لماذا سميت معركة نهاوند بفتح الفتوحات؟ وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، استمر عليه الخلفاء الراشدون ومن بعدهم من خلفاء الإسلام، ومن أشهر هذه الفتوحات والمعارك وكانت معركة نهاوند التي سُميت “فتح الفتوحات”. وفي هذا المقال سنتعرف أكثر على معركة نهاوند ولماذا سُميت بهذا الاسم.

معلومات عن معركة نهاوند

وقعت معركة نهاوند في العام الحادي والعشرين للهجرة في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بالقرب من مدينة نهاوند في بلاد فارس بين المسلمين بقيادة النعمان بن مقرن المزني والفرس الذين شكلوا في ذلك الوقت الدولة الساسانية بقيادة الفرزان، وانتهت هذه المعركة بانتصار حاسم للجيش الإسلامي على الفرس وانهيار الإمبراطورية الساسانية بعد أن استمر الحكم. سنة 416 استشهد في هذه المعركة قائد جيش المسلمين النعمان بن مقرن المزني.

لماذا سميت معركة نهاوند بفتح الفتوح؟

وسميت معركة نهاوند بـ”فتح الفتوحات” لأن المسلمين في هذه المعركة تمكنوا من هزيمة الفرس وكسر قوتهم في المنطقة وتدمير الإمبراطورية الساسانية بعد أن حكمت 416 سنة وفتحت بلاد فارس بأكملها. وكانت هذه المعركة من الملاحم البطولية التي استشهد فيها عدد من المسلمين ومن بينهم قائد جيش المسلمين وقيل أن القائد الفارسي تخلى عن المعركة وهرب بعد الخسارة الكبيرة التي لحقت به وبجيشه وحدث له إلى الدولة الساسانية.

انظر ايضا:

سبب معركة نهاوند

وقد بلغ إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه بعد الانتصارات والفتوحات المتوالية للمسلمين، جمع ملك الفرس حشدًا كبيرًا في بنهاوند وعين ذو الحاجب قائدًا لهم. وكان قائدهم بالعراق وفارس نحو 150 ألف شخص، فلما سمع عمر بن الخطاب: «رضي الله عنه»، سأل المسلمين من حوله، ثم قال: «أوصيهم» هذا الرجل كان النعمان بن مقرن المزني فبعث إليه.” رسالة إلى أهل البصرة وثلثي سكان الكوفة، وأن حذيفة بن اليمان يخلفه إذا استشهد. ثم جرير بن عبد الله رضي الله عنهم أجمعين.

الأحداث القتالية

وسار النعمان نحو نهاوند بجيش المسلمين البالغ عدده ثلاثين ألف رجل، ليقابل جيش الفرس البالغ عدده مائة وخمسين ألف رجل. ولما وصلوا إلى نهاوند، ثقب فأس حديدي حافر الحصان الذي نصبه الفرس على المسلمين، فتوقف المسلمون وطلبوا النصيحة من أصحابه. فقالوا: سنريهم أننا مهزومون، ثم نهاجمهم، فاستسلم الفرس لهذه الحيلة وكنسوا الشوك وخرجوا لقتال المسلمين، لكن المسلمين هجموا عليهم بعد أن هاجمهم النعمان. نظم وحشد وأعد الجيش للمعركة، ودارت معركة شرسة بين الجانبين، وفي اليوم التالي دار نقاش بين الجانبين، واختبأ الفرس في الخنادق، وخشي النعمان أن يتطور الأمر. فتباطأ طويلاً، فاستشار أصحابه ونصحه طلحة، فقال: أرى أن ترسل خيلاً مشرفة فينظروا إليها ثم يطلقون ليأخذوا واحداً فيبدأ القتال ويسحقهم. إذا أرادوا أن يهزموهم ويختلطوا بهم وينصرفوا، فيظهرون لنا استطرادا، ففعل ذلك وانصرف جيش الفرس كله. كان يوم الجمعة، ومع شروق الشمس، أمر النعمان بالقتال. فكبر التكبيرة الأولى، ثم الثانية، ثم قال: «اللهم قوي دينك، وانصر عبادك، واجعل النعمان أول شهيد اليوم، تقوي به دينك، وتنصر عبادك». لأدرك أن عيني مفتوحتان اليوم على مجد الإسلام. رحمك الله.” ثم كبر النعمان التكبير الثالث، واشتد القتال فيما بينهم صفوف الفرس، وفاضت الأرض بالدماء وسقطت بين حدوات الخيل، ثم قُتل الأخ نعيم وسلموا الراية وأعطوها لحذيفة بن اليمان. وأبلغ المسلمون بخبر استشهاد النعمان حتى لا تضعف عزيمتهم وبالتالي يخسرون واستمرت المعركة حتى بدأ الفرس بالفرار، فانتهى بهم الأمر في واد وسقطوا فيه. فيسقط واحد منهم ويسقط معه ستة. ومات منهم في هذا الوادي أكثر من ثمانين ألفاً، وبلغ مجموع من مات من الفرس في هذا الوادي نحو مائة ألف شخص، وانتهت المعركة بانتصار ساحق للمسلمين وتدمير الإمبراطورية الساسانية. ودخل المسلمون نهاوند بقيادة حذيفة بن اليمان الذي قاد النعمان بن مقرن سنة 21م قائدا للجيش.

انظر ايضا:

أهمية معركة نهاوند

وانتهت معركة نهاوند بانتصار المسلمين على الفرس في ملحمة بطولية ألحقت بالفرس خسائر فادحة ودمرت الدولة الساسانية. ومن أهم نتائج هذه المعركة وأهميتها التاريخية ما يلي:

  • الدفاع عن الهجوم الكبير الذي أراد الفرس شنه بعد حشد 150 ألف مقاتل والذي كان سيشكل خطراً على المسلمين.
  • أدى القضاء على الإمبراطورية الساسانية، التي استمرت حوالي 416 سنة، إلى كسر قوة الفرس والحد من نفوذهم.
  • وبعد هذه المعركة غزا بلاد فارس كلها.

قائد معركة نهاوند

النعمان بن مقرن المزني كان من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمير قبيلة مزينة الذي عاش بالقرب من المدينة المنورة، وبطل غزوة نهوند. وأسلم في أول الدعوة النبوية الشريفة عندما قال لقومه: “يا قوم، والله ما علمنا عن محمد إلا خيرا، وما سمعنا بدعوته إلا الرحمة والخير والعدل”. فلماذا نتركه والناس يسارعون إليه؟” ثم تابع: “لقد قررت أن أذهب إليه عندما أستيقظ في الصباح. ومن أراد أن يكون معي فليستعد أن الله أمير المسلمين في ملحمة تاريخية، معركة نهاوند، وختم استشهاده فيها.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان “لماذا سميت معركة نهاوند بفتح الفتوحات” والذي تعرفنا فيه على واحدة من أهم المعارك التي خاضها المسلمون ضد الفرس في أرض نهاوند بالقرب من طهران، والتي انتهت بانتصار ساحق للجيش الإسلامي على الفرس وانهيار الإمبراطورية الساسانية. وإذا كان حكمهم دام 416 سنة فنتمنى أن تكونوا قد استفدتم منه. وإلى اللقاء في مقالات أخرى.