أسماء مجموعة منهم. وبين ذلك اجتهد العلماء والمفسرون في جمع أسمائهم وتحديد أوقات رسالتهم، والذي وصل إلينا ما استنبط من القرآن، وكان بعضه على الاجتهاد.

عدد الأنبياء كما ورد في السنة النبوية

لقد أرسل الله -سبحانه وتعالى- سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- نبيا ورسولا في جميع أنحاء العالم، وسبقه جماعة من الأنبياء والمرسلين بالوحيات والرسائل. تم إرسال كل واحد منهم إلى دولة بدوره أو في وقت واحد. وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في أكثر من موضع، ومن ذلك قوله تعالى:

“وما محمد إلا رسول مات قبله” (آل عمران 144).

“وكم أرسلنا من النبيين في الأولين” (6 الزخرف)

وقبل معرفة عدد الأنبياء، تجدر الإشارة إلى أن بعض الناس يخلطون بين مصطلحين متشابهين في محتواهما الأخلاقي، لكن وصف كل منهما مختلف. وهذان المصطلحان هما “النبي” و”الرسول”.

اتفق العلماء -بناء على ما جاء في الكتاب والسنة- على أن النبي والرسول بينهما علاقة عامة وخاصة. والنبي – كما عرفه العلماء – هو كل من نزل عليه الوحي من الله تعالى، سواء أُمر بتبليغ الرسالة أم لم يُؤمر.

أما الرسول فهو كل من نزل عليه قانون جديد وكلف بتبليغه للناس. وعليه يجوز أن يسمى الرسول رسولاً أو نبياً، ولا يجوز العكس. ويبقى النبي نبيا ما لم يؤمر بنقل الوحي الذي تلقاه.

وقد ورد في السنة النبوية الصحيحة ما يدل على عدد الرسل عموماً، ولعل الراجح منهم ما جاء في حديث «أبي ذر»، وعلى أساسه تبين أن عدد الرسل الذين يموتون: بلغ عدد الأنبياء 124.000 نبي، ومنهم الذين وردت أسماؤهم في القرآن.

ومنهم من ثبتت أسماؤهم في السنة النبوية المطهرة، كنبي الله “شيث” الذي ورد في صحيح ابن حبان أن له خمسين صفحة، كما روي عن أبي ذر بإسناده. سلسلة انتقال يمكن إرجاعها إلى النبي.

بالإضافة إلى نبي الله “يوشع بن نون” الذي تشير إليه كل الأدلة هو غلام سيدنا موسى – عليه السلام – والذي ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه. عنه أنه قال:

“قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غزا نبي من الأنبياء… فقال للشمس: أمرت وقد أمرت، اللهم احبسني” قليل. ‘”

لتعرفني: من هو النبي المدفون في الجزائر؟

عدد الأنبياء المذكورين في القرآن الكريم

بعد أن علمت كم عدد الأنبياء في السنة؛ ونلاحظ أن 25 نبيا ورسولا ورد ذكرهم في القرآن الكريم، ثمانية عشر منهم في سورة الأنعام والبقية في سور منفصلة.

الأشخاص المذكورون في سورة الأنعام هم أنبياء الله: إبراهيم، إسحاق، يعقوب، نوح، داود، سليمان، أيوب، يوسف، موسى، هارون، زكريا، يوحنا، عيسى، إليسع، يونس، ولوط عليهم السلام. مع كل منهم.

وقد ورد ذكرهم في قوله تعالى:

وهذه حجتنا لقد أتينا إبراهيم على قومه من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأعيان ويوسف وموسى وهارون وإنا لنجزيهم الخير * واصطميل ويا يونس ولوطا “وكلاً فضلناهم على العالمين” (الأنعام 83).

أما بقية الأنبياء الذين ينتشر ذكرهم في القرآن فهم أنبياء الله: آدم وهود وصالح وشعيب وإدريس وذو الكفل ومحمد عليهم الصلاة والسلام أجمعين، وقد ذكروا في المواضع التالية المذكورة في القرآن:

“”إن الله اصطفى آدم ونوحاً”” (33: آل عمران)

“ولعاد أخوها هود” (65: الأعراف)

“وإلى ثمود أخوها صالح” (61: هود)

“وإلى مدين أخاهم شعيبا” (85: الأعراف).

“وإسماعيل وإدريس وذو الكفل” (85: الأنبياء).

«محمد رسول الله» (٢٩: الفتح).

لتعرفني: هل يجوز الصلاة على النبي؟ ما هي ضوابط التسول؟

الثلاثة الذين يختلفون في نبوتهم في القرآن الكريم

لقد ورد في القرآن الكريم ثلاثة أسماء اختلف فيهم هل هم أنبياء أم صالحون: التابعون، والخضر، وذو القرنين. وذهب جماعة من أهل العلم إلى أن “ذو القرنين وطابا” من الأنبياء، ولكن ينبغي ترك الأول في هذه المسألة الخلافية للبحث.

