ويرتبط يوم شم النسيم بالبعث لعدة أسباب تاريخية وثقافية ودينية، مما يجعله مناسبة خاصة تجمع بين رائحة الماضي وحاضر الحياة في مصر.
لماذا يرتبط شم النسيم بالبعث؟
يرتبط يوم شم النسيم يوم القيامة لعدة أسباب تاريخية وثقافية:
- أصول مصرية قديمة
ويعود تاريخ شم النسيم إلى عيد “شمو” عند المصريين القدماء، والذي كان يتم الاحتفال به تزامنا مع الاعتدال الربيعي، أي دخول الشمس في برج الحمل. واعتبر هذا اليوم رمزا لانتصار الخير على الشر، والنور على الظلام، والحياة على الموت، وذلك تمشيا مع أسطورة إيزيس وأوزوريس. وبمرور الوقت، أصبح “شمو” مرتبطًا بعيد القيامة المسيحي، خاصة بعد تنصير مصر.
- التقويم القبطي
ويعتمد تحديد تاريخ شم النسيم على التقويم القبطي الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية ويحتفل بالقيامة في هذا التقويم بعد عملية حسابية معقدة تعتمد على دورات القمر والشمس “اثنين الفصح” يوم الاثنين. بعد القيامة) يقع في نفس الوقت تقريبًا الذي تدخل فيه الشمس علامة حمل شم النسيم. مما يجعله موعدًا مثاليًا للاحتفال بـ “شم النسيم”.
- دلالات دينية
وتمثل القيامة المسيحية انتصار المسيح على الموت وهي رمز الرجاء والتجديد وهو ما يتوافق مع دلالة شم النسيم كرمز لعودة الحياة مع أكل السمك والبيض أكل شم النسيم يمثل الرموز المسيحية: السمك يمثل المسيح والبيض يمثل القيامة.
- العادات والتقاليد
عادات وتقاليد شم النسيم أصبحت مع مرور الوقت مرتبطة بيوم القيامة، مثل تبادل الزيارات العائلية، وتناول الأطعمة الخاصة بهذه المناسبة، والخروج إلى الحدائق والمتنزهات.
- الوئام الثقافي:
أدى اندماج الثقافتين المصرية والمسيحية القديمة إلى خلق مزيج فريد من العادات والتقاليد المرتبطة بشم النسيم وعيد الفصح. ويمثل هذا التناغم الثقافي ثراء الحضارة المصرية وعمقها، ويجسد قدرة الشعب المصري على التكيف والتطور مع مرور الوقت.
سبب ارتباط شم النسيم بالبعث
ويرى البابا شنودة الثالث، بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأسبق، أن ارتباط شم النسيم بالقيامة يرجع بشكل رئيسي إلى سببين:
يوم القيامة يمثل انتصار المسيح على الموت وقيامته وهو رمز الرجاء والتجديد. ويرتبط شم النسيم أيضًا بالربيع وهو رمز للحياة الجديدة والطبيعة المزدهرة، وهو ما يمثل امتدادًا رمزيًا لمعنى القيامة. ويمثل استهلاك الأسماك والبيض من حمية شم النسيم رموزًا مسيحية: السمك يمثل المسيح والبيض يمثل القيامة.
وكان المصريون القدماء يحتفلون بالشمو في نفس وقت القيامة تقريبا، إذ كان يمثل بداية الربيع وانتصار الخير على الشر. ومع انتشار المسيحية في مصر، أصبحت بعض عادات الشمو مرتبطة بالاحتفالات بعيد القيامة، مما أدى إلى ربط المناسبتين.
ويضيف البابا شنودة أن هذا الارتباط يجسد الانسجام بين الثقافتين المصرية القديمة والمسيحية ويظهر قدرة الشعب المصري على الجمع بين تراثه الثقافي ومعتقداته الدينية. رغم وفاة البابا شنودة الثالث. وفي عام 2012، تظل أقواله وتعاليمه مرجعًا مهمًا للمسيحيين في مصر والعالم.
قبل شم النسيم: طريقة عمل الفسيخ المملح في المنزل مثل المتجر بل وأفضل