لماذا سميت الأيام البيض بهذا الاسم؟ ويشير مصطلح “الأيام البيض” إلى سلسلة من الأيام المرتبطة بالأشهر القمرية، وتحتل هذه الأيام مكانة مهمة في الشهر الحرام. ما هي هذه الأيام ولماذا؟ ومن أجلها سُميت بهذا الاسم، كما تم شرح اللوائح والمعلومات المتعلقة بالأيام البيض، مثل: ب- حكم صيامهم وفضله وحكمته، وحكم صيامهم إذا صادفوا الأيام المنهي عنها، بالإضافة إلى بيان تحريم صيام الأيام البيض. وفي نهاية هذا المقال سيجد القارئ سبب تسمية الأيام البيضاء بالأيام السيئة.
لماذا سميت الأيام البيض بهذا الاسم؟
ومصطلح “الأيام البيض” كلمة مركبة تشير في الشريعة الإسلامية إلى ثلاثة أيام في منتصف الشهر القمري وهي: الأيام الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر. وسبب تسمية هذه الأيام هو أن لياليها تبيض بالقمر. وبما أن القمر يطلع من أوله إلى آخره في هذه الليالي، فقد شرع الله تعالى صيام هذه الأيام. وفيما يلي تفصيل للحديث عن مشروعية الصيام في هذه الأيام.
انظر ايضا:
صيام الأيام البيض
أوصى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صاحبه أبا هريرة بصيام ثلاثة أيام في الشهر، والدليل على ذلك الحديث الذي رواه أبي هريرة – رضي الله عنه – والذي قال فيه : “أوصاني صديقي صلى الله عليه وسلم بصيام ثلاثة أشياء في الشهر، وصلاة ركعتي الضحى، والوتر قبل النوم”. وهذه الأيام مذكورة عموماً في هذا الحديث ولم يُشار إليها بأيام مخصوصة، ولكن دلت أحاديث أخرى على استحباب صيام الأيام البيض الثلاثة بشكل خاص، وهي مذكورة أدناه:
- وما روي عن ملحان القيسي -رضي الله عنه- حيث قال: «أمر بالصيام الأبيض: ثلاثة عشر، وأربعة عشر، وخمسة عشر يومًا».
- وهو ما روي عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه حيث قال: «إذا صمت ثلاثة أيام في الشهر صمت ثلاثة عشر وأربعة عشر وخمسة عشر يومًا».
الحكمة العلمية وراء صيام اليوم الأبيض
وقبل بيان الحكمة العلمية من صيام اليوم، لا بد من الإشارة إلى أن المسلم لا يعبد الله عز وجل إلا وفق ما قام به طاعة لله تعالى وتنفيذاً للغرض الذي خلق من أجله، وقد ورد في قول الله تعالى: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”. ومن هذا المنطلق فإن المسلم يصوم الأيام البيض أولاً في عبادة الله عز وجل، ثم يصامها بعد ذلك.” وللحصول على الفائدة المرجوة منه يمكن القول إن الحكمة العلمية من وراء مشروعية الصيام خاصة بسبب الأيام البيض، يصبح الجسم رطباً. وطريقة التخلص منه هي صيام الأيام البيض.
وكان يفضل الصيام، وخاصة في الأيام البيض
وقد جعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صيام الأيام البيض صيام الدهر، والدليل على ذلك الحديث الذي رواه ملحان القيسي (رضي الله عنه). لما قال: «أمر بصيام الأيام البيض: ثلاثة عشر، وأربعة عشر، وخمسة عشر، وقال: «مثل صيام الدهر، أو كصيام الدهر» فإن الحسنة بعشر أمثالها، والحمد لله» وصيام يوم واحد يعدل صيام عشرة أيام. وبهذا الحساب البسيط يكون كما لو أن من يصوم ثلاثة أيام في الشهر يصوم الدهر كله.
