ما كفارة تأخير صيام الحائض؟ بالنسبة للعديد من النساء المسلمات اللاتي يتأخرن عن قضاء صيام الفريضة في شهر رمضان المبارك، يعد هذا من أهم الأسئلة الشرعية وهل تجب كفارة ذلك. وسوف ننظر في الكفارة التي يجب على الحائض التي أخرت القضاء (صوم الحائض)، كما سنسلط الضوء على حكم الصدقة على من الحائض بدلاً من قضاء الصيام الذي أفطرته.

كفارة تأخير صيام الحائض

وقد نص العلماء على أنه لا يجوز للمسلم تأخير الصيام إلى ما بعد رمضان التالي إلا لعذر ظاهر، وتسمى هذه الكفارة كفارة التأخير، ومعنى ذلك: عن كل يوم أفطره المسلم كفارة. يصنع في رمضان طعاما، أي ما يعادل 750 جراما من الأرز، أو ما يعادل 750 جراما من طعام أهل الأرض، قال ابن قدامة رحمه الله تعالى في كتابه “مغني: “”إذا أخره بغير عذر حتى يتم رمضان أو أكثر، لم يكن عليه أكثر من فدية مع إدراكه، لأن كثرة التأخير لا تزيد في الوجوب، كما لو” ويؤخر المسلم عدة رمضانات، فلا تزيد الكفارة ولا تتضاعف، والله تعالى أعلم.

كفارة عدم قضاء صيام الحائض

أجمع علماء المسلمين على أن الحائض يجب عليها الفطر، عملاً بالحديث الشريف الذي روته السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- والذي يقول: «سألت عائشة فقلت: ما بال الصوم؟ الحائض تقضي الصيام ولا تصلي؟ قالت: هل أنت حرية؟ قلت: لست حرا ولكني أسأل. قالت: لقد حدث لنا هذا من قبل، فأمرنا بقضاء الصيام، ولم نؤمر بقضاء الصلاة. وهذا الحديث دليل على وجوب القضاء بسبب الحائض بالنسبة للنساء. ويفضل أن يكون ذلك قبل بداية شهر رمضان الثاني.

واختلفت آراء العلماء في عدم جواز إعادة الصيام للحائض. وقال بعضهم: إذا كان تأخير الصيام أو تركه لعذر، فلا يجب على المرأة المسلمة القضاء ولو أخرت سنين كثيرة. وهذا رأي الشافعية والمالكية والحنابلة. أما إذا كان التأخير بغير عذر وجب قضاؤه في هذه الحالة بالفدية، وهذا مذهب المالكية والشافعية والحنابلة، وإلى هذا الهيتمي. قال: “من أخره لقضاء رمضان إذا فعل ذلك، حتى دخل رمضان جديد، وجب عليه قضاء كل يوم طويل؛ لأن ستة من الصحابة قد أفتى في هذا الأمر، ولم يعرف أحد يخالفهم. والله تعالى أعلم وأحكم.

هل يجوز إعطاء الصدقات للحائض بدلاً من قضاء الصيام؟

لقد أفتى علماء المسلمين بأن إخراج الصدقات بدلاً من الصيام، سواء أكان صياماً أم فرضاً، لا يجوز إلا في حالة المرض الذي لا يرجى شفاءه لمن يعاني من مرض ما. فمن يمكن شفاءه يجب عليه إن شاء الله رب العالمين أن ينتظر حتى يشفيه الله عز وجل ثم يقضي دين صائمه، وهذا ينطبق أيضًا على الحائض التي أفطرت إذا أفطرت في رمضان و أصيبت أثناء القضاء بمرض لا يمكن علاجه، مما يجعل الصيام مستحيلا، فلها في هذه الحالة أن تتصدق بدلا من القضاء، ولكن إذا كانت تعاني من مرض فمن يمكن شفاؤه وعليها أن تنتظر الشفاء من الله. والأفضل لهم أن يكفروا أنفسهم قبل دخول رمضان القادم. والله تعالى أعلم وأحكم.

متى تنهي الحائض صيامها؟

والأفضل أن ندرك الصيام عاجلاً وليس آجلاً، إلا إذا تأخر لمرض أو لسبب مشروع. ويجوز عند علماء المذاهب الأربعة القضاء في أي وقت من السنة، وقد اتفقنا على أن الأفضل القضاء قبل دخول رمضان التالي، وهذا ما جاء: قالت رضي الله عنها: «كنت أصوم رمضان فلا أقضيه إلا في شعبان»، قال يحيى: العمل عن النبي أو النبي صلى الله عليه وسلم “ولكن الأفضل للمرأة المسلمة أن تقضي صيامها قبل دخول رمضان القادم، حتى لا تضطر إلى قضاء ذلك، والله تعالى أعلم”. ”

وهنا نختتم هذا المقال بإلقاء الضوء على ما هي كفارة تأخير الصيام للحائض. وسنتناول بعد ذلك بالتفصيل في كفارة عدم قضاء صيام الحائض التبرع بدلاً من قضاء صيام الحائض. وأخيراً ناقشنا متى يجب على الحائض أن تعوض ما فاتها بسبب الحيض في شهر رمضان.