لماذا لا يوجد مطار في مكة؟، تعد مكة المكرمة من أهم المدن في العالم الإسلامي، حيث يقصدها الملايين من المسلمين سنوياً لأداء الحج والعمرة. وعلى الرغم من ذلك، إلا أنه لا يوجد مطار كبير في المدينة، بالرغم من توافد الزوار إليها بشكل مستمر. ولكن على الرغم من ذلك، فإن هذا لا يعني أنه لا يوجد مطارات قريبة من مكة، حيث يمكن استخدام مطار جدة أو المدينة المنورة للتوجه إلى مكان الإقامة. وتفيد السلطات السعودية أنها تعمل على خطط لإقامة مطار دولي في مكة في السنوات القادمة، مما سيجعل التحضيرات للحج والعمرة أسهل بكثير.
لماذا لا يوجد مطار في مكة؟
يُعَدُّ الحج والعمرة من أهمِّ الركائز الأساسية لدى دين الإسلام، وبالتالي فإنَّ مدينة مكة هي المَقْصَدُ الأول للملايين من المسلمين حول العالم كُلَّ عام. وفي ظل هذا التوجّه الكبير نحو هذه المدينة، تعاني الطائرات التابعة لخطوط الطيران من صعوباتٍ كثيرة عند استخدام مطار جدة؛ إذ تتطلب المسافة بين جدة ومكة على الأقلّ 100 كيلومتر، وهو أمر يضع عبئًا كبيرًا على المسافرين والشركات على حد سواء. وهذا ما يولِّد السؤال التالي:
ما هو سبب عدم وجود مطار في مكة؟
تُعَدُّ قضية عدم وجود مطارٍ في مكة من المسائل المُستفزّة للكثير من المسافرين، الذين يُحْسِنُون باستمرار بالحاجة إلى تقديم الخدمات اللوجستية الإضافية لتحويلهم من جدة إلى مكة، وهو أمر يضيف نفقاتٍ إضافية لحساباتهم.
ولكن على الرغم من ذلك، فإن عدم وجود مطارٍ في مكة ليس موضوعًا جديدًا، حيث إن الوضع كان على هذا النحو منذ القدم. ورغم أنَّه ليس هناك مطارٌ رسمي في مكة، فإنه يتوفر خدماتٌ للهبوط الطائرات على سطح بعض المدارج المحيطة بالمدينة؛ ولكن هذا يتطلب التوصيل البري للمسافرين إلى مكة بعد الهبوط، وهو ما يضيف تعقيداتٍ أخرى.
بعض الشائعات التي تُدَاولَتْ عن عدم وجود مطارٍ في مكة
منذ أن بدأت العاصمة المقدَّسة للإسلام جاذبية حشود المسلمين من جميع أنحاء العالم، ظهرت العديد من الشائعات المتعلقة بها وبسببها، ولكن كثيرًا من هذه الشائعات تجري على مضخَّتها، كما يلي:
الشائعة الأولى: “لا يوجد مطارٌ في مكة بسبب نصوص دينية”
تروّج بعض الأفراد والجماعات المؤيدة لهذه النظرية على أنَّ شرف هذه المدينة الحبيبة التي تحتضن المسجد الحرام – والذي يُعَدُّ وجهةً للصلاة للملايين من المسلمين – يحرم إقامة أيِّ مطارٍ رسميٍ في مكة، لأن ذلك سيتطلب استخدام التكنولوجيا الحديثة وإضافة المزيد من الفوضى والتعقيدات إلى هذه المدينة الشريفة.
ولكن، فإنَّ هذا الادعاء لا يستند إلى أية نصوص دينية، حيث تشير الأحاديث النبوية على وجود قدر كبير من المرونة في مجال تطوير خدمات الحج والعمرة، بشرط عدم التعدي على مبادئ هذا الدين الحنيف.
الشائعة الثانية: “لا يوجد مطارٌ في مكة بسبب قرار منظمة الطيران المدني”
تُقَالُ هذه المعلومات بانتظام، ولكنها لا تمت للواقع بصلةٍ. إن منظمة الطيران المدني الدولية مؤسسة عالمية مستقلة، ولا يمكن أن تلغي حق استخدام الأجواء في أيِّ جزءٍ من العالم كان، باستثناء الأماكن التي تحظر فيها الطيران، وهذا يتعلق بالأمان والأمور المتعلقة بالسيادة الوطنية.
تفسيرات علمية تنفي الشائعات المنتشرة حول عدم وجود مطارٍ في مكة
بغض النظر عن الأسباب الدينية والقانونية، فإنَّ هناك أسبابًا علميةً ومنطقية تفسر لماذا لا يوجد مطارٌ رسميٌ في مكة، وهي كالتالي:
الإمساك السيئ
تحتوي منطقة مكة المكرَّمة على جبال شديدة التموج، وهذا يُعَدُّ عاملاً صعبًا تجعل من الصعب إزالة التحديات التي يواجهها المطار. فقد تكون المسافات بين المصارف غير مستقرة (خصوصًا في حالات الأمطار الغزيرة)، مما يجعل الإقلاع والهبوط أمرًا صعبًا جدًا على طيَّاري الطائرات.
الأماكن الخضراء
تحيط منطقة مكة المكرَّمة بعدد كبير من المساحات الخضراء، وتذهب هذه المساحات إلي آفاق أكثر ارتفاعًا. وهذا يجعل من الصعب بناء مطار رسمي في قلب هذه المدينة دون إتلاف تلك المساحات. وهذا سيؤدي إلى تغيير صورة هذه المدينة التاريخية.