واختيار القول “الله أعلم” وهو كاذب عادة مكروهة عند الناس. ويقود من يفعل ذلك إلى طريق العار والمهانة، حيث يفقد ثقة القريب والبعيد. كثير من الناس يكذبون، سواء بقصد أو بغير قصد، وهم لا يعرفون ماذا يفعلون، ولا بد من كسر هذا السوء العادة تخلص منها، وفي هذا المقال سنتعرف على ما حكم قول “والله أعلم” وهو كذب.
وحكم قول “والله أعلم” كذب
وفي هذه المسألة خلاف بين أهل العلم، إذ لا بد من معرفة نية القائل. وقد رأى الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- أن من يقول هذا فهو كاذب، وهذا حرام أدنى شك وخطير جداً، لكنه لم يشر إلى احتمال الكفر، فإن الخطأ جسيم الأمر خطير. والكلام أخطر من الكذب المطلق، لكنه لا يصل إلى حد الكفر، وهذا القول واحد صحيح، وقد دعا إليه المذهب الحنفي أيضاً، كما قال السمرقندي في تحفة الفقهاء: “وكان المشايخ ” فالواضح فيه لا يتفقون، والصحيح أنه لا كفر “. وكما في “الإجابة النجدية” قال الشيخ عبد الله بن محمد آل الشيخ: “إن الإثم والحرج على من ومن يقول: الله يعلم فلاناً، وهو كذاب، فهو كذب وافتراء، ولا يكون تركاً. ومن الأدلة الواردة في الفقه الإسلامي أنه إذا علم أن ما يقوله كافر فهو كافر. فإنه بذلك قد اختار الكفر، وإذا حكم على من قال ذلك بالكذب، فعليه أن يقتصر على علم القائل بضرورة قوله، لينسب إليه الجهل إلى الله تعالى. أو علم أن هذا القول كفر ثم قاله عمداً، كما في حاشية القليوبي: «إذا قال: الله أعلم أو الله يشهد». فإن صدق فلا بأس، وإن كذب فهو حرام. بل إذا نوى أن يعلم الله وكذب فهو كفر والله تعالى أعلم.
انظر ايضا:
حكم من قال: الله يعلم أني لا أفعل هذا الذنب، ففعله
جمهور العلماء والفقهاء متفقون على أن الكفر لا يقع على من قال: يعلم الله أني لا أفعل كذا، ثم فعل. لكن الخلاف نشأ حول وجوب أداء اليمين. فهل هذا يوجب الكفارة أم لا؟ واختلف بعضهم في أن ذلك يوجب الكفارة، وقال آخرون: لا كفارة عليه، وقال القرافي في الذخيرة وفي البيان: “والله أعلم هل فعلت ذلك”. استبقاه مالك بالتكفير وأعطاه منزلة القسم بالله، جاء الخليل تعالى بما يلي: “وقول الحالف: الله أعلم أو الله أعلم ليس بيمين، بخلاف صاحب العقارات في الأرض”. “والثاني مثله في لفظ البيان على ما يقول بعضنا.” “نعم، يستحب جعل الكفارة على الأحوط، وجعلها منزلة علم الله مصدرا”. وغير ذلك تجب الكفارة “، عليه الصلاة والسلام أعلم.
حكم من قال: يشهد الله أني لا أسمع موسيقى، ثم سمعها
إنما الأعمال بالنيات، وكل إنسان يحاسب على قدر نيته. ومن كذب في نيته فقال شهد الله لا أفعل كذا ثم فعل فقد أتى إثما كبيرا وهو افتراء على الله تعالى وشبهه بمن قال: لم أستمع إلى الموسيقى وندمت عليها. ولكنه في الحقيقة كذاب يريد أن يبرئ نفسه ويتخلص من ذنب الناس، لكن إذا صدق الإنسان في نيته فلا ضرر عليه ولا لوم، كما جاء في حاشية القليوبي كما يلي: «وإذا قال: الله أعلم أو الله يشهد، فإن صدق فلا بأس، وإن كذب فهو حرام. بل إذا نوى أن الله يعلم ذلك وكذب كفر، كما قال النووي قال علاء الدين السمرقندي رحمه الله: «فإذا قال: الله يعلم أنه فعل كذا وكذا». فهو يعلم أنه لم يفعل ذلك. ولم يتفق المشايخ على هذا، لكن الصحيح أنه إذا كان صادقاً فيما يقول لم يكفر، وإذا كان كاذباً كان هذا القول المحرم كفراً. ولأن كلامه يوحي بأن الله يعلم الأمر على خلاف ما هو عليه، وبالتالي فهو وصف لله بالجهل، فالله أعلى منه بكثير.
