لماذا سميت سورة المرسلات بهذا الاسم؟ نزل القرآن الكريم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معجزة خالدة، وهي المعجزة المستمرة إلى يومنا هذا. وقد احتوى القرآن على عدد من السور الشريفة، منها سورة تسمى ال -مرسلات. ويوضح هذا المقال أهم المعلومات المتعلقة به، مثل سبب التسمية به، كما يوضح أسباب نزوله، ويذكر بعض مقاصده، وأثره في النبي وما نتج عنه من فضائل، وفي الختام وسيجد القارئ بعض الدروس المستفادة منه. .

لماذا سميت سورة المرسلات بهذا الاسم؟

افتتح الله تعالى سورة المرسلات بقوله تعالى: “”والمرسلات حسب العادة”” وعلى هذا يمكن القول أن هذه السورة سميت المرسلات، مع مراعاة أقوال أهل العلم الأولى المذكورة في فيه خلاف في معنى المرسلات، إذ ذهب جمهور العلماء إلى أن المرسلات هي الرياح، سواء كانت تجلب نعما أو عذابا، وقيل إن المراد بالرسل الملائكة الذين يأتون بالأمر والنهي. من أرسلهم الله تعالى. وقيل: المراد بالرسل الرسل الذين يخبرون الناس بما أرسلهم الله، وقيل: هم السحاب المحمل بركات أو لعنات.

انظر ايضا:

اسماء سورة المرسلات

وفي عهد الصحابة -رضي الله عنهم- كانت سورة المرسلات تسمى “سورة والمرسلات” حسب العرف، والدليل على ذلك الحديث المروي عن عبد الله بن مسعود حيث قال قال: بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار، نزلت عليه الآية: {والمرسلات بالمعروف}. [المرسلات: 1] كان يقرؤه، فأستقبله من فيه، فيرطب به فمه، فقامت علينا الحية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اقتلوهم). فركضنا إلى هناك فانصرف، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد وُقيت من شركم كما وُقيتم من شره).” رواه ابن عباس – رضي الله عنهما -. عنه -الله في حكمه- أنه قال: سمعته أم الفضل يقرأ: {والمرسلات على العادة} [المرسلات: 1] قالت: يا بني، والله لقد ذكرتني أنك قرأت هذه السورة. وهو آخر ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمغرب».

انظر ايضا:

نبذة مختصرة عن سورة المرسلات

تعتبر سورة المرسلات من السور المكية للقرآن الكريم وهي من أول السور التي نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والدليل أنها نزلت عليه عندما نزل واختبأ مع بعض أصحابه في غار منى، ومما يدل أيضا على أنها من السور المكية أنها تناولت مسائل الإيمان. وبينت أدلة قدرة الله – عز وجل – وتحدثت عن أمور الآخرة والغيبيات التي لا يعلمها إلا الله، ومعلوم أن كل ذلك من مميزات السور المكية، ونزولها. جاءت سورة المرسلات بعد نزول سورة الحمزة، وهي السورة السابعة والسبعون حسب ترتيب سور القرآن الكريم العثماني. وعليه فهي إحدى سور المفصل، ويبلغ عدد آياتها خمسين آية.

انظر ايضا:

أسباب نزول سورة المرسلات

وبعد البحث في الكتب والمواقع الإسلامية تبين أنه لم يرد سبب محدد في نزول سورة المرسلات إلا آية واحدة وهي قول الله تعالى: “وإذ قيل لهم اركعوا” لا يركعون» كما كشف ذلك العلماء في وفد ثقيف الذي قدم المدينة بعد هوازن وأعلن إسلامهم. فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة فأبوا. ثم أخبرهم النبي أنه لا خير في دين لا ركوع فيه ولا سجود، وهذا رأي بعض أهل العلم، إلا أن ابن عاشور أشار إلى أن هذا هو سبب كتابه: “التحرير والتنوير”.

