ما هي الذنوب التي لا يكفر بها الحج، وهل الحج يكفر الزنا؟ وهذا هو الموضوع الذي سنتناوله في هذا المقال، إذ يتساءل كثير من المسلمين عن الذنوب التي لا يكفرها أداء فريضة الحج، ويتساءلون بشكل خاص عن كبائر الذنوب وسؤال هل هذه الكبائر تُغفر عند أداء فريضة الحج؟ المسلم يؤدي الفريضة، في هذا المقال سنتحدث عن الذنوب التي لا يمكن تكفيرها بالحج، سواء كثرت السيئات بعد الحج.

ما هي الذنوب التي لا يكفر عنها الحج؟

والذنوب التي لا يكفرها الحج هي من أعظم الذنوب وحقوق العباد. وبحسب علماء المسلمين فإن الكبائر تقتضي من المسلم ندماً خاصاً وندماً شديداً على الذنب الذي ارتكبه، وكتاب مرقاة المفاتيح يشرح مشكاة المصابيح على النحو التالي: «أما الهجرة والحج فإنهما يكفران لا يكفران». “الخطأ بأن يغفر الكبائر التي وقعت بين العبد وسيله.” ولذلك يفسر الحديث على أنه يشير إلى موتهم الصغير السابق، ويمكن العفو عنهم بشرط التوبة من ارتكاب الكبائر المتعلقة بالحقوق. “أما قول من ذكر أن الحج ليس يكفر حقوق العباد فقد جاء في الهيتمي الطفواء الفقهي الكبرى أنه قال: “”الحج المبرور”” يكفر عن كل شيء إلا العواقب على الناس، كما روى بعضهم، وعلى هذا الاستثناء إجماع» والله أعلم.

هل الحج يكفر الذنوب الكبيرة؟

اختلف العلماء في مسألة تكفير الكبائر عن طريق الحج على قولين سنذكرهما في النقاط التالية:

  • القول الأول: أن الحج مخصص لكفارة الصغائر، أما الكبائر فلا يمكن تكفيرها إلا بالتوبة الصادقة والصادقة إلى الله رب العالمين. واستدل العلماء على هذا الرأي بحديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “”صلاة الأيام الخمسة والجمعة إلى الجمعة ورمضان”” “رمضان يكفر ما بينهما إذا اجتنب الكبائر.” وعلى هذا القول يقال إن هذه العبادات إذا كانت لا تكفر الكبائر فالحج أرجح مثلها، وقال إياد في هذا الحديث: «هذا ما ورد في أحاديث الاستغفار. صغائر الذنوب دون كبائرها هو تعليم أهل السنة والجماعة. رواه النووي في “المجموع شرح المهذب” .
  • الرأي الثاني: ذهب آخرون من أهل العلم إلى أن الحج يكفر الكبائر، واستدلوا بالحديث الشريف الذي كتبه أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -. وعنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من حج في سبيل الله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم يومه. فولدته أمه». وقد أدرك العلماء أن هذا الحديث يشمل في معناه الكبائر والصغائر. ومن رجع يوم ولدته أمه فلا يرتكب ذنبا صغيرا ولا مبكرا، والله تعالى أعلم.

هل الحج يكفر الزنا؟

ولما كان الزنا من كبائر الذنوب، فقد اختلف العلماء في أن الحج يكفر هذه الذنب، وخرجوا إلى قولين: الأول: أن الزنا إذا كان من كبائر الذنوب فإن الحج لا يكفر الزنا، والحج لا يكفر عن الزنا الحج الحج لا يكفر الكبائر للمسلم، وهذا هو الراجح من أقوال العلماء. أما الرأي الثاني فإن الحج يكفر الزنا، والحج لا يكفر الزنا ويجب على المسلم أن يتوب من هذه الذنب توبة نصوحا أمام الله. وقد جاء عن ابن حجر الهيتمي أنه قال: «الحج المبرور يكفر كل شيء إلا عاقبة الإنسان». كما ذكر بعضهم الإجماع على هذا الاستثناء، والحديث الذي يكفر عنه والمطالبة بالعواقب أيضا ضعيفة، فيقول بعضهم: إنها وهم وكفارة، إذ لا تنافي وجوب التوبة. والله تعالى أعلم.

هل تكثر المنكرات بعد الحج؟

ولا تكثر الذنوب والسيئات بعد الحج. فالذنوب واحدة سواء ارتكبت قبل الحج أو بعده. لكن ارتكاب المعصية أثناء الحج أعظم: {إن الذين كفروا وأصدوا عن سبيل الله وعن المسجد الحرام الذي أقمناه لوجه الله. ومن استسلم لها فهو كذلك. ومن يرد فيه كفرًا بظلم نذقه عذابًا أليمًا.} وقد جاء في كتاب زاد المعاد لابن القيم أنه قال: “وتتضاعف مقادير السيئات، لا مقاديرها، فالفعلة السيئة لها جزاءها كحسنة سيئة، بل كعظيمة، وثوابها واحد، وجزاؤها صغير عند ذلك؛ وأجرهم سواء، فالعمل السيئ في حرم الله وفي أرضه، وعلى بساطه أسلم من ذلك في أقصى الأرض، ولهذا السبب من عصى الملك في بساط ربه “إن الملك ليس كمن عصاه في مكان بعيد عن بيته وسجادته”.

وإلى هنا نصل إلى خاتمة ونهاية هذا المقال الذي نلقي فيه الضوء على الذنوب التي لا يكفرها الحج، وعلى مسألة هل الحج يكفر الزنا، ونناقش فيه عددا من الأحكام الشرعية الخاصة وقد قدمت ضوابط تتعلق بهذا الحج، مثل: هل تكثر الذنوب بعد الحج، وهل الحج يكفر الكبائر؟