هل المريض النفسي يستجيب لله؟ من الأسئلة التي يطرحها الكثير من الناس، خاصة الذين يعانون من اضطرابات نفسية أو لديهم اضطرابات نفسية في أسرهم، المسلم الذي يهتم بنفسه وبإخوته. وينبغي أن يعرف أحباؤه ما هو المسلم وما يجب عليه، وسيبين ما حكم المريض النفسي المتوفى عند الله، من الواجبات والنفقات الشرعية في حالات المرض والشفاء.
هل المريض النفسي مسؤول أمام الله؟
وقد ذكر العلماء أن المريض النفسي إذا أصيب طوال حياته بمرض نفسي خطير، يؤثر على عقله وإدراكه، ويفقد قوته العقلية، ولا يدرك الفرق بين الضرر والنفع، فإنه لا يتحمل المسؤولية. وبفضل الله رفع عنه القلم الواجب. أما إذا كان المرض النفسي لا يؤثر على تفكيره وإدراكه وعقله فإنه يستطيع تمييز وفهم الأشياء المفيدة والضارة. إن اختلاف الأحكام الشرعية والالتزامات الدينية ومضمونها يعني أنه حتى لو كان مرضه مختلفا فإنه لا يعذر بمرضه ويكون مسؤولا عن إهماله، وأحيانا يقوى ويفقد وعيه، وأحيانا يأتي. والعودة إليه، فهو في هذه الحالة معذور في حالة فقدان الوعي، حيث لا عذر في وعيه، والله ورسوله أعلم.
كيف يمكن الحصول على الفوائد بعد وفاة المريض النفسي؟
ينتفع المريض العقلي المتوفى بكل عمل مشروع حددته الشريعة الإسلامية ليستفيد منه موتى المسلمين بعد وفاته. وتشمل هذه:
- الصلاة والاستغفار للميت من أعظم العبادات التي تنفع الميت في القبر وفي الآخرة، والأدلة الشرعية على ذلك كثيرة في الكتاب والسنة والنبي محمد. وكان ينصح بالصلاة على الأموات والدعاء لهم صلى الله عليه وسلم.
- تُصرف الصدقات عن الميت، وقد أجمع العلماء على أن ذلك ينفعه ويحصل أجره، سواء من ابنه أو من غيره.
- الصيام عن الأموات: عندما سئل نبينا صلى الله عليه وسلم عن قضاء الصيام عن الأموات، أجاب بوجوب ذلك.
- لعموم أدلة السنة في ذلك، فإن الحج والعمرة تقام عن الميت أيضاً.
- قراءة القرآن للميت هو رأي جمهور أهل السنة، لكن بينما قال الشافعي إن قراءة القرآن لا تصل إلى الميت، قال الإمام أحمد: كل خير يصل إلى الميت، والله العالم. الاحسن.
هل يمكن محاسبة الشخص المريض نفسيا على تصرفاته؟
المرض النفسي وفرط الحساسية لا يلغي ذنب المريض النفسي، ولا يلغي مسؤوليته، وطالما أن هذا المرض لا يوصله إلى حد فقدان العقل والجنون، فإن المريض النفسي يكون مسؤولاً عن سلوكه. وإذا فقد المريض عقله وأصيب بالصرع أو نحوه سقط حقه الشرعي ورفع عنه القلم. لأن جوهر الواجب وأساسه هو العقل، وكل واجب يحتاج إلى العقل. فإذا لم يفقد عقله بل كان مجبراً وواجه صعوبات كبيرة في حياته، فإنه يكون مسؤولاً عما يستطيع فعله، ولا يلام على ما لا يستطيع فعله. لدرجة أن الله لا يكلف أحداً إلا وسعه؛ والله أعلم.
قرار بشأن مريض نفسي توفي منتحرا
لا شك أن الانتحار ذنب عظيم، ومن ينتحر سيواجه عذاباً عظيماً يوم القيامة، ولكن قد يكون الإنسان مصاباً بمرض نفسي أو جسدي يؤثر على عقله ويظلمه. فهو لا يعرف ماذا يفعل أو يقول. فإذا وصل الإنسان إلى هذا المرض النفسي فقتل نفسه وانتحر دون وعي فإنه ينتحر. والله أعلم، فهو ليس من المذنبين، بل هو كذلك. وهو معذور، ولا مسؤولية عليه لعدم عقله، وهو في حكم المجنون الذي لا سبب له، فإذا فعل ذلك لا يأثم بقتل نفسه. المرض النفسي لا يدمر العقل، وبوجوده يصبح المريض واعيا ويميز الحقيقة، وهو ممن انتحر بين الخطأ وقتل نفسه، وسيدفع ثمنه. والله ورسوله أعلم بما فعل وما سأل عنه.
وفي نهاية المقال: هل المريض النفسي مسؤول أمام الله تعالى، تعلمنا حكم محاسبة المريض النفسي، وكيف يستفيد من المريض النفسي بعد وفاته، وحكم محاسبة المريض النفسي. يموت منتحرا.