هل يجوز الأضحية عن الميت، يعتبر عيد الأضحى من الأعياد الإسلامية الهامة التي تمثل ركنًا أساسيًا في عبادات المسلمين، حيث يتم فيه قربان الأضاحي كتعبير عن الطاعة لله والتضحية لأجله. وقد اشتُرط في شروط قربان الأضحية أن تكون الأضحية سليمة ولا تُعاني من عيوب صحية، إضافة إلى أن يكون الشخص المراد الذبح عليه حيًا. ومن بين المسائل التي قد تثار حول قربان الأضحية هو مسألة “الأضحية عن الميت”، فهل يجوز قربان الأضحية عن المتوفى؟ سنقدم في هذا المقال إجابة شافية على هذا التساؤل.
هل يجوز الأضحية عن الميت؟
الأضحية عبارة عن تقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وقد فرضت على المسلمين كشرط من شروط العيد، وفي الواقع فإن هذا العمل فيه خيرٌ كثير، ولا يختص بمجرد نحر الماشية بل يختص بكل جزء من هذا العمل.
فيما يتعلق بالأضحية عن الميت فقد اختلف العلماء في مشروعيتها، حيث ذكر بعضهم أنَّ الأضحية عن الميت لا تجوز، في حين قال آخرون إنَّه يجوز لصاحب الميت أن يضحِّي بحجة تبركٍ للميت، وليس بقصد الفداء.
الحكم الشرعي في الأضحية عن الميت:
من الواضح أن هذه المسألة محل خلاف بين العلماء، فبعضهم يرون أنَّ الأضحية عن الميت لا تجوز؛ لأن الميت لا يستطيع الانتفاع بها، والأضحية إنما تكون من أجل تقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وإذا كانت لا تصل إلى الميت فهذا لا يجوز.
وأما من قال إنَّ الأضحية عن الميت جائزة، فقد استدلوا بالأدلة النصية التي تدعو إلى الدعاء للميت بالرحمة والمغفرة، ويلفظ الإنسان في صلاته على الميت بكلمات الدعاء التي تدل على الاستجابة والثواب.
المقصود بالأضحية:
تقوم فكرة الأضحية على التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وإظهار شكر الإنسان لنعمه عليه، كذلك يؤدي هذا العمل إلى إطعام المحتاجين والفقراء في المجتمع.
ومن أهم أسباب كون هذا العمل من شروط العيد، هو تفادي الغرور والتكبر لدى المسلمين من خلال قطع ذبائح ماشية وتوزيعها على المحتاجين، حيث يُخَفِّف من حدة الفوارق بين أفراد المجتمع ويزيد من التراحم والتآلف بينهم.
شروط صحة الأضحية:
تتضمن شروط صحة الأضحية عدة أمور، مثل إخراجها في وقتها المحدد من قبل الشرع، فإذا تأخَّر صاحب الأضحية في ذبحها فلا يصل به الثواب المرجو.
كذلك يجب أن تكون الأضحية سليمةً من العيوب والأمراض، كما يفضل أن يكون عمرها ليس أقل من ستة أشهر، حتى تكون دسمةً وطيبةَ اللحم.
أيهما أفضل الأضحية أم الصدقة للميت؟
عندما يتعرَّض شخص لأزمة ويلجأ لإنقاذ نفسه من خلال علاج يكلفه مبلغًا كبيرًا فإنَّه يكون في حالة استغاثة، وبالتالي فإنَّ الصدقة في هذا الحال تكون هي الأولى، وذلك نظرًا لأنَّ المساعدة التي ستصل إلى المحتاج ستُحسن حالته وقد تشفي جرحه.
وبخصوص الأضحية عن الميت فإنَّ كل من تبرَّع بذلك فلا يغادره إلا خير، وإذا كان صاحب الميت قد بذل جهودًا من أجل إعانة المحتاجين في حياته، فإنَّ الأضحية لصالح الميت ستكون أولى بعد الصدقة.
هل يجوز الأضحية عن الميت، بشكل عام، يجوز الأضحية عن الميت وذلك بسبب قوله صلى الله عليه وسلم “أفضل ما تدعو به في آخر صلاة من فريضة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير – اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا”. أمّا إذا كان الشخص لديه ديون فأولى بالتأكيد هو سداد تلك الديون. بالإضافة إلى ذلك، يجب الإشارة إلى أن من تستثنى من الأضحية هم المسافر والفقير المُعَدَّ لجُوِعٍ. في نهاية المطاف, فإذا كان شخص يرغب في إعطاء الأضحية عن أحد الموتى، فلا بأس بهذا الفعل إذا كان المرء قادرًا على ذلك.