مقال عن الأخلاق ، نناقش فيه أهمية الأخلاق من وجهة نظر دينية واجتماعية ، وكذلك الأساليب والوسائل التي تساعد الشخص على اكتساب الأخلاق الحميدة. نقدم كل هذا بطريقة مبسطة وسهلة بإذن الله ومناسبة لمختلف مراحل التعليم وخاصة الثانوي.

موضوع يعبر عن الأخلاق الحميدة وأهميتها في حياة الفرد والمجتمع

الأخلاق في الإسلام هي مصدر الوحي ، لذلك فهي ثابتة وصالحة في جميع الأوقات والأماكن ، ومصدر الالتزام فيها هو الحس البشري أن الله تعالى يرعاه وأهمية الأخلاق في حياة المجتمع و الأفراد من أجلك

  • حسن الأخلاق في طاعة الله ورسوله

إذا كان للمسلم أخلاق حميدة فهي طاعة واتباع وصايا الله ورسوله. فسبحانه أمر بشرف الأخلاق وعدد من هذه الأخلاق والصفات في كتابه الكريم ، ومن هنا نجدها له مثل البذاءة والشر والعدوان}]النحل[، وقوله تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف[.

وتجده سبحانه نهى في كتابه عن الإتيان بسيء الأخلاق والصفات ومن ذلك

قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }[الحجرات[.

أما عنه صل الله عليه وسلم فقد كان خلقه القرآن كما قالت عن السيدة عائشة، ولنا فيه صل الله عليه وسلم الأسوة والقدوة الحسنة، فنعدما تتحلي بمكارم الأخلاق فأنت تقتدي بسنة رسولك صل الله عليه وسلم، وتمتثل لأمره حين قال (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن).

  • مكارم الأخلاق أصل العقيدة والشريعة

أكد سبحانه في كثير من آيات القرآن الارتباط الوثيق بين الايمان والذي تعد مكارم الأخلاق أحد أركانه، وبين العمل الصالح، فالمسلم الذي يعتقد بالله ولا يربط الإيمان بالعمل كشجرة لا ثمر لها ولا ظل.

وأما عن الأخلاق والشريعة، نجد أن الشريعة عبادات ومعاملات، أما العبادات فعندما يؤديها المسلم على الوجه الأمثل، نجد أن ثمرتها هي الأخلاق الحسنة، والبعد عن الأخلاق المذمومة، ودليل على ذلك قوله تعالى {وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} [العنكبوت[، وأما المعاملات فهي الميدان الذي يظهر أخلاق المسلم، وهل هو حقاً يتحلى بمكارم الأخلاق أم لا.

  • لها تأثير إجابي في حياة الفرد والمجتمع

إذا قلنا إن تحلي الإنسان بمكارم الأخلاق هو التحلي ( بالعدل، الرحمة، الصدق، الحياء، العفة، التعاون، الإخلاص) وغيرها من الصفات والقيم المحمودة، فتخيل معي كيف ستكون حياة مثل هذا الشخص، لا شك في كونها حياة مليئة بالنجاح والفلاح، واقرأ معي قوله تعالى {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} ]الشمس]وقوله سبحانه وتعالى {من طهَّى وذكر اسم ربه وصلى فقد أفلح. [الأعلى[، والمراد بتزكية النفس هو تهذيبها ظاهراً وباطناً، في جميع حركاتها وسكناتها.

وأما عن تأثير مكارم الاخلاق في المجتمع، فهي أساس بناء المجتمعات التي تقوم على الإنسانية، ولا أشترط هنا المجتمعات الإسلامية فقط بل والمجتمعات الغير المسلمة، فمتى توفرت في تلك المجتمعات القيم ومكارم الأخلاق ستجدها في مقدمة الأمم، وتخيل معي مجتمع تسود بين أفرده الرحمة والصدق والتواضع وغيرها من مكارم الأخلاق، هل تستطيع عوامل الانحطاط الهدامة النيل منه، بل يصح القول بأن الآفة التي أصيبت بها الحضارات الحالية، والحضارات السابقة، ليس ضعف إمكانيتها المادية أو العلمية، وإنما تخلي تلك الحضارات عن مكارم الأخلاق.

  • الأخلاق ركن أساسي عند الدعوة إلى دين الله عزَّ وجلَّ

مكارم الأخلاق هي الأساس إذا أردت دعوة الناس لدين الله، فلن يقتنع الناس بالدخول في دين الله ما لم يروا بأعينهم أثر هذا الدين على أخلاق القائم بالدعوة أولاً، ولنا في رسول الله الأسوة والقدوة الحسنة، فأخلاق النبي صل الله عليه وسلم كانت محط إعجاب من أهل قريش جميعاً قبل نزول الدعوة الإسلامية.

وكانت أخلاقه صل الله عليه وسلم عامل كبير في تصديق أهل قريش له، وأقرأ معي قول ابن عباس رضي الله عنهما قال (لما نزلت هذه الآية وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ [الشعراء 214] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخبرتك أن خيلًا نزلت في أسفل هذا الجبل ، فهل تصدقني؟ قالوا ما رأينا كذبا عليك. قال أحذرك من عذاب شديد.

