لماذا سميت سورة الأحزاب بهذا الاسم؟ وهذا من الأسئلة المهمة التي يطرحها الكثير من المسلمين على أنفسهم، وسورة الأحزاب من السور التي تركز على الجانب التشريعي للأمة، وخاصة على تنظيم النبي، وقد تضمنت السورة العديد من الضوابط الشرعية وهي لأهميتها للفرد والمجتمع، وقد سعت هذه السورة إلى تنظيم المجتمع الإسلامي وإلغاء عاداته الجاهلية كالتبني والظهار، ونقدم نبذة عن هذه السورة المباركة، وسنوضح بالتفصيل لماذا تحمل سورة الأحزاب ذلك اسم.
مقدمة سورة الأحزاب
سورة الأحزاب هي إحدى السور المدنية، وعدد آياتها ثلاث وسبعون آية. نزلت سورة الأحزاب قبل نزول سورة المائدة وبعد نزول سورة الأنفال في السنة الخامسة للهجرة، وهو العام الذي وقعت فيه غزوة الأحزاب. وهي السورة الثالثة والثلاثون في ترتيب القرآن، ويظهر الارتباط بين هذه السورة السجدة. وفيه تشابه بين بداية سورة الأحزاب وآخر سورة السجدة التي انتهت بأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالتوبه عن الكافرين، وسورة الأحزاب أيضا بدأ بالتحذير له -صلى الله عليه وسلم- من طاعة الكافرين والمنافقين، وأمره -صلى الله عليه وسلم- بالتقوى وطاعة الله عز وجل.
لماذا سميت سورة الأحزاب بهذا الاسم؟
حصلت سورة الأحزاب على هذا الاسم. لأن السورة تضمنت ذكر الأحزاب التي خالفت المسلمين من كل جانب، من مشركي قريش وغطفان إلى المنافقين ويهود بني قريظة، لمخالفة المسلمين والنبي -صلى الله عليه- للقتال و سلم عليه – ويسمى أيضًا الفاضح. وذلك لأنها كشفت المنافقين على حقيقتهم وأظهرت حقدهم وعداوتهم وكراهيتهم للدين الإسلامي ولرسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وتعتبر هذه السورة من أشهر السور التي تحدثت عن المنافقين وبينت مدى ضررهم على المجتمع المسلم والدين الإسلامي.
انظر ايضا:
سبب نزول سورة الأحزاب
سبب نزول سورة الأحزاب أن أهل مكة والمنافقين واليهود هددوا بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم إذا لم يرتد عن الإسلام، فنزلت الآيات المتعلقة بسند ابن عباس وعن أبي هريرة رضي الله عنهما قال: دعا أهل مكة، وفيهم الوليد بن المغيرة، وشيبة بن ربيعة، على النبي صلى الله عليه وسلم عليه أن يرجع عن كلامه على أن يعطوه نصف أموالهم. وخاف المنافقون واليهود في المدينة أن يقتلوه إذا لم يرجع، وذلك بحسب الآيات التي ذكرها الواحدي في أسباب النزول أنها كانت عن أبي سفيان وعكرمة بن أبي جهل وأبي الأعور. نزلوا، فانطلقوا إلى عبد الله بن أبية، وهو أمير المنافقين، فضمن لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يكلموه، فعبد الله بن أبي سرح وطعمة. فوقف بن أبيرق معهم فسأل النبي – صلى الله عليه وسلم – وكان من حق عمر – رضي الله عنه – أن يقول إن آلهتهم اللات، آل – العزى ومناة شفعا ونفعا من عبدهما، فأرادا أن يتركا الرسول وشأنه، لكن كلامهما صعب على النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -: “ائذن لنا”. فلما قتلهم أخبره – صلى الله عليه وسلم – أنه قد أعطاهم الأمان، فقال عمر: “اخرج”. تحت لعنة الله وسخطه، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأمر بإخراجهم من المدينة، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
انظر ايضا:
ما هي الأحزاب التي حاربت المسلمين؟
اجتمعت الأحزاب لحرب المسلمين والرسول (صلى الله عليه وسلم) في السنة الخامسة للهجرة، وكانت الأحزاب المتجمعة هي:
- المشركون: تجمعت قبائل العرب داخل مكة وخارجها: من قريش، ومن كنانة وأهل تهامة وعدد من بني سليم، وعدد من بني أسد وغطفان من قبائل بني فزارة، وبنو مرة، وبنو أشجع. خرج معهم.
- اليهود: من بني النضير، وبني قريظة، وبني قينقاع.
- المنافقون: بنو حارثة وبنو سلمة.
موضوعات سورة الأحزاب
تحتوي السورة على العديد من المواضيع المهمة، وفيما يلي أبرز مواضيع سورة الأحزاب:
- وقد تضمنت السورة العديد من الضوابط الشرعية، مثل وجوب الحجاب، وآداب الوعظ، ووجوب اتباع الوحي. كما أوضحت أحكام الظهار ومنع التبني والعدّة غير الملزمة للمطلقة قبل الدخول وجعل القرابة والظهار أساس الميراث.
- الأمر بتعظيم النبي – صلى الله عليه وسلم – في بيته ومع الناس، والنهي عن إيذائه – صلى الله عليه وسلم -.
- التحذير من طاعة الكافرين والمنافقين وضرورة مخافة الله عز وجل.
- وقد خيرت أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – بين تركه أو البقاء معه – صلى الله عليه وسلم -.
- وبين أن لزوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- لهن مميزات على سائر الأمة: مثل مضاعفة أجر الطاعة، ومضاعفة العقوبة على المعصية.
- وبين عظم أمانة الفريضة، وبين عقوبة الكافر وثواب المؤمن.
- وذكرت السورة غزوة الأحزاب، وغزوة بني قريظة ونقضهم العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم. كما كشفت عن المنافقين وحذرت منهم.
- وتذكر المؤمنين بالنعم الكثيرة التي أنعم الله عليهم بها في غزوة الأحزاب عندما اشتد الوضع عليهم، وتذكر السورة المعجزة الخارقة التي أنعم الله عليهم بها عندما اكتشف مؤامرات أعدائهم مع النبي ردت الملائكة والرياح.
- شرح قصة زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وزينب بنت جحش زوجة النبي صلى الله عليه وسلم.
انظر ايضا:
مقاصد سورة الأحزاب
ومن المقاصد الرئيسية لسورة الأحزاب ما يلي:
- الحث على اللجوء إلى الله تعالى وحده في الأوقات الصعبة، فهو سبحانه قادر على تخفيف الكربات.
- وبينت السورة عناية الله -تعالى- بنبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وأنه -سبحانه وتعالى- اعتنى بحمايته من أعداء الإسلام.
- كما أظهرت مناقشة العديد من الضوابط الشرعية، مثل وجوب لبس الحجاب، والمنع من التبني، والظهار، والآداب الاجتماعية، مثل آداب الدعوة، الاهتمام بتنظيم المجتمع الإسلامي.
انظر ايضا:
وفي هذا المقال أجبنا على سؤال: لماذا سميت سورة الأحزاب بهذا الاسم، لأن الكفار اجتمعوا عليها من كل جانب، سورة الأحزاب كما أوضحنا من هي الأحزاب التي قاتلت المسلمين، وذكرنا المهم المواضيع التي تناولتها السورة، كما قمنا بالتعريف بالأهداف الرئيسية للسورة.