انظر ايضا:
فهل يمكن أن يقول: الله أعلم كذا وكذا؟
والله تعالى هو عالم الغيب. إنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، ويعلم كل شيء في هذه الحياة. ولذلك يجوز للإنسان أن يقول إنه يعرف كذا، فلا حرج في ذلك، ولا حرج في ذلك، أما إذا كان كاذباً وقال: الله يعلم كذا. والحقيقة مختلفة، هل هذا أمر خطير في كتب الحنفية، فمن قال هذا والحق مختلف فقد أصبح كافراً خارجاً عن الملة. فإذا قلت: “الله يعلم أنني لم أفعل ذلك”، وأنت الذي فعلت ذلك، فهذا يعني أن الله غافل. «الله يعلم أنني لم أزر فلانًا» وأنت زائره. ولا يعلم الله ما سيكون، ومعلوم أن من أنكر معرفة الله فهو كافر، ولهذا قال الشافعي. قلت – رحمه الله – في القادرية: “جادلوهم في العلم، فإن أنكروا لم يؤمنوا، وإذا أقروا به جادلوا بما ذكر”. “وفوق قول من قال: “هو أعلم”. “والله، إذا قاله وكان الأمر مخالفاً لما قال، فإن ذلك خطير جداً ومحرم بلا شك، أما إذا كان صادقاً والشيء فإن كان صادقاً موافقاً لما قال، فلا حرج في ذلك، لأنه صادق فيما قال، ولأن الله بكل شيء عليم، وذلك ما قاله الله تعالى: والنبي صلى الله عليه وسلم والسلام، والله ورسوله أعلم.
فهل يجوز قول “الله أعلم” وهو صحيح؟
فالشخص الصادق مع الله تعالى والصادق مع نفسه يمكن أن يقول “الله أعلم” لتأكيد صدق قوله، وهو تعالى الذي يعلم الغيب، كما جاء في القرآن الكريم: “وَقَالُوا نَحْنُنَا” “والله أعلم.” ولا بأس أن يقولها، ولا إثم على قائلها، ولكن الأعظم والأعظم مصيبة من قال: الله أعلم وهو كاذب، ومن قال: “الله أعلم وهو كاذب”. ومن قال ذلك فهو حسب كتب الحنفية كافر خارج عن الملة “لم يفعل ذلك” وهو موضوعه؛ والخلاصة أن الله لا يعلم الأمر، وأنه سبحانه لا يعلم ما يحدث، ومعلوم أن كل من ينكر علم الله عز وجل فهو كافر، ولهذا السبب، قال الشافعي – رحمه الله – في القادرية: “جادلوهم في العلم، فإن أنكروا به كفروا، وإذا اعترفوا به جادلوا من”. قال: الله أعلم، إذا قاله وهو صادق، وكان الأمر موافقاً لما قال، فهذا يجوز، ولا حرج فيه، ولا حرج في ذلك، لكن إذا ويقول إن الكذب لا شك أنه حرام، بارك الله فيه. والله أعلم.
انظر ايضا:
وقد أوضحنا لك في هذا المقال أن القرار بقول “والله أعلم” كذب هو محل خلاف بين أهل العلم. ومنهم من رأى أن ذلك حرام وخطير جداً، لكنه لم يلجأ إلى الكفر، ومنهم من رأى إثماً وحملاً كبيراً على نفسه، والعليم آمن أمام الله تعالى ورسله الكرام. .