هل الصراخ من علامات التوحد، يُعد التوحد اضطرابًا يصيب الأطفال في مجالات مختلفة من التطور، ومن بين العلامات المشتركة لهذا الاضطراب هو الصراخ الشديد وغير المبرَّر. حيث يكون هذا الصراخ متكررًا ويقع بشكل غير متوقع أو مبالغ فيه، دون أسباب واضحة. كما أن هذه العلامة تتفاوت بشكل كبير بين الأطفال، إذ يمكن أن يكون صراخ بعضهم شديدًا بشكل خاص، في حين قد لا يظهر بعض الآخرين هذه العلامة على الإطلاق.
هل الصراخ من علامات التوحد
الصراخ هو تعبير صوتي عالٍ يصدر من الفم والحنجرة، وهو من الأشياء الطبيعية التي يقوم بها الأطفال للتعبير عن مشاعرهم وانفعالاتهم. ومع ذلك، قد يكون الصراخ أحيانًا علامة على وجود اضطراب في التطور عند الأطفال، مثل التوحد.
الأطفال المصابون بالتوحد يظهرون نمطًا غير طبيعيًا في التفاعل الاجتماعي والإتصال، كما أنهم يظهرون سلوكًا آخر غير طبيعي مثل الحركات المتكررة وعدم القدرة على التواصل بشكل فعال. يمكن أن يكون الصراخ جزءًا من هذا السلوك غير الطبيعي ويستخدم للتعبير عن الاضطراب الذي يشعرون به.
ولكن، لا يعني ذلك بالضرورة أنه إذا صار الطفل صارخًا كثيرًا في المجمل، فإنه يعاني من التوحد. قد تكون هذه مجرد عادة سيئة اعتاد عليها الطفل. لذلك، من المهم دائمًا استشارة طبيب الأطفال إذا كانت هناك أي شكوك بشأن صحة وسلامة طفلك.
الصراخ وعلامات التوحد
يمكن أن يساعد فهم علامات التوحد وكيفية الكشف عنها في تحديد ما إذا كان الصراخ جزءًا من السلوك غير الطبيعي للطفل. إليك بعض علامات التوحد:
- صعوبة في التفاعل الاجتماعي، على سبيل المثال الابتسام، الإشارة، والترحيب
- صعوبة في التواصل بشكل فعال مع الآخرين، كالحديث والتفاعل بأسلوب أمثل
- تكرار حركات نمطية مثل الهزّ أو القرفصاء أو الإيذاء الذاتي
- تأخر في التطور اللغوي و/أو صعوبة في فهم المصطلحات ذات المعاني المزدوجة مثل “أنت جئت!” (Did you bring it? or Did you come?)
- قد يظهرون انزعاجًا من حاسة حاسة مثل حاسة السمع أو لديهم اختلاس نظرٍ وسمعٍ يصل إلى المستوى الفوق الطبيعي.
الصراخ والتوحد في الفتيات
تظهر العلامات والأعراض عند الإناث المصابات بالتوحد بشكل مختلف عن الذكور. ويميلون أكثر إلى تجنب التواصل البصري مع الآخرين من خلال تجنُّب التحديق في عيونهم. كما قد يكون لديهن صعوبة في فهم المزاج والإشارات غير اللفظية، مثل التعبير عن مشاعر الغضب أو الحزن أو المخاوف.
قوة بكاء الطفل تحدد مرحلة مرض التوحد
يعتبر البكاء من وسائل التعبير عن المشاعر لدى الأطفال، وقد يكون له سببًا شديدًا مثل اضطراب في صحته، أو رغبة في جذب الاهتمام إلى نفسه. ولكن، قد تكون الشدة والتكرار في الصراخ علامة على وجود التوحد.
الأبحاث قام بها خبراء التوحد، تشير إلى أنَّه عندما يستمر الأطفال في الصراخ بشكل غير طبيعي، فإنه قد يرجع ذلك إلى خروجهم من حالة مريحة أو تناقص إحدى حواسهم. وبالتالي، فإن قوة صراخ الطفل يمكن أن تشير إلى الحاجة لتصحيح سلوكه.
الصراخ وعلامات مراحل التوحد
إذا كان الطفل يصرخ كثيرًا، فقد يكون ذلك عاملاً واضحًا لتشخيص التوحد عند الأطفال في مراحل الطفولة المبكرة. بعض علامات التوحد عند المستوى الأول تشمل:
- عدم اهتمامه بأشخاص آخرين
- عدم استجابته إلى كلمات أو لمسات الآخرين
- تأخر في اللغة والكلام، أو عدم التحدث مطلقًا (بعض الأطفال تتحسن لغتهم مع تقدمهم في العمر)
- إعادة تكرار الأفعال التي يرونها بشكل مستمر، مثل هز رأسهم أو إصدار أصوات غير عادية
- التحسس المفرط للضوء أو الأصوات العالية
- ميل للاحتفاظ بالأشياء مثل المفاتيح أو الأغراض ذات الشكل/الحجم/الوزن المحدد
إذا كان صراخ الطفل يشتد في حين يقترب من 18 شهرًا من عمره، فقد يكون هذا دليلاَ على تطور اضطرابات طيف التوحد. وبالتالي، من المهم استشارة طبيب الأطفال إذا كان لديك أي قلق بشأن صحة وسلامة طفلك.
تعديل السلوك لأطفال التوحد
يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من صعوبة في التواصل الاجتماعي والتفاعل، وقد يكون من الصعب بالنسبة لهم فهم سلوكهم غير الطبيعي. هذا يعني أن علاج التوحد قد يشمل إجراء تغييرات في سلوك الطفل.
السلوك الذاتي
نظرًا لأن الأطفال المصابين بالتوحد يتسمون بقدراتهم المعينة في التفكير الذاتي وتقويم سلوكهم، يعتبر فحص السلوك الذاتي جزءًا أساسيًا من العلاج لأطفال التوحد. يجب تعزيز السلوك الإيج
هل الصراخ من علامات التوحد، لتلك الأسباب المذكورة، يمكن القول بأن الصراخ قد يعد إحدى علامات التوحد. ومع ذلك، لا يعتبر الصراخ حالة مطلقة في جميع الأطفال المصابين بالتوحد، إذ أن هناك بعض المصابين بهذه الحالة لا يسببون الإزعاج للآخرين بالصراخ. لذلك، من المهم التشخيص المبكر للاطمئنان على صحة الطفل وسلامته والعمل على تقديم المساعدة اللازمة له في حال احتياجه.