صدمة كبيرة وكارثة حقيقية تحل بكل عائلة بمجرد أن تشتعل شرارة الكراهية تجاه الآخر في قلب أحدهم. والحقيقة أن حجم الكارثة يزداد أكثر فأكثر عندما تترسخ هذه المشاعر في قلوب الأبناء مع آبائهم أو أمهاتهم. وبما أنه لا يمكن تجاهل ذلك، سنعمل على تسليط الضوء على الأسباب التي تجعل الأطفال يكرهون والديهم، مع تسليط الضوء أيضًا على الحلول الفعالة الممكنة.
أسباب كراهية الأطفال لوالديهم
للأسف، كثير من الآباء يعاملون أطفالهم دون وعي، دون وعي أو حس سليم، ويعملون على خلق مشاعر الكراهية تجاههم دون أن يدركوا ذلك. ولهذا السبب قررنا تسليط الضوء على بعض السلوكيات التي بدورها تسبب هذه الكارثة، وهي كالتالي:
1- التفريق بين الأولاد
المسمار الذي يدق في نعش أي علاقة طبيعية بين الأطفال ووالديهم هو أنه، لأي سبب كان، يتم التمييز بوضوح بين هؤلاء الأطفال؛ الجنس والنظرات وحتى المشاعر العميقة وغيرها، بغض النظر عن شكلها سواء في المشاعر أو الكلمات أو الأفعال.
وهذا الأمر الذي يجهله الكثيرون للأسف، يضايقه بطرق لا يمكن تصورها، عندما يشعر أن أقرب الناس إليه -والده وأمه- يعتبرونه من الدرجة الثانية، بل وربما يقارنون بأي شخص آخر أقل منه إذا كان واحداً منهم. الإخوة، ولذلك يجب أن تكون هناك معاملة متساوية بينهم.
2- القسوة في التعامل
يعتقد بعض الآباء أن معاملة أبنائهم باللطف واللطف هو شكل من أشكال التدليل السلبي وسيؤدي إلى كارثة أكبر، وهي أنهم سيختارون طريق القسوة والعنف سيؤدي حتماً إلى ثمار الكراهية والغضب، وليس من الحب على الإطلاق!
وعليه، فلا بد من الاعتدال فيما لا يقتصر على التدليل وحده، ولا على القسوة بأي شكل من الأشكال، بل ربما إلى الحزم والشدة إذا لزم الأمر.
3- كثرة الحجج
فخ آخر يقع فيه الكثير من الآباء هو معاملة أطفالهم على قدم المساواة والتوقع منهم أن يكون لديهم نفس مستوى الوعي والحكمة والفهم مثل البالغين، وهذا بدوره لن يحدث أبدًا، خاصة مع الأطفال الأطفال، ومن هنا تشتعل شرارة المشاجرات و تنشأ المشاجرات حول كل شيء، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا.
لذلك يجب على الأهل أن يكونوا على قدر الإمكان من الوعي والشمول والحكمة في إدارة الأمور بين أبنائهم وحل المشاكل، وليس العكس، حتى لا يفقدوهم ومحبتهم في لحظات الغضب المتراكم.
يجب على كل أب وأم أن يدركا تماما أن أطفالهما ليسوا سوى ردود أفعال على ما يفعلونه، وأنهم ليسوا سوى أوعية فارغة لا تشع إلا بما يضعونه فيها. ولذلك فإن الشعور بأن أحد هؤلاء الأطفال يكره أباه أو أمه هو بالتأكيد أمر صادم، ولكنه يتطلب استراحة حقيقية بنية حل المشكلة وإزالة هذا الشعور من قلب الابن في أسرع وقت ممكن.