لقد ترك الرسول صلى الله عليه وسلم إرثا عظيما لا يمكن أن نحيد عنه أبدا، وهو القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ولكن في ظل التطور التكنولوجي وتقليد الغرب فإنه ظهرت تسريحات شعر غريبة كانت تعرف سابقاً بالقزع، لكن ما حكمها؟ هذا ما نقدمه لك.
حكم القضاء في الإسلام
القزع يعرف في أصل اللغة بأنه حلق بعض الشعر مع ترك البعض الآخر في مناطق أخرى من الرأس، ويتساءل كثير من الناس عن رأي الشرع في ذلك.
ومن الجدير بالذكر أن جميع الفقهاء ومنهم أئمة المذاهب الأربعة: الحنفي والمالكي والشافعي والحنابلة، أجمعوا على أن القزع أمر مكروه ومحرم على النبي صلى الله عليه وسلم. ويمكن استخلاص ذلك من الأحاديث النبوية الشريفة في السنة النبوية:
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: (رأى النبي صلى الله عليه وسلم غلاماً قد حلق بعض شعره وبقي بعضه، فنهى عن ذلك، وقال: «احلقوا كل شيء أو اتركوا كل شيء» الراوي: عبد الله بن عمر |. المحدث: الألباني |. خلاصة حكم الحديث: إسناده صحيح على شرطه الشيخان الخلاصة : رواه أبو داود (4195) واللفظ له والنسائي (5048) وأحمد (5615) مع اختلاف يسير.
وعن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القزع) قال: قلت لنافع: ما هي قزة ؟ قال: يحلق بعض رأس الصبي ويترك بعضه. الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 5920 | خلاصة قرار الحديث: [صحيح]الخلاصة : رواه مسلم (2120) باختلاف يسير
ولذلك فإن تنظيم القزع غير معتمد شرعاً، ولكن من الأمور المباحة قص الشعر أو تخفيفه من الجوانب، مع مراعاة ألا يكون قص شعر تشبهاً بالكفار أو الفساق.
وكان الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله أيضاً من المشايخ الذين أفتاوا في القزع. وشدد على أنه لا يجوز حلق بعض الشعر وترك البعض الآخر (أي مفهوم القزع)، واستند في رأيه إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي دعا إلى الحلاقة. كل الشعر، قومي بإزالة الشعر أو اتركيه بالكامل.
ولذلك يجب علينا أن نقتدي برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:
(ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا ما استطعتم) الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم: 1337 | خلاصة قرار الحديث: [صحيح]
وكما يقول الله تعالى:
«وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا». [ الحشر: 7]
هل تستطيع قتل الذباب وهل ضرب الذباب حرام؟
أسباب حظر غزة
إن الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم لا يحرم علينا شيئا إلا كان شرا لنا، وهو ما يكتشفه العالم شيئا فشيئا. وأسباب المنع كثيرة، منها:
- تقليد الكفار: في فترة الجاهلية كان الكفار وعلى رأسهم رهبان النصارى يحلقون شعرهم: الله عز وجل.
«يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعض ومن يتولهم منكم فهو منهم». [ المائدة: 51]
- اقتد بالرسول: النبي لم يحلق شعره قط، ونحن الأمة الإسلامية نقتدي به فهو حبيبنا وشفيعنا يوم القيامة.
- ومن تشويه الأخلاق: فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن كل ما يؤدي إلى ذلك. إساءة وأما الخلق الذي وجد الإنسان نفسه فيه فقد أخبرنا الله تعالى بأحسن صورة:
«ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم». [ التين: 4]
- التشبه بالنساء: حيث تقص المرأة جزءاً من شعرها وتترك جزءاً منه قائماً أو تسوي أطرافه ونحو ذلك مما لا يجوز للرجال فعله. ولما كان هذا هو التشبه بالنساء فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عنه عندما قال:
(لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال) الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 5885 | خلاصة قرار الحديث: [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح الحديث
- التشبه بصورة الشيطان: القزع هو أحد الأشكال التي يتخذها الشيطان ولذلك لا يجوز للمسلم أن يقلد من انحرف عن رحمة الله عز وجل.
أشكال القزة المحظورة
ولا بد من العلم أن القزع لا يعتبر نوعاً واحداً، بل هناك أنواع كثيرة يجب النظر فيها بعناية من أجل الابتعاد عنها واتباع سنة نبي الله محمد. عليه أفضل الصلاة والسلام.
- النوع الأول: في هذا النوع من القعدة، يحلق الإنسان زاوية رأسه فقط، ويترك باقي الرأس كما هو.
- النوع الثاني: أن يحلق الإنسان وسط رأسه، ويترك جوانب الرأس.
- الطريقة الثالثة: حلق جميع جوانب الرأس وترك الوسط.
- النوع الرابع: يتم حلق الشعر بشكل عشوائي من اليمين واليسار، وجزئياً من الخلف والأمام من الرأس.
- النوع الخامس: ظهور خطوط عشوائية في الشعر مما يؤدي إلى سوء مظهر الشخص.
ويجب علينا الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وترك كل حرام حتى ننال شفاعته يوم القيامة. فهو قدوة لنا في كل أقوالنا وأفعالنا. وخاصة القز الذي أصبح شائعا في الآونة الأخيرة.