إن عمر بن الخطاب الصحابي الجليل الذي بشره الله تعالى بدخول الجنة، يأتي بشخصية فريدة ورائعة كان لها آثار واضحة ودائمة في تاريخ الإسلام. وبعد أن كان عمر من أشد الناس عداوة للمسلمين وأنبيائهم، فتح الله قلبه للإسلام فأسلم، وحسن إسلامه واكتمل وحقق إنجازات يمكن رؤية آثارها حتى اليوم وفي السطور التالية شخصية عمر بن الخطاب . ويعرض إسلامه وإنجازاته وشخصيته ووفاته.
الموضوع من عمر بن الخطاب
وتذكر هذه السطور موضوعا مختصرا عن أهم مراحل حياة عمر بن الخطاب منذ إسلامه حتى وفاته:
عمر بن الخطاب هو ثاني خليفة المسلمين بعد أبي بكر الصديق ويعود نسبه إلى بني نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن لؤي العدوي القرشي وأمه هي: حنتمة بنت هشام. المخزومية. وكان عمر بن الخطاب في جاهليته محباً للهو والخمر والخمر. وفي الوقت نفسه كان من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين، وحاول أكثر من مرة إيذاء النبي وقتله.
وأسلم عمر -رضي الله عنه- في السنة السادسة بعد هجرة النبي، وكان عمره يومها 27 سنة. هناك عدة قصص عن إسلامه، أشهرها أنه كان في طريقه إلى النبي وأراد قتله، وفي الطريق أخبره رجل أن أخته أسلمت وأن خباب بن وكان آل آرت في بيتهم يقرأ عليهم القرآن. ذهب إلى منزل أخته فاطمة، وضربها على وجهها، وضرب زوجها أيضًا وأمسك بالكتاب الذي كان خباب بن الأرت يقرأ به. وخفق قلبه عندما قرأ كلام الله تعالى، فأسلم على الفور وأعلن إسلامه أمام الملأ دون تردد ولا خوف. وبعد إسلامه أطلق عليه النبي صلى الله عليه وسلم لقب الفاروق، لأنه كان عند إسلامه يميز بين الحق والباطل.
وقد أكرم الله تعالى الإسلام والمسلمين بانضمام عمر إلى الدين الإسلامي وكان مرشداً صالحاً للدعوة والمسلمين عموماً، فعينه المسلمون خليفةً بعد أبي بكر الصديق، وتمت الكثير من الفتوحات الإسلامية. ومن خلاله: فتح مصر، والأردن، وحلب، والبصرة، والقدس، وغيرها الكثير من الفتوحات. كما حقق العديد من الإنجازات الإدارية والثقافية في عهد خلافته، أهمها: إنشاء خزانة المسلمين، والقرآن الكريم، وإنشاء الجبايات، وتدوين الضرائب، وتطبيق التقويم الهجري وغيرها الكثير. الإنجازات التي تمت في عهد خلافته.
أما شخصيات عمر بن الخطاب فقد جمعت بين الرحمة والقوة، والرحمة والشدة، والحزم واللطف. كان يتمتع بشخصية فريدة ومميزة نادراً ما نجد مثلها وأهم ما برز فيه أنه كان كريماً كريماً يحب فعل الخير. وكان متسامحاً لا حدود له، عادلاً، شجاعاً، لا يخشى أن يلوم أحداً على قول الحق، حتى أن الشياطين كانوا يخافون من اتباع الطريق الذي سلكه عمر في إيمانه وعدله.
أما وفاة عمر بن الخطاب، فقد مات على يد أبي لؤلؤة المجوس المعروف بفيروز، وكان أحد العبيد الذين يعملون عند أحد الصحابة الكرام. فاختبأ أبو لؤلؤة المجوسي بالقرب من المسجد الذي كان عمر بن الخطاب يصلي فيه، وعندما دخل عمر أراد أن يؤم الناس في صلاة الفجر، فاقترب منه أبو لؤلؤة وفاجأه بعدة طعنات، إحداها وهو جرح نافذ أدى إلى استشهاده رضي الله عنه، وعندما هجم المصلون على أبي لؤلؤة يريدون القبض عليه، انتحر بنفس السكين التي قتل بها سيدنا عمر، وقبل ذلك وفاته – رضي الله عنه – وأوصى بسلطته بقضاء ديونه، وأوصى بعلاج الضعفاء والمساكين، كما أوصى بأن يكون الخليفة من بعده من أصحاب الجنة المبشرين وكانت وفاته سنة 23هـ بعد أن تولى خلافة المسلمين عشر سنوات و3 أشهر، وقد اتسمت هذه الفترة بالرخاء والتقدم على مختلف الأصعدة والآفاق.