وقد ورد أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (لا أدري أتبع نبيا أم لا؟) ولا أدري هل القرنين نبي أم لا؟ رواه محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، ورواه البخاري مشيراً إلى ضعف إسناده.

أما الخضر فقد رجح العلماء نبوته. وهذا ما جاء في قوله تعالى

«و ما فعلته بقوتي» (الكهف 82).

أي أنه نزل عليه الوحي من الله عز وجل، الذي أمره بكل ما يفعل، بما في ذلك ثقب السفينة، وقتل الصبي، ونحو ذلك.

لتعرفني: بوستات عن سيدنا محمد وأجمل ما قيل عن النبي صلى الله عليه وسلم

ترتيب مهمة الأنبياء والرسل في القرآن الكريم

وبعد بيان عدد الأنبياء والرسل؛ ونلاحظ أنه بحسب التسلسل الزمني لرسالة كل نبي ورسول؛ وقد اتفق جمهور العلماء على تصنيفها على النحو التالي:

فالبداية مع أبي الأنبياء – آدم عليه السلام – ثم مع ابنه شيث، على أصح أقوال أهل العلم. وقد جاء ذلك عن ابن كثير رضي الله عنه. هذا ما قاله

“ولما مات آدم عليه السلام تولى الأمر من بعده ابنه شيث عليه السلام، وكان نبيا بنص الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه عن أبي “ذر، بإسناده مرفوعاً: أنه نزل عليه خمسون صحيفة” (البداية والنهاية).

ثالث الأنبياء والمرسلين هو إدريس عليه السلام بناء على ما قاله ابن كثير عن البداية والنهاية

«و هو أول من نبوة بعد آدم و شيث عليهما السلام».

ثم “نوح” عليه السلام كما فسر ابن كثير الهاء في قوله “ومن ذريته” إشارة إلى سيدنا نوح. أقرب إلى من ذكروا في الآية.

ثم يأتي سيدنا “هود” عليه السلام. ويصف القرآن أن قومه “عاد” هم الذين خلفوا نبي الله نوح. وبعد ذلك أرسل الله نبيه “صالحًا” عليه السلام، ثم نبي الله “إبراهيم” الذي كان على ما يبدو معاصرًا لنبيه “لوطا” عليه السلام، وهو قول النبى. عز وجل

“فآمن به لوط وقال إني ذاهب إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم” (26: العنكبوت).

ويذكر العلماء أن بعثة نبي الله شعيب جاءت بعد ذلك بقليل. قال لوط عليه السلام عن قوم شعيب في كتابه البداية والنهاية:

“أهل مدين شعب عربي يسكن مدينتهم مدين، وهي قرية في أرض معان، في أطراف الشام، بجوار منطقة الحجاز، بالقرب من بحيرة قوم مدين لوط، فطاردوهم لفترة قصيرة».

وبعد إبراهيم ولوط عليهما السلام، كانت ذرية إبراهيم “إسماعيل وإسحاق”، ثم نبي الله “يعقوب”، ثم ابنه “يوسف”. وبعد ذلك جاء “أيوب” عليه السلام “ذو الكفل” الذي استمدت نبوته من ذكر اسمه في سياق الأنبياء المذكورين في آية سورة الأنعام.

ثم بعث نبي الله “يونس” عليه السلام. توقيت بعثته غير مؤكد، والأغلب أنه كان قبل سيدنا موسى -عليه السلام- لأن الله تعالى أبعد قومه عن العذاب بعد أن أعلنوا إيمانهم. ومن بعد ذلك «موسى وهارون» ومعاصرهما «الخضر».

وهؤلاء الأنبياء تبعهم نبي الله “يوشع” فالفتى موسى على الراجح، ثم “إيليا” ثم “إليشع” الذين تبعتهم بعثة النبي التي يشير إليها قوله.

“ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى يقولون لنبي من أنبيائهم ارسل لنا ملكا نقاتل في سبيل الله” قال: ألا تأمل ذلك؟ انها مكتوبة؟ إن عليكم أن تقاتلوا، ألا تقاتلون؟” (البقرة 246).

وأما اسم هذا النبي فقد اختلف العارفون، ولم يثبت اسمه في التفاسير: “داود” كان معاصرا له، ثم ابنه “سليمان” عليهما السلام، ثم أرسل الله “زكريا” وابنه “يحيى”، ثم عيسى عليهم السلام أجمعين، ثم جاء الخاتمة مع نبي الله “محمد” صلى الله عليه وسلم.

وبعد أن وجدنا إجابة لسؤال كم عدد الأنبياء والرسل، لا بد من الإشارة إلى أنه يجب علينا الإيمان بهم إجمالاً وتفصيلاً، لأن ذلك من أصول الإيمان وهو أساس المسلم. العقيدة.