انظر ايضا:
فضل صيام الأيام البيض عموماً
وترتيب ثواب معين للعبادة لا يعني أن المسلم لن ينال الأجر الناتج عن عموم هذه العبادة، ومن المعلوم أن الله تعالى يعطي أجراً عظيماً وأجراً عظيماً لصيام يوم واحد قد خصص له. وعلى هذا الأساس فإن من صام الأيام البيض، بالإضافة إلى الأجر الخاص الناتج عن صيامه، ينال الأجر العام الناشئ عن الصيام، وفيما يلي بيان فضل الصيام عموماً:
- إن المسافة من النار سبعون خريفا، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صام يوما في سبيل الله، أبعده الله عنه». منه «وجه من النار سبعين خريفا».
- الحصول على محبة الله -عز وجل- ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يبلغه عن ربه: «ولا يزال عبدي يتقرب إلي ” بالنوافل حتى أحبه أكون سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي ينبض بها، ورجله التي يمشي بها، وإذا يراني” سأل فأعطيه، وإذا طلبني أعوذ به».
- الدخول يوم القيامة يكون من باب الريان، والدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة بابا يقال له: الريان». الريان الذي يدخل منه الصائمون يوم القيامة، ولا يدخل منه أحد غيرهم. فيقال: أين الصائمون؟ فقاموا، ولم يدخل أحد غيرهم. وعندما يدخلون، يكون الباب مغلقًا ولا يستطيع أحد الدخول”.
- حفظ الدين، فالصيام من أسباب كسر رغبة الشاب الذي لا يستطيع الزواج، والدليل على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “” أيها الشباب، من استطاع منكم فليتزوج، ومن لم يستطع فليصوم. لأن له أجرا.”
انظر ايضا:
صيام الأيام البيض إذا صادفت الأيام التي يحرم صيامها
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اختيار بعض الأيام للصيام، مثل الجمعة والسبت، فإذا وافق الجمعة أو السبت أحد الأيام البيض جاز للمسلم أن يصوم ذلك اليوم. صومه من غير إكراه؛ ويصوم هذا اليوم لأنه من الأيام البيض وليس لأنه يوم جمعة أو سبت والله تعالى أعلى وأعلم.
صيام اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة
ولما كان الرأي السائد بين أهل العلم هو تحريم صيام أيام التشريق، فلا يجوز للمسلم أن يصوم اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة الذي يوافق أحد الأيام البيض، وقد أوصى بعض العلماء وأن يقضي صيام هذا اليوم في اليوم السادس عشر من شهر ذي الحجة. ومن اعتاد صيام هذه الأيام فيجوز له في هذه الحالة أن يصوم اليوم الرابع عشر والخامس عشر أيضاً.
التوقف عن الصيام في أيام البيض
ولما كان صيام الأيام البيض يدخل في باب صيام التطوع، جاز للمسلم أن يفطر إذا ظهر ذلك، والدليل على ذلك الحديث الذي روته السيدة عائشة – رضي الله عنها. – حيث قالت: «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: يا عائشة، هل عندكم من شيء؟ قالت: فقلت: يا رسول الله، ليس عندنا شيء، قال: إني صائمة. قالت: فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا – أو جاء زور – قالت: فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله، أعطينا هدية من الله أو كذبا. “”جاءتنا – وأخفيت لك شيئا.” قال: ما هذا؟ قلت: هايس. قال ائت به فأتيته فأكل ثم قال صمت الصباح.
انظر ايضا:
لماذا تسمى الأيام البيضاء بالأيام السيئة؟
ومن أسماء الأيام البيض أيضًا اسم الأيام المشرقة، والدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أين أنت من الأيام»؟ “أيام الثلاثة عشر والرابعة عشرة والخامسة عشرة” يعود سبب تسمية هذه الأيام بالأيام المشرقة إلى المعنى اللغوي لكلمة غار حيث أنها تشير إلى اللون الأبيض، وبما أن القمر بدر في هذه الأيام فما هو؟ وليالي هذه الأيام بيضاء، والله تعالى أعلى وأعلم.
وبهذا ختمت هذا المقال بعنوان “لماذا سميت الأيام البيض بذلك” والذي تمت الإجابة فيه على هذا السؤال وشرح بعض القواعد والمعلومات المتعلقة بصيام هذه الأيام، وفي نهاية هذا المقال تم توضيح سبب تسمية هذه الأيام باسم “الأيام البيضاء”.