كم مرة سمعنا عن أناس انضموا إلى دين الله بأعداد كبيرة لأنهم رأوا أخلاق وسلوك من يدعونهم إلى دين الله. فأول ما يراه الناس منه هو سلوك المسلم وأخلاقه. ومن خلالها يحكمون عليه وماذا يدعوهم.

  • الأخلاق الحميدة من أسباب الرقي يوم القيامة والمكانة

إن تأثير الأخلاق ونتائجها لا يعتمد فقط على حياة المسلم ، بل هو سبب للتمييز بين الناس حسب المكانة والدرجات يوم القيامة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من وزن في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق).

لكتابة موضوع مقال متميز ، يمكنك القراءة

طرق ووسائل اكتساب الأخلاق الحميدة

الأعمال التي ليس من الفطري أن يكون للرجل أخلاق حميدة وأن يتخلى عن الأخلاق السيئة ، ولا يولد بها أي شخص آخر. بل هي مراحل من العمل والسعي من أجل الذات ، بحيث تصبح الأخلاق النبيلة طبيعة وطبيعة في الإنسان ، وفيما يلي بعض الطرق والوسائل التي تساعد في ذلك بإذن الله على اكتساب الروح المعنوية

  • معرفة الأخلاق الحميدة التي يجب أن تنعم بها ، وما يجب تجنبه من سوء الأخلاق بدراسة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
  • جهاد نفسك للتخلي عن الأخلاق السيئة من أفضل الوسائل. قال العلي [العنكبوت[، فيجب عليك معرفة أن الخلق السيء كالغضب مثلاً لن يتغير بين عشية وضحاها بل يحتاج الأمر لمجاهدة وصبر في ترك ذلك الخُلُق.
  • التدرج؛ هو من الطرق التي يجب اتباعها في التخلص من الخلق السيء، واكتساب الخلق الحسن، فنجد أن البشر يختلفون في سرعتهم على التغيير، فمنهم من يتغير بسرعة، وأخر يتغير ببط، فلا تكلف نفسك فوق طاقتها ولا تصادم الطبيعة التي جبل الله الناس عليها فتفشل، وتشعر أنك غير قادر على التغير(ومكلِّف الأشياء فوق طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار).
  • عدم التركيز على الخلق السيء فقط

لا تشغل نفسك بتتبع عيوبك وما فيك من سيء الاخلاق، وتهمل العبادات والطاعات، فبعض الناس يركز على ما فيه من صفات سيئة ويترك ما يعينه من عبادات كالصلاة والصوم، على ترك الأخلق السيئة، ومثال ذلك ما ذكره ابن القيم رحمه الله، وذكر مناقشة لطيفة مع شيخه ابن تيمية، ذكرها في مدارج السالكين، ضمن النقاش يقول مثال هذا الشخص الذي ينشغل بأشياء سيئة فقط، ويغفل عن الأشياء الأخرى وأن يسير إلى الله، “مثله مثل إنسان مسافر في طريق سفر في أرض فيها حيات وعقارب، فإذا قال أنا أريد أن أبحث عن كل حية وعقرب وأقتلها حتى لا تنهشني، فإذا انشغل في تتبع الحيات والعقارب فقط قد لا يصل، وقد يُغلب من حية أو عقرب تنهشه فيهلك، لكن ماذا يكون الوضع الصحيح؟ قال “يمشي ويتحاشى الشر، فإن عرض له شيء فليقتله ويواصل المسيرة، يمشي ويتحاشى الشر، فإن عرض له شيء فليقتله، إذا تصدى لك شيء وصار أمامك ولا يمكن تمشي أقتله وأكمل المسيرة. [مدارج السالكين 2/299].

  • التأمل في سير الأنبياء والصالحين

ومن أعظم أسباب كسب الأخلاق الحميدة قراءة سير الأنبياء والصالحين ، فهم قدوة حسنة ، وقراءة سيرهم ومعرفة أخلاقهم ستقودك إلى تبني أخلاقهم.

  • مجالسة الأطفال والبقاء مع أصحاب الأخلاق الحميدة تخيلوا بخيل يجلس مع آخرين معروف بكرمه وجبان آخر يجلس مع الشجعان. ألن يكون لذلك تأثير سلبي على الجلوس ويغير شخصيته بشكل كبير؟
  • المسؤولية الذاتية إحدى طرق اكتساب الأخلاق الحميدة هي تحميل نفسك المسؤولية عن ارتكاب الأخطاء وسوء التصرف واختيار عدم العودة إلى تلك الأخلاق.
  • صلاة من أجل؛ ومن أعظم الوسائل على الإطلاق الاستعانة بالله تعالى ، والدعاء له أن يقودك إلى الأخلاق الحميدة ، وإليك هذا الدعاء من كلامه صلى الله عليه وسلم

في النهاية ، من المهم معرفة أن التمسك بالأخلاق الحميدة يضع الإنسان في حالة توازن بين متطلبات روحه وجسده ، لأنها لا تمنع رغبات الشخص الجسدية ، بل تعمل على إدخالها في إطاره القانوني. الذين يؤمنون بحياة الدنيا فقط يوم القيامة. وهكذا نشرح الآيات بالتفصيل لمن يعرفها}.

قد ترغب في قراءته