انظر ايضا:

مقاصد سورة المرسلات

حققت سورة المرسلات عددا من الأهداف وهذه الفقرة تلخص هذه الأهداف في عدة نقاط على النحو التالي:

  • وقد بين الله تعالى في هذه السورة الكريمة أن القيامة حق وأن يوم القيامة آت لا ريب فيه وأقسم ذلك في المرسلين.
  • وقد أخبرنا الله تعالى عن مصير القرون الماضية وكيف سيهلك المكذبون منهم، وتوعد المكذبين من أمة محمد بذات المصير.
  • وفي سورة المرسلات أنعم الله تعالى على خلقه بما أنعم عليهم من الخلق والتعليم.
  • وصف الله تعالى في هذه السورة العذاب الذي سيواجهه الكفار يوم القيامة، بما في ذلك الطريقة التي يتحول بها الأطفال الصغار إلى اللون الرمادي من الرعب.
  • كما وصف الله تعالى النعيم الذي ينال المتقين يوم القيامة والذي يتمثل في الكرامة في جنات النعيم.

انظر ايضا:

تأثير سورة المرسلات على النبي

وكان لسورة المرسلات تأثير كبير على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث أشيبته، والدليل على ذلك حديث الترمذي عن عبد الله بن عباس عليه السلام. “وعنه – رضي الله عنه – حيث قال: “قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، لقد شيبت. قال: شيبت من هود والحادثة الرسل وما سألوا ولما انقلبت الشمس» وسبب هذا التأثير لما جاء في أخبار القيامة والأهوال. لما فيه من عذاب، بالإضافة إلى العذاب الذي سلطه الله تعالى على الأمم السابقة التي كذبت رسله.

انظر ايضا:

فضل سورة المرسلات

ليس هناك فضل محدد في سورة المرسلات، وجميع الأحاديث الواردة فيها أحاديث ضعيفة. وقد ذكرها الفيروزآبادي في أحد كتبه ووصفها بالضعيفة. ولم يرد في هذه الفقرة من هذه المادة إلا هذه الأحاديث للتحذير منها، وذلك على النحو التالي:

  • الحديث الأول: «من قرأ سورة المرسلات كتب أنه ليس من المشركين».
  • الحديث الثاني: «يا علي من قرأها أظله الله في ظل عرشه مع الصديقين والشهداء، وكتب الله له بكل آية يتلوها ألف حسنة».

دروس وعبر من سورة المرسلات

وفي الفقرة الأخيرة من المقال لماذا سُميت سورة المرسلات بهذا الاسم، نذكر بعض تعاليم وتعاليم هذه السورة الكريمة، كما يلي:

  • إن الله تعالى يعاقب كل من يكذب عليه بشدة.
  • إن وجود الكذابين لا يقتصر على زمن معين، بل هم موجودون في كل العصور، والعبرة من ذلك هي دعوة الدعاة إلى الله ألا ييأسوا مما يواجهون من معارضة.
  • إن الله تعالى جعل يوم القيامة من الغيبيات لأسباب كثيرة، منها أنه لا ينبغي للإنسان أن يغتر بطول العمر فيؤجل توبته إلى قبيل موته.
  • فالله سبحانه وتعالى القادر على الخلق من العدم قادر على تحقيق رغبات عباده.
  • ومن حقه الخالص أن يشكر الله تعالى على النعم التي أنعم بها على عباده.
  • فنتيجة الأمر لصالح من يؤمن بالله، ومن هذا المنطلق يجب أن يطمئن الداعية مهما تعرض للسخرية والتعب والبؤس.
  • فالدنيا زائلة وما هي إلا رحلة قصيرة ومن هذا المنطلق يجب على المسلم أن يدرك أن النعيم الذي ينعم به المفسدون والطغاة لن يدوم وسيزول في وقت ما.

وبهذا انتهى هذا المقال الذي أجاب على سؤال لماذا حصلت سورة المرسلات على هذا الاسم ووضح أسماء هذه السورة الكريمة. ثم تم ذكر نبذة مختصرة تحتوي على أهم المعلومات المتعلقة بسورة المرسلات وأسباب نزول سورة المرسلات وكذلك نزولها وشرح مقاصدها وأثرها على رسول الله، وقد ذكر رضي الله عنه صلى الله عليه وسلم الحديث عن فضائلهم وأخذ بعض العبر منهم.