لماذا عاشوراء يكفر سنة ويوم عرفة يكفر سنتين، إن عاشوراء ويوم عرفة يعتبران من الأيام المهمة في الإسلام، حيث أنهما يكفران عن الذنوب والخطايا. ففي عاشوراء، يحتفل المسلمون بذكرى إنقاذ النبي موسى (ع) وأتباعه من فرعون، فيما يُعدُّ يوم عرفة أحد أهم أيام شهر ذي الحجة، إذ أن رمي الجمرات والصلاة في مزدلفة تُشكِّل جزءًا من مناسك الحج. كما إن قضاء صوم يوم عاشوراء يكفر سنة مضت، في حين أن صيام يوم عرفة يكفر سنتين مضت، وهذه فرص كبيرة للتقرب إلى الله والتخلص من الذنوب.

لماذا عاشوراء يكفر سنة

تعد عاشوراء من الأحداث التاريخية المهمة بالنسبة للمسلمين، وتحظى بمكانة خاصة في الثقافة والتقاليد الإسلامية. إلا أن هناك بعض المفاهيم المتعلقة بهذه المناسبة تثير الجدل، ومنها فكرة أن صوم يوم عاشوراء يكفر ذنوب سنة كاملة. ولكن لماذا هذا الصوم يعتبر كفارة؟

موقف الشريعة من فكر أن عاشوراء يكفر سنة

على الرغم من أن بعض الأشخاص يعتقدون أن صوم يوم عاشوراء يكفر ذنوب سنة كاملة، إلا أن هذا الاتجاه غير صحيح ولا يتمتع بأساس شرعي.

فالإسلام لا يؤمن بأية مفاهيم تتطلب التكفير من خلال الصوم، ولا يجبر المسلمين على الصوم إلا في الأيام الخمسة المحددة كحق أساسي في الدين. وذلك لأن الإسلام لا يؤثر على المستوى المادي فحسب، وإنما يهدف إلى تحقيق حالة دائمة من التزام المسلمين بالقوانين والأعراف التي قد طبَّقتِ في هذا الدين.

ورغم أن الشريعة لا تقبل فكرة التكفير من خلال الصوم في عاشوراء، إلا أن صوم هذا اليوم يوجد له فضل وحكم خاصة بالإضافة إلى احترام المسلمين لهذه الأحداث التاريخية.

الفضل والحكم المتعلقة بصوم عاشوراء

تُعد عاشوراء من الأحداث التاريخية الهامة في حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كما أنها ذات أهمية كبيرة في تاريخ الإسلام. ففي هذا اليوم، نجى موسى عليه السلام وأتباعه من فرعون، وفي الإسلام يُعَدّ الصوم في هذا اليوم صيامًا سنة مستحبة.

ومن أهم المزايا والحكم المتعلقة بصوم عاشوراء:

  • تجديد النية للصوم: يُعدُّ صوم عاشوراء فرصةً جيدةً لتجديد النية للصوم، حيث يكون هذا الصيام في بداية السنة الهجرية. وبذلك، يتذكر المسلمون الأخلاق التي يجب أن تتحلى بها في صيامهم طيلة العام.
  • الغفران: إذا كان الصوم صادقًا وبعزم قلب، فإن ذلك سيؤدي إلى مغفرة ذنوب المسلم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صِيامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ”، وذلك يعني أن الله سيغفر ذنوب المسلم له في هذا اليوم.
  • الابتعاد عن الشهوات: يجب أن يُحافظ المسلم على تقواه وعدم الانجرار وراء الشهوات، والصيام في عاشوراء يساعد بشكل كبير على تحقيق ذلك. ففي هذا الصوم، يتحكم المسلم بأولوياته ولا يترك نفسه لإضعاف شديد بسبب التمتيع بالطعام والشراب.

أحكام متعلقة بصوم يوم عاشوراء

يعتبر صوم يوم عاشوراء سنة مستحبة للصوم، وهناك بعض الأحكام المتعلقة بهذا الصوم، والتي نذكرها فيما يلي:

  • الإفطار: يجوز للمسلم تأخير الإفطار إلى أن يدخل الليل بغية التقرُّب من رحمة الله، وبناءً على قوله تعالى “فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ” (سورة البقرة: 187).
  • الافتراء: تجب صلاة مغرب ذات اليوم، ثم صلاة عشاء ذات نفس اليوم، ثم صلاة فجر في يومٍ آخرٍ.
  • الصدقة: من المستحسن جدًّا إطعام المسكين في يوم عاشوراء، وذلك يعد من المحسنات التي يقترحها الإسلام.
  • القيام: يساعد القيام للصلاة في الليل على تحقيق تقربٍ أكبر من الله، وذلك بتلاوة آيات وأذكارٍ قرآنية خاصة، والصلاة في هذا اليوم تُعَدّ صلاة نافلة مستحبة جدًا

في النهاية، فإن صوم يوم عاشوراء يحظى بأهمية كبيرة في حياة المسلم، وتجديده لروحانيته. ومن خلال التزام المسلم بهذه الأحكام والطقوس، سيستطيع تحسين/تقوية علاقته بالله، وزيادة إيمانه.

لماذا عاشوراء يكفر سنة ويوم عرفة يكفر سنتين، بالإضافة إلى التقليد والعادات، يؤمن المسلمون بأهمية الأعمال الصالحة والتوبة في دفع الخطايا. ولذلك يُعتبر صيام عاشوراء كفارة لسنة مضت، لأنه يُظهر التوبة من الذنوب والخطايا. أما يوم عرفة فهو من أعظم الأيام عند الله، حيث يغفر فيها الذنوب الماضية والحاضرة، لذلك يُعتبر صيام يوم عرفة كفارة لسنتين. وبهذا تتجدد روح المسلم بالإيمان والتقرُّب إلى الله.